صراع الثقافات السياسية والخروج من التبعية

اخترنا لك

د.سامي عطاء:

في النظام العالمي الراهن يجري صراع بين منهجين وثقافتين سياسيين متضادتين ، ظهرت ملامحهما من خلال الصراع القائم في الشرق الأوسط، منهج أمريكا وبريطانيا في تأجيج الصراع الديني المذهبي وإشعال نار الفرقة والتمزيق وتكريس ثقافة البغضاء في المنطقة بين المذهبين السني والشيعي وتأسيس التحالفات العسكرية في هذا المعسكر بغية استمرار بؤرة النزاع مشتعلة وذلك بهدف حماية هذه الأنظمة من رياح التغيير التي يمكن أن تنتقل إليها ولو عبر إشعال الحرب، وحفاظا على مصالحه الاستراتيجية.

وفي المقابل هناك منهج أخر تقوده روسيا والصين يستند على ثقافة الحوار والتقريب بين العالمين السني والشيعي ، واتضح هذا المنهج من خلال التقريب بين إيران وتركيا الذي حقق نتائج عديدة في مجالات عدة، ونزع بؤر توتر ؛ وأقام صروح تبادل اقتصادي وتقارب سياسي في ملفات عديدة منها الملف السوري.

ويمكن القول أننا أزاء ثقافتين سياسيتين ربما تلعبان دورا في تشكيل نظام سياسي عالمي جديد تعددي الأقطاب ، ولقد كان المفكر الفرنسي الراحل روجيه غارودي يدافع عن ثقافة حوار الحضارات والثقافات عندما بدأت فكرة صراع الحضارات تحقق هيمنتها في منتصف التسعينيات ، ولقد قدم المفكر الفرنسي نصيحة مجانية للعالم الإسلامي حين طالبهم بالعودة إلى إحياء طريق الحرير ، وذلك إذا أرادوا أن يخرجوا من تحت هيمنة القطب الواحد ويحققوا بواسطته نهضتهم، لكن يبدو أن تبعيتهم المذلة وضعف قرارهم السياسي حال دون ذلك…!

 

الخبر اليمني/أقلام

أحدث العناوين

شواهد على حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني

على مدى الستة أشهر الماضية من الحرب على قطاع غزة، تحولت المستشفيات والمدارس والطرقات إلى مقابر جماعية دفن فيها...

مقالات ذات صلة