بين الرحيل المبكر وصواريخ المقاومة .. خيارات واشنطن لمواجهة ايران

اخترنا لك

ودعت ايران، الاربعاء، جثمان قاسم سليماني، بدفعة صواريخ بالستية، استهدفت القوات الامريكية في العراق ثأرا له، لكنها وسعت بذلك فجوة الصراع بين محور المقاومة والمحور الامريكي الذي يوصف بـ”محور الشر” تاركة المنطقة برمتها على كف عفريت، فهل تشهد حربا واسعة؟

خاص – الخبر اليمني:

الهجوم الايراني كما افاد التلفزيون الرسمي، نفذ بنوعين من الصواريخ، واستهدف قاعدتي عين الاسد واربيل  التابعتين للقوات الامريكية في العراق، وقد خلف هذا الهجوم الذي شن بعشرات الصواريخ البالستية نوع “ارض- ارض” اكثر من 80 قتيلا ومئات الجرحى في صفوف القوات الامريكية إضافة إلى دمار كبير بالبنية التحتية والتجهيزات العسكرية ..

هذا الهجوم بالنسبة لوزير الخارجية الايراني كان متكافئا ويتماشى مع القانون الدولي وهو بذلك يحاول تهدئة الامريكيين بالحديث عن عدم رغبة بلاده بالتصعيد اكثر، لكن خلافا لظريف الذي عرف بالدهاء السياسي، كان المرشد الاعلى في ايران اكثر حزما وهو يتحدث بأن الهجوم لم يكن سوى صفعة في وجه امريكا وليس كافيا، مثله كقادة عسكريين في الحرس الثوري توعدوا بأيام سوداء لواشنطن في المنطقة.

لن تقبل طهران باقل من رحيل واشنطن من المنطقة وهو السقف الذي حدده القادة الإيرانيون عقب اغتيال واشنطن لقائد فيلق القدس، وحتى هجومها الاخير، كما يصفه مراقبون، كان فقط لكسر هيبة واشنطن في المنطقة وايذانا لحلفائها ببدء مرحلة جديدة من الانتقام، لكن وقد وصلت الرسالة الايرانية، فالتطورات الاخيرة باتت تأخذ منحى أخر.

في العراق توعد قيس الخزعلي، قائد كتائب عصائب اهل الحق ومثله العديد من قادة فصائل الحشد الشعبي، بانتقام لنائب قائد الحشد الشعبي، ابو مهدي المهندس، الذي قتل برفقة سليماني،  يتجاوز الرد الايراني.

بالتزامن مع ذلك بدأت القوى السياسية العراقية الترتيبات لتفعيل قرار خروج القوات الامريكية من هذا البلد الذي تستوطنه القوات الامريكية منذ سنوات وتستمد وجودها من نشر الفوضى.

الأمر ذاته يتكرر في لبنان حيث تحدثت تقارير اعلامية عن بدء حزب الله نقل معدات عسكرية إلى الحدود مع اسرائيل، بعد ايام على توعد حسن نصر الله بالانتقام لسليماني ، وهو ذات الموقف في اليمن، حيث اعلن قائد انصار الله تحالفه مع محور المقاومة  في مواجهة  الهيمنة الامريكية في المنطقة، وربما يتكرر المشهد في سوريا التي اعلنت اصطفافها مع طهران وفي فلسطين بعد زيارة رئيس المكتب السياسي لحماي إلى طهران للتعزية في مقتل سليماني.

هذه التحركات اثارت الرعب في المنطقة، بعد اخفاق الوساطات الدولية للتهدئة..

الولايات المتحدة، التي تعيش تخبطا منذ مقتل سليماني، تحاول التقليل من حدة الهجوم الايراني الاخير بهدف التخفيف من الذعر في الشارع الامريكي من التداعيات المحتملة لتطرف ترامب هذا من ناحية ومن ناحية اخرى تشير حذف ترامب لتهديدات سابقة بالرد بان واشنطن تخشى التصعيد، وهي التي بدأت ترتيبات لإخراج قواتها من العراق وربما من الكويت كما اشارت مذكرات متداولة.

فشل الولايات المتحدة في إدارة المعركة مع ايران القى بضلاله على حلفائها في المنطقة خصوصا بعد تهديدات  الحرس الثوري باستهداف الدول التي ستنطلق منها الطائرات الامريكية أو ستكون منطلقا للهجوم على ايران، ليبرز ذلك في اعلان دولا كتركيا من أنها لن تسمح  باستخدام اراضيها كمسرح للحرب بالوكالة ومثلها العراق ودول خليجية كقطر التي سارعت إلى زيارة طهران لتقديم العزاء، وحتى الاعلام السعودي- الاماراتي الذي يحاول اظهار جانبا من الحياد في ظل التوتر المستمر، ودعوات انظمتهما المتكررة للتهدئة.

وبعيدا عن ابوظبي والرياض اللتين عززتا مؤخرا علاقتهما بطهران وقد لا يتعرضا لأية هجمات مادام التزمتا بتوجيهات الحرس الثوري بالحياد، تبدو اسرائيل الاكثر رعبا من التداعيات، وهي التي اعلن رئيس وزرائها مباركته لمقتل سليماني واشارته لمشاركة بلاده بالعملية، يبرز ذلك بالتصريحات المتتالية لمسئوليها من مغبة الهجوم عليها وحتى التحذيرات الامريكية.

تتقلص خيارات واشنطن في المنقطة وقد ارتكبت خطأ فادحا كما يصف القادة الايرانيون  اغتيالها لسليماني، وهي الان مخيرة  بين نار “المقاومة” او هدوء الانسحاب، وربما تشير المعطيات في ضوء كلمة ترامب الذي انفجر لعنا لنفط الخليج إلى تفضيل واشنطن الرحيل ..

أحدث العناوين

Sana’a forces announce targeting a British oil ship and shooting down an advanced American drone

Sana'a forces have announced targeting a British oil ship in the Red Sea with appropriate naval missiles and shooting...

مقالات ذات صلة