لجنة معياد الاقتصادية ماذا قدمت للشعب اليمني ؟

اخترنا لك

دفع ابناء الشعب اليمني غرامات تأخير السفن المحملة بالمشتقات النفطية واحتجازهن من قبل قوات التحالف البحرية في جيبوتي ٢٤ مليون دولار منذ مطلع العام الجاري وفق المعلومات التي حصلنا عليها .. ورغم ان احتجاز تلك السفن كان بتوجيهات من لجنة اقتصادية عدن إلا أن اللجنة نفسها سمحت بدخولها وهو ما  يؤكد ان ذلك الإجراء الممثل بالاحتجاز لا مبرر له وان أهدافه سياسية .. ودون مبالاة تصر تلك اللجنة على احتجاز عدد من السفن لغرض الاحتجاز فقط وتغريم المستهلك اليمني تكاليف الاحتجاز التعسفي .. فكل السفن التي احتجزت بتوجيهات من لجنة اقتصادية عدن التي يرأسها حافظ معياد خضعت لإجراءات التفتيش من قبل فريق التفتيش الاممي اليونفيل في جيبوتي وتحمل تصاريح مرور إلى ميناء الحديدة من قبل الأمم المتحدة واستوردت من الإمارات .

تبرر لجنة معياد احتجاز السفن بمحاربة تهريب النفط الإيراني للحوثيين ولكنها لم تستطيع ان تثبت حتى اليوم عن وجود أي علاقة لتلك السفن التي تحمل مشتقات نفطية المشتراة عبر شركات سعودية وإماراتية وجميعها تم شحنها من موانئ إماراتية ، ومع ذلك تتخبط تلك اللجنة وتحمل الشعب اليمني نتيجة تخبطها وعبثها وفشلها .

بالأمس حضرت تلك اللجنة استيراد المشتقات النفطية من مواني ثلاث دولة من بينها الإمارات والعراق وسلطنة عمان وتحت ذات الذريعة محاربة تهريب النفط الإيراني للحوثيين وكان الاحرى بها ان تقدم طلب للإمارات بعدم مساعدة إيران على تهريب النفط لليمن ان كانت تمتلك الشجاعة لكنها لا تمتلك اي إثبات ولكن تريد بذلك الإجراء تضييق ما تبقى هامش الاستيراد المشتقات النفطية والإبقاء فقط على تجار محددوين تربطها بهم مصالح مشتركة وتعمل على تهيئة الاسواق في المحافظات الشمالية لأولئك التجار فقط على حساب الشعب اليمني .

وليس غريبا على تلك اللجنة ان تلتزم الصمت المطبق حيال تهريب المشتقات النفطية من ميناء النشيمية وبئر علي في شبوة والذي يستقبل اسبوعياً سفينه إلى سفينتين بحماية القوات الموالية للإمارات ، كما كان على معياد ان يسأل عن مصدر وجود البنزين الابيض في حضرموت الذي يدخل بكميات تجارية أسبوعياً من الإمارات ويتم تهريبه إلى حساب قيادات عسكرية إماراتية والمتعارف عليه ان الشحر اصبحت سوق سوداء لبيع المشتقات النفطية الإماراتية منذ ثلاث سنوات .

ولكن لجنة اقتصادية عدن برئاسة معياد فقط التي مضى تأسيسها تسعة أشهر تعيش حالة من التيه .. لا رؤيا اقتصادية وطنية لها ولا هدف اقتصادي ووطني تسعى إلى تحقيقه ، بل تعمل ليل نهار لإثبات ولائها للتحالف وتتجنب اي حديث عن إيرادات ترى ان لأبو ظبي يد فيها ، فتلك اللجنة تحولت إلى اداة من أدوات الحرب .. تحارب القطاع المصرفي .. وتحارب القطاع التجاري .. تضييق خيارات الاستيراد .. تعيق دخول المشتقات النفطية وتتسبب بأزمات في الاسواق المحلية .. ولأنها تمضي في الطريق الخطاء كل الإجراءات التي اتخذها كاحتكار الاستيراد عبر بنك عدن واشتراط استيراد المشتقات النفطية بتصاريح منها تحت ذريعة حماية العملة الوطنية كانت سلبية .. فسعر صرف الريال اليمني في حالة تدهور واسعار المواد الغذائية في إرتفاع ، بل تبخر قرابة مليار دولار من الوديعة السعودية وتم بيع الدولار بسعر ٤٤٠ ريال بنقص أكثر من ١٠٠ ريال عن سعر السوق ولم ينعكس إيجاباً على حياة الناس المعيشية .

لجنة اقتصادية عدن لم تعيد إيرادات النفط والغاز إلى البنك ولم تشغل القطاع الإنتاجية ولم تعيد شعلة مصافي عدن للاشتعال وتجاهلت وضع مواني عدن وفرطت بالإيرادات العامة للدولة في المحافظات الجنوبية والشرقية التي تساوي ٧٥٪ من إيرادات البلاد ، ولم تعيد رواتب موظفي الدولة .. ولم تقدم أي مبادرات من شانها ان تحسن الوضع المعيشي والاقتصادي بل رفضت كافة المبادرات الاقتصادية الإيجابية المقدمة من الامم المتحدة ومن حكومة صنعاء والتي كانت قابلة للأخذ والرد .

إذن ما الذي قامت به لجنة معياد الاقتصادية خلال تسعة أشهر من إعلانها ! لاشي إيجابي انعكس على حياة الناس ، حتى اعضاء اللجنة الذين يمكن ان يكون لهم دور إيجابي وآراء صائبة تم تهميشهم والاستحواذ على القرار واحتكاره بيد معياد وعدد من معاونيه اللذين انتقلوا من صنعاء خلال الفترة الماضية ، وبالتالي فان تلك اللجنة مختطفة ويؤكد ذلك عدم صوابية قراراتها واجراءاتها ، ولذلك اصبحت لجنة معياد الاقتصادية وليس اللجنة الاقتصادية العليا في عدن ..

 

 

*خبير اقتصادي يمني

أحدث العناوين

إصابة 5 مواطنيين جراء قصف شنّته قوى التحالف بتعز

شنّت قوى التحالف في محافظة تعز قصفاً استهدف مديرية مقبنة في محافظة تعز ما أدّى إلى إصابة مواطنين بجراح...

مقالات ذات صلة