انتشار وباء الصدأ الأسود في اليمن

اخترنا لك

الخبر اليمني/متابعات:

“أيها الغرب، السهم الذي رميتموه سيرتد إليكم. في اليمن، التي أضعفتها الحرب، انتشرت المزيد من الأوبئة. الكوليرا والدفتيريا وحمى الضنك وداء الكلب المحلي والسعال الديكي، والآن انفلونزا الطيور والصدأ الأسود”

بهذه العبارة افتتح الصحفي  ديتريش كلوزه في صحيفة در فرايتاج الألمانية  مقالا نشره اليوم عن آثار حرب التحالف في اليمن، وما أنتجته من أوبئة، وكوارث بيئبة وإنسانية.

الصحفي الألماني أكد أن الغرب هو من بدأ الحرب في اليمن وفي سورية وليبيا والعراق وأفغانستان  متسببا بمعاناة كبيرة لهذه البلدان وأهلها.

وأشار إلى أن الأوبئة التي تنتشر في اليمن هي بسبب هذه الحرب والتي أدت إلى  انهيار النظام الصحي التي تعد بدائية في الأصل وتوقف العمل تماما في ما يزيد عن نصف المرافق الصحية وكثير منها دُمر تماما.

وقال كلوزة: عندما يُحرم الناس من دخلهم ولم يعد بإمكانهم الحصول على الرعاية الطبية؛ عندما تكون الأدوية والمعدات الطبية مفقودة بسبب الحصار؛ عندما يزداد ضعف الناس بسبب نقص التغذية؛ عندما يتم قصف محطات ضخ المياه ولا يمكن لكثير من الناس الحصول على مياه الشرب النظيفة، ثم تأتي الأوبئة. وذلك بسبب الحرب.

وتابع: في اليمن: سجل وباء الكوليرا أكبر حالة انتشار من بدء ظهوره في العالم. وبدأ وباء الدفتيريا بالظهور وحمى الضنك وداء الكلب المحلي (بسبب الكلاب الضالة)، والسعال الديكي، والحصبة، مضيفا : هذا غير مهم إلى حد كبير بالنسبة للـ “الغرب” بصرف النظر عن عدد قليل من الذين يتعاملون معها، مثل ممثلي منظمات الإغاثة. نادرا ما نرى موضوع الكوليرا في اليمن على الصفحات الأولى من الصحف وبالأصح ليس نادرا وإنما أبدا.

وربما كان الأمر بالنسبة لنا غير مهم: فلن يصل إلينا على أية حال أي شيء منها، فاليمن بلد على جانبها هذا بحر وعلى الجانب الآخر صحراء وبالتالي لا خوف من المياه الملوثة من أوبئتها. وحتى وإن كانت الأحوال سيئة حقا، لدينا مضادات حيوية وهي تساعد في الشفاء سريعا من الكوليرا (المضادات الحيوية التي أبعدناها عن اليمنيين، طالما ونحن نؤيد السعوديين وحصارهم).

وكشف الصحفي عن وباء نوعين جديدين من الأوبئة لافتا إلى أنه لم يتم تناول أي أخبار عنهما باللغة الإنجليزية سوى في رسالتين قصيرتين على وسائل التواصل الاجتماعي وخبر واحد .

وقال: لم يتم ذكر اثنين من الأوبئة الجديدة التي انتشرت في اليمن سوى في رسالتين قصيرتين في وسائل التواصل الاجتماعي (وهي باللغة الإنجليزية لكن لم يجر البحث عن أخبار مماثلة باللغة العربية) وخبر واحد على الصفحة الإلكترونية للمنظمة غير الربحية Scidev.net بما لا يدع مجالا للافتراض بأن هذه الأخبار نشرت على نحو خاص جدا.

ومؤخرا انتشر مرض انفلونزا الطيور في خمس محافظات يمنية وقد ظهر الفيروس بالفعل في العاصمة صنعاء كذلك. وقد أودى حتى الآن بحياة ستة أشخاص. وتم الإبلاغ عن 20 حالة. وينتقل الفيروس من الطيور إلى البشر. ولا توجد مرافق وتدابير لمكافحته. كما أنه لم يعد أحد يهتم بالطيور الميتة في هذا البلد الذي مزقته الحرب، فالاهتمام موجه نحو مشاكل أخرى تماما. 

يتابع الصحفي الألماني فيقول: لقد استهدفت الغارات الجوية السعودية على اليمن العشرات من مزارع الدواجن، مما أدى إلى تدمير عملية الإمداد بالغذاء وهذه جريمة حرب واضحة. وعلى خلاف ما يحدث عندنا، في بلد يواجه مجاعة (أو بالأحرى قد واجهها مرات عدة)، لا أحد يمكنه الاشتباه بالدجاج ويتخلص منها كنفايات خطيرة؛ لا أحد سوف يكون حذرا على نحو خاص عندما يتم قصف مزارع الدواجن. إن انهيار النظام الصحي وجزء كبير من هياكل الدولة يجعل من الصعوبة بمكان مكافحة مثل هذا المرض. فبيئة الحرب هذه ملائمة تماما لظروف انتشار أنفلونزا الطيور.

 

وباء الصدأ الأسود

وأشار كاتب المقال إلى انتشار وباء جديد في اليمن يصيب الحبوب وهو فطر يصيب مختلف الحبوب وخاصة القمح. كما يصيب أ الشعير والشوفان والجاودار ويمكن أن يؤدي إلى حالات سقوط كبيرة للحبوب.

والخطورة في هذا المرض تكمن في كون أصناف جديدة من هذا الفطر تتوالد بصورة متكررة. ويمكن أن تنتقل الجراثيم مع الرياح بسرعة إلى مسافات بعيدة. ويمكن لهذا الوباء أن يُدمر نسبة 100 بالمائة من الحصاد.

ومن المتوقع أن يكون هذا الوباء قد نشر بواسطة الحرب البيولوجية وذلك لمنع اليمنيين عن أي نشاط زراعي من شأنه أن يخفف عنهم آثار الحصار الذي يفرضه التحالف.

يقول ديتريش كلوزه  إن السعودية قصفت منشأة الأبحاث الزراعية، في إِشارة منه لمساعي السعودية لإعاقة التنمية الزراعية في اليمن.

ويختم كلوزة مقاله بالقول:

الحروب هي أزمات من صنع الإنسان. يمكن أن يكون لها عواقب كبيرة تتجاوز بكثير أضرار الحرب الفعلية. ولا يمكن توقع العديد من الآثار المترتبة عنها على الإطلاق. وبالنسبة لأولئك الذين يعتقدون أنهم يستطيعون بسهولة إنفاذ مصالحهم في جميع أنحاء العالم ويبقون زاوية أخرى من العالم في معزل صحي يعاني من الدمار والبؤس واليأس من الممكن أن تترتب عواقب لا يمكن وصفها جراء أفعالهم، فالقوس الذي رموه سيرتد إليهم.

 

أحدث العناوين

مقالات ذات صلة