“العملاء الجدد”.. صفحات إخبارية باللغة العربية يديرها الموساد

اخترنا لك

الخبر اليمني/متابعات:

في ظل ثورة المعلومات التي اجتاحت العالم بفضل التطور التكنولوجي، يبدو أن مهمة جهاز “الموساد” الإسرائيلي في تجنيد العملاء أصبحت أكثر سهولة من قبل، فهم الآن ليسوا بحاجة لمقابلات واتصالات سرية للحصول على المعلومة، بل بمجرد فتح مواقع الإنترنت والدردشة يكون “العميل” جاهزاً.

“الموساد” حقق خلال السنوات الماضية فشلاً كبيراً في عمليات التجنيد وإسقاط الفلسطينيين وتجديد بنك معلوماته وأهدافه، فلجأ لأحدث طرق الجاسوسية التي تواكب التطور التكنولوجي الذي وصل لكل بيت وهاتف شخصي (جوال)، ليجمل به وجه “إسرائيل”، ويوقع بشباكه طرائده، ويحصل على ما يريده بكل بساطة.

وفي زمن قياسي وبطريقة مدروسة، غزت الصفحات والمواقع الإعلامية “المشبوهة”، التي تحمل أسماء عربية، فضاء الإنترنت، وبدأت تنتشر بشكل واسع، وتلقى قبولاً لدى الجمهور الفلسطيني، لطبيعة وتنوع وأهمية وحصرية المواد التي تطرحها على صفحاتها، دون معرفة الأيادي التي تقف وراءها.

“أفخاي أدرعي، غزة تحت الحصار والنار، فلاش ميموري، وطن 24، المنسق، مش هيك الحكي، ويكليكس غزة، حقيقة إعلام، سهم الإخبارية، خليك فلسطيني، الضابط عدنان، مباشر غزة، مباشر الضفة، مباشر الشتات”، كلها صفحات ومواقع إعلامية تتبع لجهاز المخابرات الإسرائيلية، وتبث سمومها من خلال أخبارها، وتركز على جمع المعلومات الحساسة عن المقاومة ورجالاتها والتحريض عليهم.

– بث السموم

وبعد كشف هذا اللثام عن تلك المواقع، والأيادي الخفية التي تحركها خلف الستار، حذرت المقاومة الفلسطينية من التعامل معها، مؤكدةً أن ذلك يندرج ضمن “حرب إسرائيل لضرب الحاضنة الفلسطينية ومقاومتها”.

وهنا يقول موقع “المجد الأمني” التابع للمقاومة في قطاع غزة، إنه “ليس شرطاً أن تحمل هذه الصفحات أسماء واضحة تعود للمخابرات الإسرائيلية، فبعد المتابعة تبين أن جزءاً من هذه الصفحات تحمل أسماء لضباط في المخابرات وتحمل صورهم، وجزءاً آخر– وهو جديد- تحمل أسماء تدلل على أنها عربية وفلسطينية لتتمكن من زيادة الاختراق والوصول للجمهور العربي والفلسطيني”.

ويضيف: “هذه الصفحات تدعي أنها وكالات إخبارية من خلال سرقة الأخبار من وكالات حقيقية ثم تبث السموم والأخبار الكاذبة بين الأخبار الأخرى”، موضحاً أن تلك الصفحات “لا تزال تبث سمومها بشكل خفي؛ فتعمل على مطاردة عناصر المقاومة وعائلات الشهداء والأسرى والمبعدين، من خلال تشويههم بهدف عزلهم عن مجتمعهم الذي يحتضنهم، وتسعى بكل ما أُوتيت من قوة إلى تحطيم النسيج الاجتماعي الفلسطيني خدمةً لمصالح الاحتلال وأجهزة مخابراته، لضرب الحاضنة الشعبية”.

وتابع الموقع، ينقل عن مصدر أمني رفيع المستوى أن “الصفحات المخابراتية تنشر أخباراً تعمل على إثارة النعرات الحزبية والعائلية المقيتة، مستغلة بعض الحوادث اليومية، وفبركة أخبار تتهم فصيلاً أو عائلة معينة، بالإضافة لفبركة تصريحات على لسان قادة المقاومة؛ بهدف تحريض المواطنين ضدهم”.

وأكد أن تلك الصفحات تنشر أخباراً عبر إعلانات ممولة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المشاهدين؛ في سبيل تحقيق أهدافها التي انطلقت من أجلها، فضلاً عن ازدياد في عدد الصفحات المشابهة بأسماء مختلفة لكنها تحمل نفس المضمون.

– إيقاع الفلسطينيين

وفي هذا السياق، يؤكد الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، اللواء يوسف الشرقاوي، أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية استحدثت أفضل الطرق للحصول على المعلومات، وإيقاع أكبر عدد من الفلسطينيين في شباك العمالة، استغلالاً لظروفهم المعيشية والاقتصادية، وخاصة في قطاع غزة.

وفي تصريحات خاصة لـ”الخليج أونلاين”، يضيف الشرقاوي: “تلك المواقع والصفحات المشبوهة أصبحت خطراً حقيقياً على الفلسطينيين، وفضولهم في تعقب الأخبار الجذابة ومتابعتها وتصديقها يُنجح المشروع الإسرائيلي، ويبدأ تدريجياً في مرحلة الغزو الفكري ضد المقاومة”.

– ضرب المجتمع

محادثة بسيطة على أحد تلك المواقع المشبوهة مع شخص مجهول، والإجابة دون قصد عن بعض الأسئلة المتعلقة بالمقاومين وأماكن وجودهم وبيوتهم، سيكون كافياً لتقديم المعلومات لجهاز المخابرات الإسرائيلية لتجديد بنك معلوماته وأهدافه، بحسب ما يشير الشرقاوي.

وطالب المواطنين بالاستجابة للتحذيرات التي أطلقتها، والابتعاد عن تلك المواقع، وعدم التعامل معها ولا متابعة أخبارها، مؤكداً أن ما “تطرحه من سموم كافية لتدمير مجتمعنا وخلق البلبلة والخلافات الداخلية”.

الكاتب والمحلل السياسي ثابت العمور، رأى أن “ساحات الحرب متعددة مع إسرائيل، والحرب النفسية والإحباط من خلال نشر الإشاعات إحدى أهم أدوات الحرب”، معتبراً نشر تلك الصفحات الإعلامية “المشبوهة” هدفها الرئيسي “خلق حالة من البلبلة والإرباك في الساحة الداخلية، وزرع التشكيك بين القيادة العسكرية والمجتمع والإساءة لهما”.

ويضيف العمور لـ”الخليج أونلاين”: “القائمون على تلك المواقع متخصصون ويتعبون للمخابرات الإسرائيلية، وكل ما ينشر يكون تحت إشرافهم، وللأسف حققت بعض أهدافها وتوغلت في المجتمع الفلسطيني، وهناك من صدقها وبدأ حتى في ترديد روايتها”.

وتابع حديثه: “تجنب الوقوع بشرك المواقع المشبوهة يحتاج لوعي اجتماعي وصفحات فلسطينية موازية تدحض الرواية الإسرائيلية، وأن يكون هناك تواصل حقيقي وفعلي بين القيادة والمجتمع”، مطالباً بفضح هدف هذه الصفحات وكشفها أمام المجتمع.

– النيل من المقاومة

بدوره قال الإعلامي مدير وكالة “فلسطين اليوم” الإخبارية، صالح المصري، لـ”الخليج أونلاين”: إن “الاحتلال يحاول النيل من شعبنا ومقاومته بكل الطرق، ونشر تلك الصفحات الإعلامية هو جزء من الحرب العدوانية التي تعتمد على بث الإشاعات وتحاول النيل من الجبهة الداخلية”.

وأضاف المصري: “تلك المواقع المشبوهة تحاول بث السم في العسل، من خلال أخبارها المضللة التي تحاول تشويه المقاومة وقادتها، والمطلوب مقاطعتها وعدم متابعتها”.

 

المصدر:الخليح أونلاين

أحدث العناوين

رئيس حركة حماس يرد على من يصفون العمليات العسكرية اليمنية بـ”المسرحية”

قال رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، إن للضربات اليمنية تأثير كبير على الاقتصاد الإسرائيلي، والضغط على حركة الملاحة المتجهة نحو...

مقالات ذات صلة