عن الدين والجنس.. والطفولة التي اغتُصِبت مرتين.!

اخترنا لك

د. صادق القاضي:

حسب الفطرة والعقل والدين.. لا مشكلة جنسية، في رؤية الأطفال عرايا خاصة في سن الرضاعة والطفولة المبكرة، فحتى المصابين بالــ”Pedophilia” الاضطراب الجنسي الخطير، لا يميلون -في الغالب- للأطفال في هذه السن.

لكن، حسب بعض “علماء الإسلام” في العصر الراهن، هناك مشكلة جنسية، ليس فقط في عري الأطفال، بل حتى في نوعية ملابسهم في هذه المرحلة.!

 تتضمن القضية عفوياً بشكل جديّ هزلية تجريم ظهور الأطفال بالحفاظات، واعتبار إعلانات البامبرز في وسائل الإعلام موادا إباحية محرمة.!

نحن أمام حالة متقدمة من الاضطراب، ففي كل زمان ومكان يوجد، بشكل نادر، شواذ يميلون جنسيا للأطفال، لكن فقط في العصور  والسياقات البالغة الانحطاط يوجد رجال دين يثير الأطفال هوسهم وهواجسهم الجنسية.

 كتب أحدهم:

“عظمة ذلك “الجسد” الذي يحتاج إلى حياء يكنزه”.!

كما هو واضح، العبارة أدبية حسية قد يقولها شاعر ماجن في راقصة تعري.. وفي كل حال من المستبعد أن يقولها رجل دين في طفلة بعمر الــ 3 سنوات!

لكن الشيخ “عبد الله العديني” هو الذي قالها، وقالها بمناسبة حادثة اغتصاب الطفلة رنا، ضمن مقاربته الشهيرة لجريمة اغتصاب الأطفال بشكل عام.

بداية من العنوان”ملابس الصغيرات بوابة للاغتصاب”، كان الشيخ واضحا في التعبير عن رؤيته للطفولة والأنوثة ودوافع جريمة الاغتصاب، وبكل صرامة أدان جسد الطفلة بالتبرج وإثارة الشهوات.. والتسبب بجعل أحد الضحايا المساكين يقع في حبال الخطيئة!.

 بالمناسبة لم تكن “رنا” تتجول شبه عارية، كما توحي تعبيرات الشيخ.. فقط كانت، كجل أطفال اليمن والعالم، تلبس ثيابا عادية لا تغطي الوجه والشعر والذراعين.

بلغة أصولية مجانسة: لم تكن رنا تلبس الحجاب والنقاب والبالطو الأسود.. وبهذا الشكل، حسب هذا الطرح، كانت هذه الطفلة ذات الثلاث سنوات، متورطة في جريمة اغتصابها بإغواء رجل غريب.!

بالوعي نفسه، يمكن للجسد الطفولي المثير أغواء حتى والد الطفلة، وعلى هذا الأساس أصدر الشيخ العريفي من قبل فتواه الشهيرة بعدم جواز اختلاء البنت بأبيها في غياب والدتها.!

لا حدود لمضحكات بلايا هذا الدين الذكوري، حيث الفساد مؤنث، والأنثى: طفلة ومراهقة وشابة وعجوزة.. ابنة وأم وزوجة وغريبة.. مدانة مسبقاً بالغواية والخيانة.. وتتحمل بشكل حتمي مسئولية الخطيئة!.

أما الرجل، فهو دائما ضحية لحظة ضعف، لشهوة أثارتها أنثى، حتى لو كانت هذه الأنثى في سن الطفولة المبكرة.!

لا أسوأ من  شذوذ جريمة اغتصاب الطفولة،  إلا التبرير والتسويغ الديني لها.. إنه اغتصاب ثانٍ للطفولة، كما هو شذوذ الشذوذ.. وسواءٌ في تبرير اغتصاب القاصرات، أو الحث على الزواج بهن .. فإن ما يقوم به هؤلاء يحيل الدين إلى  واقٍ ذكري لممارسة الهوس الجنسي، ومأخور يعج بمختلف العاهات النفسية والإعاقات العقلية، والاضطرابات والنزوات الحيوانية المنحطة.

رغم كل شيء، ما تزال اليمن بخير.. أو هذا ما يبدو على حرارة ردود الأفعال الشعبية الواسعة على جريمة اغتصاب الطفلة رنا، ثم وبدرجة أعلى على تبرير الشيخ العديني، التقزز الواسع من “بيدوفيليا” الشيخ، مظهر صحي للمجتمع اليمني، ورفض لتطفل الأمراض النفسية والاضطرابات الجنسية على قيم الدين الإسلامي.

 

الخبر اليمني/أقلام

أحدث العناوين

بعد 200 يوم من العدوان المتواصل.. سرايا القدس تواصل دكّ المستوطنات الإسرائيلي

نشرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم الأربعاء، مشاهد لرشقات صاروخية قصفت بها مستوطنات غلاف قطاع غزة. متابعات-الخبر...

مقالات ذات صلة