مقابر جماعية لآلاف المقاتلين وأشلاء تنهشها الضواري وجرحى بلا اسعاف

اخترنا لك

كشف تحقيق أعده الصحفي غمدان اليوسفي لموقع درج تورط القنصلية اليمنية في جدة بعملية بيع شباب يمنيين للقتال دفاعا عن حدود المملكة العربية السعودية.

متابعة خاصة-الخبر اليمني:

وقال التحقيق إن قصة جلب الشباب اليمنيين للقتال في الحد الجنوبي من أراضي السعودية، تبرز حجم المأساة اليمنية متشعبة التفاصيل.

وتعمل السعودية وفقا للتحقيق عبر سماسرة، على جلب شباب في مقتبل العمر معظمهم من محافظة تعز، وكثر منهم غرر بهم، على أن الرحلة ستكون إلى مأرب، وهناك سيقومون بحماية النقاط ولا يوجد جبهات.

ويروي التحقيق كيف سهلت السعودية دخول المجندين بينما يعتبر دخولها مستحيل ليمني لا يملك تأشيرة عمل أو زيارة للمسؤولين أو تأشيرة حج أو عمرة لكبار السن، قائلا: إذا كنت مجنداً، فستدخل الأراضي السعودية بورقة بسيطة للغاية وكأنك دخلت أرضاً يمنية.

 

ويكشف التحقيق أن  أن القنصلية اليمنية في جدة تساهم عبر مندوبها في منفذ الوديعة  متورطة في عملية التجنيد، من خلال تسهيلها دخول المقاتلين إلى السعودية، بمنحهم “وثيقة سفر اضطرارية”، وهي وثيقة تحتوي على رقم، والاسم واللقب وتاريخ الميلاد ومحله، إضافة إلى المهنة وتاريخي الإصدار والانتهاء وأساس صرف التصريح، كما تتضمن ختم منفذ الوديعة، وتوقيع القنصل العام

ويشير التحقيق إلى أن مساعد القنصل يعترف بأنه يصدر وثائق سفر اضطرارية لدخول الجنود، وهي مخالفة قانونية إذ يفترض أن وثيقة السفر الاضطرارية أو “وثيقة المرور”، تمنحها القنصليات -غير القادرة على إصدار جوازات سفر- لمن فقدوا جواز سفرهم، وذلك للسماح لهم بالمغادرة إلى اليمن لمرة واحدة.

ونقلا عن بعض المجندين قال التحقيق إن اي جندي محظوظ يحصل على إجازة، يتم الختم على تلك الوثيقة في المنفذ بكلمة (مبعد) من قبل السلطات السعودية، ليظهر الشخص وكأنه كان مقيماً بطريقة غير نظامية في المملكة، بينما هو في الحقيقة كان يدافع عن الأراضي السعودية”.

 

جبهات بلا اسعاف

تحت عنوان جبهات بلا اسعاف نقل التحقيق عن مقاتل يرمز لنفسه باسم وليد تأكيده  أن كثيرا من المجندين يموتون في الطريق بين الجبهة وأقرب مركز للإسعافات الأولية، راوياً قصص زملاء له ذهبوا للقتال في الجبال الوعرة، حيث أصيب جزء منهم ومات آخرون في معظم الحالات بسبب النزيف، إذ يبعد أقرب مركز إسعاف من القتال مسيرة ساعة بالسيارة.

ويضيف وليد: “دخل زملاء لي العمل مسعفين في اللواء ولديهم خبرة في المجال الطبي، ولكن تم ضمهم إلى صفوف الجنود ودُرّبوا على القتال، وحين رفضوا حمل السلاح سُجنوا، فيما كان قائد اللواء يضم إلى اللجنة الطبية من يريد من دون أي مراعاة للقادرين على تقديم خدمة طبية حقيقية”.

يركز وليد على المجال الطبي المخصص للمجندين، مشيراً إلى أن زملاءه الجنود كانوا “يموتون بين أيدينا بسبب عدم توفر أبسط مقومات الإسعافات الأولية”، مشيراً إلى أن قيادة اللواء وأركان حرب اللواء والعمليات لم يستجيبوا للنداءات لتوفير المواد الطبية اللازمة”.

وقال التحقيق إن  قادة الألوية “يقيمون بعيداً من الجبهات في مدينة نجران مع عائلاتهم، بينما يتسلم زمام الأمور عدد من الجنود الذين تمت ترقيتهم بطريقة غريبة، كترقية أحدهم من جندي إلى نقيب أو رائد خلال سنة واحدة، وهو أمر لا يحدث في أي سلك عسكري”.

“هذه الرتب لا تعني شيئاً كون الجندي ليس مسجلاً في أي كشوفات رسمية تابعة للقوات المسلحة اليمنية، لذلك يسقط عشرات القتلى من كشوفات الرواتب السعودية واليمنية معاً بمجرد تسلم العائلة تعويضاً لا يزيد عن 25 ألف ريال سعودي على الأغلب”.

إقرأ أيضا:ألعن نفسي كل يوم لأني قاتلت مع السعودية :أحد الناجيين من كتاف يروي لصحيفة بريطانية تفاصيل المحرقة

 

مآلات صعبة

يقول التحقيق مستندا على مصادر أمنية ” إن السعودية أنشأت مراكز للجرحى في نجران، وتَمنع المجندين من مغادرة المكان عدا يوم الجمعة للمراجعة، أما الحالات الصعبة فتُنقَل إلى مقر للجرحى في مدينة مأرب اليمنية وهذا الأمر يكون بمثابة طرد نهائي. وتخضع هذه الإجراءات كلها لمحسوبيات بين قادة تلك الألوية وكبار الضباط”

في منطقة عسير السعودية، هناك مساكن للمصابين، وتبدو المنطقة مكتظة بالجرحى ومبتوري الأطراف الذين ينتظرون موعداً لتركيب أطراف صناعية.

كما يكشف التحقيق أن هناك مقابر جماعية في عدد من المناطق الحدودية، وينقل عن بعض المصادر قوله إن هذه المقابر تضم رفات الآلاف، بعضهم علم أهاليهم بمقتلهم، أما الآخرون فلا.

أسوأ ما يحدث بحسب التحقيق أن كثراً من الشباب يؤخَذون مباشرة إلى الجبهات من دون تدريب، ويتم تقديمهم كطُعم للألغام والقناصة المنتشرين من جهة سيطرة الحوثيين، كما أن استقطاب هؤلاء الشباب يتم عبر سماسرة حيث يحصل السمسار في الأرياف على مبلغ لا يزيد على ألف ريال سعودي للشخص، بينما يحصل السمسار الوسيط على مبلغ أعلى، وتستمر التراتبية حتى القيادة الكبرى في ما وراء منفذ الوديعة.

وفقا للتحقيق ” يغادر الشباب اليمن صوب الحدود السعودية طمعاً بالأموال، إنما تنتهي بهم الحال أشلاء تنهشها الضواري من الحيوانات والطيور في الجبال الوعرة، فيما مئات منهم يرقدون في قبور غير معروفة في تلك الأراضي، فيما المحظوظون يحصلون على قبور معروفة في المقابر المتناثرة هناك.

“يغري السماسرة المجندين بأن هناك إجازات كل ثلاثة أشهر، وحين يصلون إلى أرض المعركة يرفض قادتهم منحهم إجازات قبل سنة، وقد زج بعشرات المجندين في السجون، وتم التحقيق معهم وترحيلهم بعد سجنهم لأشهر، بتهمة مخالفتهم نظام الإقامة ثم تم ترحيلهم كمجهولين.

 

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة