إنه النزوح ياقوم

اخترنا لك

أعرف هذه البقعة من الأرض جيدًا، إنها طاهرة نقية وحق السماء، لم يكن يملؤها الكدر من قبل، لم تجعل أحد يغادرها قبل هذا وهو حزين، إنها تميل لتميل القلوب معها فرحًا، طيبة أهلها تتجاوز السماء.

كانت هذه الأرض جزًء كبيرًا من تشخيصات حياتي اليومية قبل أن أنتقل للعيش في صنعاء، هذا الكم الهائل من البشر إنهم ينزوحون، المكان الذي يسيرون إليه غير معلوم، والمصير مجهول، هم ليسوا أبناء هذه المنطقة من قبل هم نازحون والآن ينزحون مرة أخرى، هم نازحون من حرض وميدي وبكيل المير والملاحيظ وغيرها، إنهم يتجرعون كل يوم ألف غصة وغصة، وبالنظر لحالهم هم حالة من اللعنات ستلاحقنا عبر السنين، أيها القوم هؤلاء نازحون.

تأملوهم جيدًا..!

إنهم نازحون ولا غير، لم يتسنى لآلة الحرب أن تتركهم في العراء الذي كانوا يعيشون فيه، التحالف يزحف في كل يوم بتجاه هؤلاء، يضج مضاجعهم ويتباكى عليهم، ولو أنكم تعرفون مدى امتداد هذا المخيم لطار النوم والسعادة منكم، إنها مخيمات على امتداد البصر، أعرفها جيدًا وقد كتبت عنهم مقالة قبل وقت وتحدثت عن زيارتي لهذا المخيم الممتد.

منذ الأمس وأنا أنظر لهذه الصورة فأشعر بدوران الضمير، وتضيع حروفي، اليوم لم استطع الانتظار، لكم أن تفكروا في هذا، ولكم هو موجع حالة الرحيل من كان كنت قد استقريت فيه، النازح أو من جرب النزوح هو من يعرف ألم هؤلاء، غيرهم لا عزاء لهم، المتباكون في الخارج لا دموع لهم إلا دموع التماسيح فقط.

وسلام سلام على هذه الثلة من الأخيار، سٌيكتب لهم التاريخ، وحدهم هم من سيكونون على صفحاته الناصعة، و وحدهم من سيكونون وجعنا المحيط بنا.

أحدث العناوين

إعلان إنطفاء الكهرباء في عموم محافظة أبين

أعلنت مؤسسة كهرباء أبين، الخميس، خروجها عن الخدمة بشكل كلي في عموم مناطق المحافظة الواقعة جنوبي اليمن، يأتي ذلك...

مقالات ذات صلة