الحرب النووية بين التحالف الأمريكي والمحور الإيراني غير مستبعدة تماما

اخترنا لك

في حالة اندلاع حرب شاملة لا يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل وحلفائهما تحقيق انتصار على إيران وحلفائها بالأسلحة التقليدية، فموازين القوى على الأرض تميل لصالح التحالف الإيراني بشكل كبير، خصوصا بعد تحييد تركيا التي تأزمت علاقتها بالولايات المتحدة ودول الخليج، وتطور التعاون الإيراني الروسي الصيني، والذي جسدته المناورات البحرية المشتركة بين هذه الدول الثلاث لأول مرة منذ أيام، ومهما تلقت إيران من ضربات جوية، فإنها ستكون قادرة على تدمير القواعد الأمريكية وقطع بحريتها في الخليج وبحر عمان، ومع التطور الكبير في دفاعاتها الجوية سوف تتمكن من نقل المعركة إلى منطقة الخليج، وبانضمام قوات الحشد الشعبي سيكون من السهل أن تحقق نصرا بريا كبيرا، يمكن أن يصل إلى السيطرة على كامل الخليج، وقد لوح الرئيس الأمريكي ترامب أكثر من مرة بالقنابل النووية التكتيكية، أي القنابل النووية الصغيرة التي يمكن أن تدمر موقعا عسكريا بالكامل أو أحد أحياء المدن، وتمتلك إسرائيل بالطبع تلك القنابل، وأشار نتنياهو هو الآخر لهذا السلاح، الذي لن يتورع عن استخدامه في حالة هطول نحو 1500 صاروخ يوميا على جميع المدن والقواعد العسكرية والإقتصادية والخدمية الإسرائيلية، وتصيبها بالدمار الكبير، وهنا يأتي أهمية إعلان إيران الغاء جميع التزاماتها بالإتفاق النووي، وهو ما يعني قدرتها العملية على انتاج قنبلة نووية، مع أن هناك ترجيحات رددها نتنياهو وغيره من المسؤلين الأمريكيين أن إيران تمتلك بالفعل سلاحا نوويا، فبالإضافة إلى امتلاكها كل مقومات إنتاج القنابل النووية، فإن لديها مواقع عسكرية تحت الجبال غير مسموح بتفتيشها أو الإقتراب منها، وهو ما قد يفسر التحدي الإيراني القوي للولايات المتحدة وحلفائها، وهنا نكون أمام معادلات جديدة تماما، غيرتها موازين القوى، وتعتمد التكتيكات الإيرانية على الغموض، يساعدها أنها تنتج معظم أسلحتها، وتتكتم على مختبراتها النويية ومحطاتها النووية، التي تبدو مثل قمة جبل الجليد، الذي لا يعرف أحد حجمه المختفي تحت قمم الجبال حيث المدن العسكرية، والصواريخ البالستية بعيدة المدى.
هذا السيناريو كان مستبعدا تماما على أساس أن الولايات المتحدة لن تتجاوز الخطوط الحمراء، وأن تكتيك حافة الهاوية تحت السيطرة، غير أن إقدامها على إعتيال الجنرال سليماني والمهندس قوض هذا الإحتمال، وأصبحنا أمام إدارة أمريكية لا يمكن الثقة في عقلانيتها، وفي المقابل هناك نتنياهو الأهوج، وأمام مأزقهما الشخصي والعواصف السياسية التي تهدد باقتلاعهما، ومع أزمتي إسرائيل والولايات المتحدة يمكن أن تنفلت الأمور أكثر، والرد الإيراني يعقبه رد أمريكي أو طيش إسرائيلي لنجد أنفسنا أمام حرب فوق إقليمية وبأسلحة أشد فتكا بكثير مما كانت عليه الحروب السابقة، ليصبح احتمال الحرب النووية غير مستبعد رغم كل أهواله ومخاوفه ومحاولات تجنبه.

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة