هل تخطط السعودية لتصفية محسن؟-تقرير

اخترنا لك

بعد ساعات على توقيع “اتفاق الرياض”، نصح مستشار امني سعودي نائب رئيس سلطة الشرعية الفريق علي محسن الأحمر  بالعودة إلى عدن.

خاص-الخبر اليمني:

قال المستشار السعودي، سلطان الطيار، إن “الشرعية” لو اردت نصرا فعليها “إعادة محسن إلى عدن”، معتبرا هذه الخطوة ستضع “الانتقالي” في الزاوية. ظاهريا تبدو الفكرة مجرد نصيحة عابرة، لكن على ارض الواقع تبرز كمحاولة لإخراج “الفار” من  جحره.

على مدى السنوات الماضية من عمر الحرب لم يدخل محسن عدن مع انه كان يملك قوة ضاربة فيها واتباع لا يزالون إلى اليوم يحافظون على مساحات واسعة من مزارع  جعولة و اراضي بئر أحمد.

لماذا تركز السعودية على محسن مع أن هادي يعد الراس الاكبر لـ”الشرعية”؟

ببساطة، مجرد ذكر  محسن في عدن يثير غضب عارما في المدينة التي اصبحت بعد حرب 1994، سبية بيده.

تعرض العديد من ابناء المحافظات الشمالية للتنكيل والترحيل فقط لان الفصائل المسلحة هناك مسكونة بـ”هاجس” محسن ذاك الذي يجمع بين السلطة والمعارضة  والثروة والامن والقاعدة، ويمتد كشجرة العليق في مفاصل الدولة وله نفوذ حتى في عدن التي يعتقد الانتقالي “تطهيرها”.

باختصار، لم يعد احد يطيق محسن لا في الشمال ولا في الجنوب، وتدرك السعودية بأن استمرار تمسكها بهذا الكهل الذي استخدمته كعامل تنظيف لقذارتها على مدى العقود الماضية يعني خسارتها لليمن شماله وجنوبه، وما دام والفرصة متاحة فقد حان الوقت للتخلص منه، على الاقل لإبقاء يدها راسخة جنوبا.

صحيح خدم محسن السعودية بكل اخلاص على مدى  عشرات السنين وأخرها مقاولتها بالحرب على اليمن بعد أن ظل مشروعها منذ مطلع الالفية الثانية مقتصر على صعده، لكن حجم الخلاف بين السعودية ومحسن بلغ في الفترة الاخيرة مفترق طرق.

يبرز ذلك في مواقع عدة. منذ بدء الحرب على اليمن في مارس من العام 2015. طالت قواته العديد من غارات التحالف وأن بررت بالخطأ مع أن  التحالف نفسه يؤكد وعلى لسان ناطقه تركي المالكي ومن قبله احمد عسيري على أن دقة القنابل المستخدمة 100%.

خسر الكثير من  قيادات الصف الاول.

الجماعي في الضالع. الشدادي في مأرب.

عشرات القيادات العسكرية في نهم وشبوة وعدن.

لم يقتصر الامر على ضرب قوته العسكرية التي لا يزال يحتفظ بالألاف منها في مأرب وتعز والبيضاء، بل طال التقليم السعودي أظافر محسن الاقتصادية بدءا بإنهاء إمبراطورتيه في  مأرب  بتحويل عائداتها إلى مركزي عدن بعد سنوات من الاستحواذ عليها وصولا إلى مطالبته اليوم بإخلاء شبوة وحضرموت وتسليم قواته لدمجها.

كانت كل هذه الخطوات المتلاحقة لأكبر معمر في الرئاسة اليمنية ،تمهد للخطوات المتلاحقة وابرزها انهاء سطوته على الحكومة أو ما تسمى بـ”الشرعية” والتي بدأت توا بتوقيع اتفاق الرياض.

بعد هذا الاتفاق لن يكون ثمة موطئ قدم لمحسن لا في الحكومة التي سيتم تعين اعضائها  بالتشاور مع السفراء والقوى اليمنية الاخرى، ولا حتى على الارض حيث يعد تحالف الحرب على اليمن لتشييت قواته أو الحاقها بما تسمى بـ”العمليات المشتركة” وبما يمنح التحالف الوصاية عليها واخضاعها لرغباته.

 هذا الحقد السعودي على محسن لم يأت من فراغ

يقول الخبراء السعوديين، المصنوعين مخابراتيا، أن محسن اذاق الرياض الويل. هم بذلك يشيرون للأمتار القليلة التي  يتصور فيها  بالجبهات كانتصار ومن ثم الانسحاب منها لإجبار  الرياض  على الدفع مجددا.

هذه الوسيلة تكررت على مدى 5 سنوات مضت، مع ان الرياض كانت تعول عليه كثيرا عندما تحدث ناطق التحالف احمد عسيري  عن اسبوع للسيطرة على اليمن. الأمر يتعدى ما يصفه السعوديين بتمويل الجبهات والتي تقدر بمليارات الريالات شهريا، فمحسن صعد مؤخرا ضد السعوديين وصولا إلى اختطاف متكرر لضباط في مأرب والجوف ليس لآنه يطالب عبر الخاطفين بفدى بملايين الريالات بل في محاولة منه لإثناء الضباط السعوديين عن زيارة مأرب لتقييم تحركاته وصرف مرتبات جنوده اولئك الذين كان  يرفض عرضهم على السعوديين ونجحت حيله بإضافة عشرات الالاف الوهمين من الاسماء إلى كشوفات الراتب.

صور انفراط عقد محسن والسعودية كثيرة وليس اخرها تداول وسائل اعلام سعودية صور مهينة له وهو يحاول لفت انتباه ولي العهد السعودي الذي كان يتحدث لخصومة بودية، أو حتى الانباء التي تحدثت عن عرض سعودي لمحسن بتعينه سفيرا في الرياض، بل تتضمن ايضا رسائل محسن على الضفة الاخرى والتي تبرز بهجوم الصحيفة المحسوبة عليه في مأرب “اخبار اليوم” والتي واصلت التحريض على السفير السعودي والسعودية وحتى اعلنت انتهاء “شرعية” هادي التي قال رئيس تحرير الصحيفة عنها انها سلمت  للسفراء الاجانب في اشارة واضحة لـ”ال جابر”.

يدرك محسن كما يبدو بان توقيت  طئ صفحته قد دنى وان وضعه قبل الرياض ليس كما بعد الاتفاق ولا مؤشر على انه سيستسلم حتى للضغوط الامريكية التي بدأت على شكل تحليق مكثف للطيران المسير في مناطق سيطرة قواته في شبوة وحضرموت وصولا إلى  مأرب حيث شنت الاسبوع الماضي غارات على من تصفهم بـ”الارهابيين” وهي رسالة لمحسن باقتحام مأرب، ابرز واهم معاقله ولو بحجة “مكافحة الارهاب” تلك البافطة التي استخدمتها الامارات لإنهاء وجوده في عدن وابين في اغسطس الماضي.

لن يقبل محسن بالهامش وهو الان يرتب لتغيير الوضع على الارض، سواء في تعز حيث يستكمل الهيمنة على السلطة أو في شبوة وحضرموت ومأرب وصولا إلى الجوف حيث فتح اتباعه باب التبرعات لتعزيز قواته بـ”طائرات مسيرة” ظهرت بعضها فجأة في سماء عدن خلال الايام المقبلة في وقت تستعد فيه السعودية للتموضع.

 

أحدث العناوين

شواهد على حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني

على مدى الستة أشهر الماضية من الحرب على قطاع غزة، تحولت المستشفيات والمدارس والطرقات إلى مقابر جماعية دفن فيها...

مقالات ذات صلة