السعودية بدون “مطاوعة”.. الغضب يتصاعد

اخترنا لك

الخبر اليمني/متابعات خاصة:

الى ما قبل سنة من الآن لم يتخيل أحد كيف ستكون السعودية بدون “مطاوعة”، اولئك المطاوعة الذين بقوا طيلة فترة تجاوزت 80 عاما وجودا قويا وفعالا في سبيل ترسيخ الحكم السعودي في داخل المملكة، الى أن جاء محمد بن سلمان مؤخرا، وقام بتغييرات استهدفت بشكل رئيس رجال الدين “المطاوعة” في المملكة، حيث زج بالكثير منهم في فترة وجيزة خلف القضبان.

يذكر بأنه خلال تولّي نايف بن عبدالعزيز وزارة الداخلية، كان رجال هيئة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” يعتبرون جزءاً من التوازنات القائمة بين أجنحة السلطة في المملكة السعودية، وفي انقلاب واضح حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث جاء الصعود المفاجئ لمحمد بن سلمان محدثا انقلابا في المعادلات التي قامت على أساسها المملكة، حيث بدت نقمته على المتشددين من رجال الدين وأتباعهم جلية منذ البداية، واستطاع كما يرى مهتمون بالشأن السعودي خلخلة إحدى الركائز الأساسية التي قام على أساسها الحكم، وهي قاعدة الشرعية الدينية.

المطاوعة.. ودورهم

على مدى 80 عاماً شكّل “المطاوعة” صورة نمطية عن المملكة، حيث الوجوه المتجهمة التي تجوب الشوارع والأسواق بحثاً عن “منحرفين”، و هؤلاء المنحرفين قد يكونون من المتخلفين عن الصلاة في موعدها، او فتيات يضعن طلاء أظافر ولا يغطين وجوههن في الأسواق العامة، الأمر الذي دفع الكثير من الخبراء الى رؤية بأنه من رحم هذه البيئة الدينية السعودية خرجت السلفية الجهادية كالقاعدة وداعش وحركة جهيمان العتيبي والتمرّد الأول المتمثل بجماعة “من أطاع الله”.

تمثلت هذه الصورة بفضل “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، الهيئة التي باتت على حافة الإعدام كما يرى الكثير، لكن ليس من الممكن أن تمر هذه الهجمة لمحمد بن سلمان دون ردة فعل، فالملاحظ أن هناك حالة سخط ولو بخوف بالغ من بطش بن سلمان.

على السياق ذاته تظهر حالة السخط على صفحات سعوديين وسعوديات على تويتر، كحالة رفض قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، وكذلك إلغاء اقامة حفل للفناة شيرين عبدالوهاب والتي كان من المقرر اقامتها في السعودية، الأمر الذي يعني كما يرى متابعين أن سلطة رجال الدين لا زالت قوية وقادرة على فرض وجودها.

وبالعودة الى البداية فقد وقف التيار الوهابي المتشدد ضد الحداثة والتطور، حيث عاب أتباع “جماعة من أطاع الله” على عبدالعزيز نفسه استخدامه السيارة والطائرة والتلغراف. تمردوا عليه حتى اضطر إلى سحقهم بأسلحة إنكليزية حديثة عام 1929، عاد هذا التيار ضد دخول التلفزيون عام 1965، ووضعوا ضوابط شرعية على كل شيء.

وعندما بدأ عصر البث الفضائي حاولوا منع الصحون اللاقطة، منعوا أيضاً الهواتف المزودة بكاميرات وصادروها عندما برز الجيل الأول منها.

أثارت مطارداتهم للشباب، بشبهة الاختلاط، الرأي العام عندما أسفرت عن وقوع قتلى في حادثة حريق مدرسة البنات في مكة عام 2002 وما زالت ماثلة في ذاكرة السعوديين، حينها أعاقوا عملية الإخلاء بحجة أن الطالبات غير محجبات، حيث توفيت 15 طالبة نتيجة الحادثة.

إلى ذلك فقد استمر مسلسل التحريم طويلا حتى وصل الى لعبة باربي ومسلسل “طاش ما طاش”، إضافة إلى التصوير والفنون وأمور أخرى.

وبحسب آراء لمحللين سياسين فلا وجود لما يمنع من تكرار ما حدث سابقا، فيما يرى آخرون بأن حاجة السلطة الحاكمة للهيئة تبقى ماثلة إلى الآن وبأن دور الهيئة يأتي في إطار حراسة الملك ولا يمكن للهيئة أن تنطق بغير ما يريد الملك، الأمر الذي سيؤدي الى ابقائها رغم أن ما يحدث يشير الى اقتراب محمد بن سلمان اتخاذ قرار الغائها.

الجدير بالذكر أن محمد بن سلمان قال اليوم بأن  “70% من الشعب السعودي تحت سن الـ30، وبصراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة، سوف ندمرهم اليوم، لأننا نريد أن نعيش حياة طبيعية”.

وأضاف: “اتخذنا خطوات واضحة في الفترة الماضية بهذا الشأن، وسوف نقضي على بقايا التطرف في القريب العاجل، ولا أعتقد أن هذا يشكل تحدٍ، فنحن نمثل القيم السمحة والمعتدلة والصحيحة، والحق معنا في كل ما نواجه”.

 

 

أحدث العناوين

Ansar Allah leader reviews American and British failure in confronting Yemeni operations

On Thursday, Ansar Allah leader, Abdul-Malik Al-Houthi highlighted the American and British failure in their attempts to counter Yemeni...

مقالات ذات صلة