الوحدة أولا 2-4

اخترنا لك

محمد ناجي أحمد:

ما حدث بعد الثاني والعشرين من مايو 1990م هو أن الوحدة على مستوى المنظمات الشعبية والنقابية والمهنية إما أنها عانت من انشقاقات أو أنه تم تعطيل فاعليتها وإلحاقها بالسلطة وتناقضاتها .مما يعني أن السير الفعلي نحو الانفصال قد بديء به بعد رفع علم الوحدة مباشرة !
فما طالب به عمر الجاوي في السبعينيات من توحيد “المنظمات الحضارية” وعلى رأسها المنظمات الجماهيرية والنقابية والمهنية –تم تفتيتهاطيلة الثمانينات والتسعينيات !

مايسميه عمر الجاوي ب”وحدة المنظات الحضارية ” يسميها محمد محمود الزبيري بوحدة الشعب الذي ينتج عنها حكومة شعبية . (الخدعة الكبرى في السياسة العربية) ولهذا فإن أخطر ما في العدوان والاحتلال الذي تتصدر واجهته منذ عام 2015م السعودية والإمارات – هو أنه يضرب وحدة الشعب ،وذلك بتأليب اليمنيين ضد بعضهم ،والدفع بهم للاقتتال اليمني اليمني !

بعد كل حرب بين شطري اليمن سابقا كان الحل هو الاتجاه إلى الوحدة من أجل إطفاء الحروب .
حرب 1972م انتهت باتفاقية الوحدة في القاهرة 28 اكتوبر 1972م ،وقعها رئيسا وزراء اليمن ،وبيان طرابلس 28 نوفمبر 1972م وقعه رئيسا اليمن ، وحرب عام 1979 انتهت باتفاقية الكويت في مارس عام 1979م ،وقعها رئيسا اليمن آنذاك .
هذه حروب يمن مشطر إلى قسمين ،فكيف سيكون الحال مع يمن متشظ إلى أجزاء ؟ كم هي الحروب التي ستشتعل ،وكم هي الاتفاقيات إلى ستنتج عنه لإطفاء كل تلك الحرائق ؟

تم التوقيع على مشروع دستور اليمن الواحد في 30ديسمبر 1981م ،وتم الاستفتاء عليه في 15/16مايو 1991م ،بمعارضة إخوانية قادها التجمع اليمني للإصلاح داعيا لمقاطعة الاستفتاء على الدستور (الكافر) تماما كما كان موقفهم السلبي ضد الوحدة مع دولة ملحدة حسب وجهة نظرهم التي سوقوها آنذاك لمداراة الموقف السعودي والإماراتي الرافض لتحقيق الوحدة اليمنية !

كان الاقتتال الأهلي بعدن في 13 يناير 1986م نقطة تحول نحو السعي بشكل عملي لإنجاز برنامج عمل وحدوي جاد وصادق .

لقد أثبتت التجربة التشطيرية استحالة تحقيق تنمية واستقرار في ظل الانفصال فكيف الحال حين تصبح اليمن جزرا متناحرة ،فإذا كانت التنمية تظل عاجزة ومتخلفة على المستوى القطري دون إطارها العروبي فكيف الحال بالهويات الوهمية المنكفئة على نفسها؟

خرج الشعب اليمني بفئاته الاجتماعية المنتجة للدفاع عن ثورتي سبتمبر واكتوبر ،وكانت ثورة سبتمبر أول جمهورية تضيء في الجزيرة العربية الموغلة بعبوديتها للأمراء والسلاطين .

لا يمكن إنجاز التحولات الوطنية إلاّ في إطار وحدوي ،ودولة مركزية قوية ،فذلك سيمكن من تنمية القاعدة الاقتصادية والاجتماعية ،واستثمارها نحو يمن متقدم .

كان نضال حركة القوميين العرب والتيار الماركسي في اليمن يتمحور حول التحرر من الاستبداد في الشمال والتحرر الوطني من الاستعمار في الجنوب ،وتحقيق الوحدة اليمنية الديمقراطية . على هذا كانت وثائقهم تنص ، وكان نضالهم منذ نهاية الخمسينيات وحتى قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر .

أقلام-الخبر اليمني

أحدث العناوين

انفجارات في مدينة أصفهان الإيرانية..ماذا تقول الأخبار الأولية

تحديث: فوكس نيوز: مصدر أمريكي يؤكد الضربة الإسرائيلية داخل إيران، ويقول إن الولايات المتحدة لم تكن متورطة، وكان هناك إخطار...

مقالات ذات صلة