صحفي بريطاني: اتفاق الرياض يؤسس لصراعات قادمة

اخترنا لك

أكد الصحفي البريطاني “جوناثان فنتون هارفي” أن الاتفاق الذي ترعاه السعودية بين حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي لا يعني أن السلام في الأفق وإنما هو في الحقيقة فرصة للقوى الخارجية لتعزيز نفوذها في البلاد ، بالنظر إلى أن طرفي الاتفاق قد تلقيا دعما متباينا من السعودية والإمارات.

ترجمة خاصة- الخبر اليمني:

وبين الصحفي البريطاني في مقال نشره على موقع ميدل ايست أي أن الرياض وأبو ظبي عقدتا العزم على الحفاظ على تحالفهما الاستراتيجي عبر توحيد الفصائل الموالية لها، وبالتالي استعادت الرياض مؤقتا اليد العليا، حيث أعادت تمكين ممثلها السياسي المفضل عبدربه منصور هادي مع تأمين العلاقات مع المجلس الانتقالي الجنوبي والذي أصبح بارزا بشكل أكبر.

وأوضح المقال أن السعودية، بدلاً من السعي لدعم الاستقرار في اليمن ، تدعم هادي – المقيم في الرياض – لأنه يعطيها الشرعية للتدخل في سياسات اليمن.

وأكد أن حرص السعودية لإبقاء شرعية لتدخلها في سياسيات اليمن ، هو هدف استراتيجي طويل الأمد للرياض، وليس فقط لمحاربة الحوثيين.

وأردف: اتبعت المملكة العربية السعودية استراتيجية “القوة الناعمة” ، وهي تسييس المساعدات والاستثمار لإعادة تأسيس نفوذها التقليدي على جارتها الجنوبية وجعلها تعتمد على سيطرة الرياض.

كانت الأداة الرئيسية لهذا البرنامج هي البرنامج السعودي للتنمية وإعادة الإعمار في اليمن ، والذي يتابع عشرات من مشاريع “التطوير” في المناطق الخاضعة لسيطرة هادي.

وأشار المقال إلى أن المملكة العربية السعودية استهدفت المملكة العربية السعودية عن عمد البنية التحتية اليمنية ومصادر الغذاء والمراكز الزراعية والأسواق في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وهذا يدل على أنها لا تعطي الأولوية لدولة يمنية قوية ، ولكنها تدعم اليمن الضعيف الذي يمكن السيطرة عليه بسهولة.

هادي غير شرعي على نحو متزايد

وبين الصحفي البريطاني أن السعودية برعايتها هذا الاتفاق تخاطر بإحداث رد فعل عنيف آخر في بلد دمر بالفعل، حيث تتجاهل الوضع الأمني والاستقرار في اليمن، فمن جهة يمكن أن تثير الحوثيين الذين ليسوا طرفا فيها، من جهة أخرى لم يتخلى المجلس الانتقالي الجنوبي عن دعوته لاستقلال الجنوب ويعتبر الاتفاق فرصة لتأمين قدر أكبر من الحكم الذاتي في الجنوب ، خاصة وأن شروطها غامضة.

وأَضاف الكاتب: سوف تضطر المملكة العربية السعودية لمواجهة هذا. من المرجح أن تعارض الرياض رغبة المجلس الانتقالي الجنوبي في الحصول على مزيد من الاستقلال الجنوبي، لأن ذلك يعني تفرد الحوثيين بالشمال.

ويشير الكاتب إلى أن عدم الاهتمام برغبات المجلس الانتقالي الجنوبي وفرض رؤية هادي للبلاد يمكن أن يؤدي إلى ردة فعل انفصالية أخرى ، حيث تستمر التوترات بين الجانبين. وبالتالي فإن الاتفاق ليست سوى حل مؤقت ، حيث تسعى الرياض بشكل يائس إلى تجنب فقدان نفوذها في اليمن.

ويبين الكاتب أن السعودية تلعب لعبة خطيرة في اليمن، حيث نجا وزراء الداخلية والنقل في اليمن من محاولة اغتيال بعد ساعات من الانتهاء من اعداد مسودة الاتفاق. وفي حين لم يعلن أحد مسؤوليته ، فإنه يظهر أنه لا تزال هناك معارضة لحكومة هادي المدعومة من السعودية.

وبالتالي ، في حين أن المملكة العربية السعودية عادت مؤقتًا إلى مقعد القائد ، فإنها ستظل تواجه عقبات أمام أهدافها السياسية في البلاد ، بما في ذلك مصالح دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويضيف : في حين أن اتفاق السلام وتمكين هادي يعيقان طموحات أبو ظبي ، إلا أنه لا يزال بإمكانها استخدام المجلس الانتقالي الجنوبي للدفع نحو مزيد من الحكم الذاتي في الجنوب.

ويبين أنه لا يزال بإمكان دولة الإمارات العربية المتحدة السعي لفرض إرادتها على الجنوب والسيطرة على موانئها الاستراتيجية، وإن كانت تسعى في الوقت الحالي بشكل أكثر واقعية للحفاظ على صورتها “صانع السلام” وتحالفها مع المملكة العربية السعودية. وفي حين أن هذا لا يزال مستمرا ، ستظل هناك خلافات بين هاتين القوتين.

ويدعو الكاتب الجهات الدولية الفاعلة إلى الحد من تورط هاتين القوتين لإقامة سلام واستقرار حقيقيين في اليمن. لا تزال الأزمة الإنسانية الهائلة في اليمن قضية أكثر إلحاحا ؛ المدنيون هم الضحايا الحقيقيون لمثل هذه الصراعات على السلطة.

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة