هذا ما ينتظر أبناء الحديدة إذا ما سلموا مدينتهم للتحالف 3-3

اخترنا لك

الخبر اليمني/خاص:

اشتدت وتيرة المواجهات العسكرية في الساحل الغربي خلال الأيام الماضية حيث يسعى التحالف إلى السيطرة على محافظة الحديدة، فيما تتخذ قوات صنعاء مسنودة بأبناء تهامة تكتيكا عسكريا أدى خلال الأيام الماضية إلى مقتل المئات من أفراد التحالف وتدمير عشرات الآليات التي شاركت في الزحف.

ويزعم التحالف في خطابه لأبناء الحديدة أنه قادم لما يصفه “تحريرهم” من قوات صنعاء معتمدا على الحرب النفسية الواسعة عبر وسائل إعلامه لهز معنويات أبناء الساحل الغربي وإيصال صورة مزيفة عن حقيقة المعارك العسكرية هناك.

وبغض النظر عن الواقع الميداني العسكري فإن أبناء الحديدة يصطفون بحسب استطلاع أجراه الخبر اليمني إلى جانب قوات صنعاء، وقد أسندوها بحسب مصادر قبلية بأعداد  كبيرة من المقاتلين، خلال الأيام الماضية وذلك لخشيتهم من أن تقع مدينتهم في واقع مماثل لما تعيشه المحافظات التي تقع تحت سيطرة التحالف.

أبناء الحديدة ليسوا مستعدين للوقوع في هذا المصير..

في جزئين سابقين من هذا التقرير سبق الخبر اليمني بعض ما تعيشه من المناطق التي يسطير عليها التحالف من انفلات أمني وتدهور للخدمات وانتشار للجماعات الإرهابية وجرائم النهب والسلب، وفي الجزء يتطرق الخبر اليمني إلى وضع الشرعية في المحافظات التي يسيطر عليها التحالف والمتحكم بالقرار في هذه المحافظات ومعاناة المواطنين جراء هذا الوضع.

 

تحرير أم احتلال؟

فرضت الإمارات العربية المتحدة منذ فبراير 2017م حجرا على الرئيس عبدربه منصور هادي من العودة إلى عدن حيث منعت طائرته في 12 فبراير من الهبوط في مطار عدن الذي يقع تحت حكمها منذ سيطرتها على عدن منتصف عام 2016م.

وقال وزير الداخلية في حكومة هادي اللواء أحمد الميسري في تصريح لوسائل إعلام فرنسية في أبريل الماضي إن الإمارات ترفض عودة الرئيس هادي إلى عدن وتمنع عودته دون مبرر .

منع طائرة هادي من الهبوط في مطار عدن أتى قبل أن تفرض السعودية على هادي إقامة جبرية في سكنه في الرياض،وفقا لتأكيدات صحيفة واشنطن بوست ووكالة أسوشيتد برس.

وهي إقامة جبرية زادت إليها السعودية توجيه معاملة مهينة كما يقول نائب رئيس الوزراء في حكومة هادي  عبدالعزيز جباري. في مقابلة مع تلفزيون اليمن المستنسخ عن التلفزيون الرسمي الذي تسيطر عليه صنعاء.

وإذ سقط إكليش الشرعية بهذه المعاملة التي يعامل بها هادي من قبل التحالف، فإن الممارسات التي ينفذها التحالف في المناطق التي يصفها بالمحررة ” حيث تفرض الإمارات السيطرة على ميناء ومطار عدن، تؤكد أن شرعية هادي لم تكن سوى يافطة للعبور إلى السيطرة على اليمن.

ووفقا لمنشور كتبه رئيس حكومة هادي أحمد عبيد بن دغر فإن الإمارات هي الحاكم الفعلي في المحافظات الجنوبية

وتسيطر الإمارات على ميناء الضبة (حضرموت)، مضيق باب المندب وميناء المخأ (تعز)، ميناء بلحاف (شبوة)، – جزيرة ميون (تعز)، أرخبيل جُزر سقطرى، ميناء نشطون/ الضّبّة (المهرة)، جزيرة ميون (تعز)، بل إن باحثة إماراتية مقربة من الديوان الملكي تدعى ابتسام الكتبي سألت في حوار مع قناة الـ بي بي سي : بأي حق يذهب رئيس حكومة هادي إلى سقطرى؟

إضافة إلى ذلك فقد منعت قوات موالية للإمارات وزير حكومة هادي المهندس صالح الجبواني من الوصول إلى شبوة لافتتاح ميناء قناء، في وقت كان رئيس هيئة الأركان الإماراتي يتجول في ميناء بلحاف في ذات المحافظة.

يقول صلاح الصيادي وزير الدولة في حكومة هادي إن التحالف سلب القرار السيادي والوطني اليمني وقام بتشكيل لجنة ثلاثية لحكم اليمن، مؤكدا أن العلاقة بين التحالف والشرعية انتقلت  من الشراكة إلى التبعية التامة. (إقرأ:  بيان استقالة وزير الدولة في حكومة هادي صلاح الصيادي).

وتتعدد الممارسات التي تؤكد أن الإمارات تعد الحاكم الفعلي للمحافظات الجنوبية، وينعدم أي تواجد للشرعية، بل إن تقريرا  لمجموعة الأزمات الدولية  صدر قبل أربعة أيام وصف ما تقوم به الإمارات في عدن باحتلال كامل الأركان.

إن الإمارات تسعى لأن تكون اليمن هي إماراتها الثامنة وقد سعت من أجل تحقيق هذا الهدف إلى إنشاء مليشيات خارج إطار الشرعية وتحت مسميات مختلفة (انظر تقرير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة  2018م) ، ففي حين أطلقت على قواتها في عدن ولحج وأبين مسمى الحزام الأمني، أنشأت تشكيلات أخرى في شبوة وحضرموت تحت مسمى النخبة  وما يثير الاستغراب أن هذه التشكيلات لا تخضع لقيادة عسكرية عليا وإنما تضع الإمارات في كل منطقة مندوبا ساميا لها يعد هو الحاكم الفعلي.

لقد طردت قوات موالية للإمارات حكومة الشرعية من عدن في فبراير الماضي وسيطرت على مسعكراتها، وفي شهر مايو الجاري دفعت الإمارات بقوات كبيرة لها إلى سقطرى وهي منطقة لا يوجد فيها أي صراع.

غير ذلك تعيش المناطق التي يسطير عليها التحالف صراعات دامية بين الفصائل الموالية له والتي عمل  إنشاءها وفقا لإيدلوجيات متناقضة، ويغذي الصراعات بينها بشكل مستمر، كما هو الحال في مدينة تعز التي لا تكاد تهدأ المواجهات فيها بين فصائل حزب الإصلاح وكتائب أبو العباس حتى تندلع مرة أخرى

 

سجون سرية

لا يجرؤ أحد من أبناء المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف أن يعارض سياسته هناك وإن بمقالة صغيرة، مالم فسيتعرض للاختفاء القسري، ستزج به الإمارات في سجون سرية في عدن أو حضرموت وقد تزج به في سجن سري في ارتيريا، حيث تمتلك قاعدة عسكرية هناك.

في 21 فبراير الماضي الماضي شكك الصحفي الحضرمي عوض كشميم بأهداف بعملية عسكرية أطلقتها الإمارات ضد القاعدة ولم يلبث سوى ساعات بعد كتابته هذا التشكيك على منشوره في الفيس بوك حتى تم اختطافه وإيداعه في سجن سري إماراتي.

وكما هو معروف فإن السجون السرية الإماراتية في المناطق التي تزعم أنها حررتها أصبحت حديثا دوليا بعد أن كشف تحقيق صحفي لوكالة اسوشيتد برس هذه السجون 

بل لقد شهد بذلك وزير الداخلية في حكومة هادي اللواء أحمد الميسري  .

إن أبناء الحديدة ليسوا على استعداد كما يقولون لأن يكون هذا واقعهم، ولم يعودوا يصدقون ما يقوله التحالف من مزاعم التحرير، لاسيما وهم يسمعون أسواط الجلادين تخرس حتى أنين الضحايا هناك.

 

نصيحة من صحفي جنوبي موالي للتحالف

لقد عسكت نصيحة كتبها الصحفي الجنوبي الموالي للتحالف فتحي بن لزرق قبل أشهر لأبناء المحافظات الشمالية  الواقع السيء الذي يقاتل أبناء الحديدة لكي لا يصل إليهم:

يقول فتحي بن لزرق:

لي كلمة ورسالة أريد ان أوجهها إلى الإخوة الشماليين في المناطق التي يسيطر عليها (الحوثيون وقوات صالح) وهي رسالة من القلب وأتمنى لها ان تصل إلى قلوبهم وعقولهم وكل حواسهم .

اكتب إليكم من “عدن” حيث لا يدعو شيء واحد للحياة والأمل والتفاؤل.. دافعوا عن أرضكم لكي لا يصبح لكم مصير بائس مثل مصيرنا .. قاتلوا حتى آخر رجل منكم ولو انتهى الرجال وانقرضوا ، اخرجوا الأطفال والنساء للدفاع عن أرضكم.

حاربوا بالملاعق والسكاكين والفؤوس وإن وصل الأمر إلى الهزيمة فسلموهم ارضاً بلا سكان ،احرقوا كل ما فيها وانتحروا وسلموها لهم لاحقا”.

نعم انتم تعانون كثيرا .. اخبرني بذلك الكثير من الأصدقاء في صنعاء وعمران وتعز ومأرب ومناطق كثيرة من الشمال لكن أمركم لايزال بأيد يمنية أما نحن فقد ضعنا بين رئيس ممنوع من العودة وفصائل متناحرة ومندوب سامي عبث بكل شيء وقضية جنوبية ضاجعوها حتى تكاد تفقد عذريتها”.

من “عدن” اكتب إليكم وأقول لكم .. لا تسلموا أرضكم لأحد ، حافظوا على كرامتكم شامخة عزيزة ،غالية ولا تصدقوا خرافة “الأراضي المحررة”.

واعلموا أن لا فرق بيننا وبينكم فنحن جائعون ، متعبون ، منهكون ، معذبون ، مدمرون لكن أرضكم لاتزال بيدكم أما نحن فإنهم سيسوقوننا صوب حرب “أهلية” وكل طرف يدعم طرف بالعتاد والسلاح .

إنهم يرسلون لنا كل شهر مئات المدرعات والأطقم والسلاح ولا ندري لماذا؟
إنهم لا يرسلون كهرباء ولا رواتب ولا أغذية .. كل ما نراه في الشوارع مدرعات وأطقم ومسلحين وكتائب .

لا نملك مستشفيات جرحانا لا علاج لهم وشهداؤنا ليس ثمة من يعتني بأسرهم.
اكتب إليكم من عدن التي جمعت الجنوبيين عقودا طويلة وباتت اليوم تضيق بأهلها .
من “عدن” أحدثكم ، من مدينة الجنوب الكبرى الذي بات أهله يكرهون بعضهم بسبب مشاريع الفتنة والخراب التي دشنوها عقب الحرب ..
في الشمال ربما تحكمكم “عصابة” واحدة لكننا في الجنوب تحكمنا ألف عصابة وعصابة .

لاتسلموا أرضكم ولا تسهنوا “تحريرا” ولا رفاهية ولا “دبي” أخرى فكل هذه الأشياء “أوهام” لاوجود لها على ارض الواقع .

اكتب إليكم من “عدن” حيث لا مرتبات ولا خدمات ولا وقود ولا أي شيء وأحدثكم من المدينة التي كانت ذات يوم عاصمة للجنوب ومنبر “شموخه” وهي نفس المدينة التي دمرها صالح والحوثي في 2015 وكانوا السبب الأول في كل النكبات التي توالت.

شبابنا في الشوارع وآخرون في الجبهات يقتلون كل يوم ولا ندري على ماذا؟
يشهد الله إننا في “الجنوب” لانكره بعضنا ، لكنه يراد لنا ان نقاتل بعضنا ..
هذه نصيحتي لكم ..

لاتسلّموا أرضكم لأحد ..قاتلوا حتى آخر رجل منكم .

 

إقرا: الجزء الثاني من التقرير: هذا ما ينتظر أبناء الحديدة إذا ما سلموا مدينتهم للتحالف “2-3”

أحدث العناوين

رئيس حركة حماس يرد على من يصفون العمليات العسكرية اليمنية بـ”المسرحية”

قال رئيس حركة حماس، إسماعيل هنية، إن للضربات اليمنية تأثير كبير على الاقتصاد الإسرائيلي، والضغط على حركة الملاحة المتجهة نحو...

مقالات ذات صلة