بلاك ووتر ..تعود إلى العراق عبر بوابة الإمارات

اخترنا لك

الخبر اليمني /

عادت من جديد شركة «بلاك ووتر» للخدمات الأمنية الأمريكية من العراق، عبر سلسلة استثمارات وعقود شراكة جديدة، تحت اسم مختلف، لشركة تملكها حكومة أبو ظبي، ومقرها دولة الإمارات.

جاءت عودة «بلاك ووتر»، إلى العراق، رغم فضيحة «مذبحة ساحة النسور» في بغداد، منتصف سبتمبر/ أيلول 2007، عندما أقدم عناصر الشركة، على فتح النار على سيارات مدنية تقل عائلات عراقية بحي المنصور وسط العاصمة، ما أدى إلى سقوط 41 مدنياً بين قتيل وجريح بينهم أطفال.

قرار الطرد اعتبر حينها نصراً شعبياً للعراقيين، لكن الشركة عادت من جديد إلى العراق، عبر سلسلة استثمارات وعقود شراكة جديدة وبمبالغ مالية كبيرة تدفع بعضها حكومة بغداد والأخرى بطريقة الاستثمار، كان آخرها عقد ضخم لمدة خمس سنوات، بحسب صحيفة «العربي الجديد».

غير أنها دخلت إلى السوق العراقية هذه المرة تحت اسم مختلف وعنوان آخر، وهو شركة «أوليف» للخدمات الأمنية أو شركة «الزيتونة» للخدمات الأمنية، وتملكها حكومة أبو ظبي، ويديرها حالياً نفس مؤسس «بلاك ووتر» الضابط السابق بالجيش الأمريكي «إريك برنس»، الملاحق قضائياً بتهم عدة، بينها جنائية وأخرى تهرب ضريبي.

اسمان لكيان واحد

«برنس» المؤسس والمشرف العام على عمليات وحركة هذه الشركة من مقر إقامته في أبوظبي هو نفسه من يدير شركة R2»» للخدمات الأمنية في أبوظبي أيضاً.

وتم اعتماد الشركة الجديدة إماراتياً باسم شركة «الزيتونة» للخدمات الأمنية، ودولياً تعرف باسم شركة «أوليف».

وعلى خلاف شركة R2»» التي تضطلع بـ«عمليات سرية» لصالح أبوظبي في اليمن وليبيا وأفغانستان منذ عام 2013، بالتزامن مع ثورات الربيع العربي، بإدارة عليا من «إرك برنس» نفسه و9 من قادة وحدات عمليات «بلاك ووتر» السابقين، فإن شركة «أوليف» حصلت على اعتماد عالمي كشركة دولية إماراتية في أكتوبر/ تشرين الأول 2013، من خلال ترخيص معتمد من قبل هيئة الترخيص الدولية «إنترتك»، وفقاً لمعايير شركات الأمن الخاصة «PSC1»، بحسب تصريح مدير مجموعة الأمن في البيئات الأمنية المعقدة في شركة «أوليف» الضابط السابق في البحرية الأمريكية «بول جيبسون».

وأكد «جيبسون»، أن «الشركة حصلت على الترخيص بموجب مراجعة معاييرها في الفحص والعمل الميداني والتدقيق للأفراد وعمليات شراء الأسلحة والتراخيص لحمل الأسلحة النارية وطريقة إدارتها».

لكن عملياً، شركة «أوليف» الأمنية هي «بلاك ووتر» التي طردت من العراق، ومنعت من العمل بقرار صادق عليه البرلمان عام 2007، وتتخذ من مبنى قرب نادي الصيد وسط بغداد كفرع لعملياتها بالعراق.

أحد الذين عملوا في الشركة، وهو أمريكي من أصل لبناني يدعى «نبيل شداد»، ويقيم حالياً في ولاية فلوريدا الأمريكية، أكد أن «أوليف» هي نفسها «بلاك ووتر»، لكن بنسخة إماراتية.

و«شداد» لا يزال ينتظر من شركة «بلاك ووتر» أن تدفع له مبلغاً قدره 19 ألفاً و800 دولار أمريكي، لم تسددها له، بذريعة تركه العمل قبل انقضاء مدة العقد معه.

لكنه يدافع عن موقفه قائلاً إنها «أغلقت فرعها في العراق، وسددت مستحقات الجميع إلا العاملين من أصول عربية وأفريقية، بسبب ما اعتبره عنصرية الشركة».

وأضاف أن «بلاك ووتر عادت للعمل في منطقة الشرق الأوسط عبر شركتي أوليف وR2 وهي مختصر اسم الشركة الكامل (ريفلكس ريسبونسس) من خلال أبوظبي، وتدير لصالح الأخيرة عمليات ذات طابع استخباراتي في عدد من الدول العربية انطلاقاً من الإمارات».

وتابع «شداد» أن شركة «أوليف» باشرت نشاطها أول مرة بعد تعرض طائرة إماراتية في 27 يناير/ كانون الثاني 2015، إلى إطلاق النار قبل هبوطها في مطار بغداد، ما أدى إلى إصابة عدد من الركاب بجروح واختراق الرصاص هيكل الطائرة الخارجي.

عقد دخول

وتابع إن هذه الحادثة شكلت «بوابة دخول بلاك ووتر الأمريكية مجدداً إلى العراق من خلال شركة أوليف الإماراتية، وعقدت أولى صفقاتها مع وزارة المالية لصالح الهيئة العامة للجمارك ثم تنظيم إجراءات موانئ البصرة على مياه الخليج العربي، ثم صفقة توريد عجلات مصفحة ضد الرصاص للحكومة وتوريد أجهزة مراقبة أمنية ومراجعة إجراءات الأمن في منشآت عراقية مختلفة، وعيّنت الشركة رجلاً يدعى كرستوفر كرفش، مديراً مفوضاً لها إذ تتولى أوليف أو الزيتونة مسؤولية عدد من الموانئ العراقية»، وفق روايته.

ويرجح أن يتم جلب المرتزقة الكولومبيين للعمل في العقد الجديد (طريق بغداد — عمّان) حال البدء بتنفيذه نهاية العام الحالي، كونهم الأقل أجراً، إذ يتقاضون شهرياً ما بين 3000 آلاف إلى 3500 دولار أمريكي، ويعمل قسم منهم أيضاً في مدينة عدن اليمنية.

وكان رئيس «برنس»، انتقل نهاية عام 2010 إلى أبوظبي للإقامة فيها، بعد فشله في تبييض سمعة شركته دولياً وتراجع الصفقات المالية التي كانت الشركة تبرمها سنوياً، لا سيما في دول العالم الثالث التي تعتبر مصدر استثمارها الرئيس.

وتتألف شركة «أوليف» من «جيش مرتزقة» يصل تعدادهم إلى أكثر من 3 آلاف عنصر، من 19 جنسية مختلفة، يقيم منهم نحو 600 في الإمارات حاليا، ويشكلون كتيبة أمنية واسعة الطيف داخل أبو ظبي.

وأنيطت بشركة «أوليف» خلال السنوات الأربع الماضية مهام عدة داخل الإمارات، مثل حماية المنشآت النفطية وناطحات السحاب وحراسة السجون وشراء الأسلحة ومراقبة المواطنين والمقيمين المسجلين كمشتبه بهم بما في ذلك التجسس على اتصالاتهم.

وتورطت شركة «R2» الإماراتية بعمليات أمنية في عدة دول عربية مثل اليمن وليبيا وسابقاً في مصر، حيث شهدت أعلى معدل نشاط لها قبيل الاطاحة بمرسي

رفض برلماني

يشار إلى أن عدداً من أعضاء البرلمان العراقي، من بينهم مستشار الأمن الوطني السابق عضو لجنة الأمن والدفاع العراقية الحالي «موفق الربيعي»، أرسلوا تقريراً إلى مكتب رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي»، للمطالبة بإلغاء العقد مؤكدين أن الشركة الإماراتية «أوليف» هي نفسها «بلاك ووتر» وهناك عملية خداع للعراقيين.

ووفقاً للتقرير، فإن هناك عملية «خداع» مارستها شركة «أوليف» في تقديم عرضها لحماية الطريق الدولي الرابط بين بغداد وعمّان مطلع أبريل/ نيسان الماضي، إذ قدمت أوراقها باسم شركة أمن عالمية أمريكية مقرها في أبوظبي.

ولا يمتلك العراقيون الخبرة الكافية في معرفة أصل الشركة أو نشاطها في الدول الأخرى، إلا أن المسؤول العراقي يفصح عما وصفها «مساعدة من أصدقاء في إحدى الدول، أوضحوا حقيقة هذه الشركة وتفاصيلها».

المصدر : الخليج الجديد

أحدث العناوين

المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تنفذ إعدامات ميدانية ضد الأطفال في محيط مستشفى الشفاء

أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش العدو الإسرائيلي المجرم نفذ عمليات إعدام ميدانية بحق أطفال في محيط مجمع...

مقالات ذات صلة