الخبر اليمني/ترجمة خاصة:
إن النموذج الأكثر انتشارا الآن في “تحرير” الأمم المعزولة من الاستبداد والطائفية والإرهاب في القرن الواحد والعشرين هو تحويلها إلى ملاعب جحيم. فالفظائع التي تنفذ في غزة تبدو أخف عنفا عما يجري الآن في اليمن من معاناة ودمار شامل.
ومن المفارقات الملفتة هي ان إسرائيل حليف السعودية في هذه الكارثة بأكملها. على عكس الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فإن الكثير مما تقدمه إسرائيل في هذا التعاون الاستراتيجي المناهض لإيران يبقى خلف المشهد نوعا ما.
ازدواجية العلماء:
من السخرية الأكثر إيلاما، لم يعبر أي من أئمة الحرمين -الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة -عن بيان قلق بشأن القصف الوحشي لليمن، ناهيك عن أي انتقاد للملك سلمان أو ابن الملك، وريثه للعرش ووزير الدفاع بالمملكة. ولم يعترض أي منهم على القمع العنيف الذي ارتكب ضد إخوانهم الشيعة السعوديين. فهؤلاء الأئمة يُختارون من خلال مراسيم ملكية صادرة عن خادم الحرمين الشريفين -الملك. بالإضافة إلى الهيبة التي يحصلون عليها ويتم تكريمهم مع النفوذ الاجتماعي والديني.
لذلك ليس من المستغرب أن الولاء الأول سيكون هو للسلطة الملكية. هذا الترتيب الملائم يجبر علماء الملك المخلصين على العمل بطريقة لا تتفق مع النموذج النبوي، إن لم يكن نفاقا صريحا. إن التفكير بأن الملك أو الرئيس أو القائد لا يمكن أن يخطئ هو انحراف صريح عن المبادئ الإسلامية. فالمسلمون اليوم يفتقرون إلى العلماء الحقيقين دون أولئك الذين يتكيفون مع هذا العالم المتغير بسرعة – اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وروحيا.
Huff Post
