ربط مصير الانتقالي بالإخوان .. اعادة ترميم الشرعية أم استنساخ تجربة المبادرة الخليجية؟ – تقرير

اخترنا لك

في خطوة تجاوزت كل التوقعات، وصلت لجنة عسكرية من مأرب إلى عدن في مهمة لصرف مرتبات عناصر الانتقالي الذين خاضوا اعنف المعارك ضد قوات هادي على مدى السنوات الماضية، ولا يزالون يشنون اعنف الهجمات على هذه القوات في شبوة وابين وطموحهم يتجاوز سقف “الشرعية ” بكثير اذ لا يرونها الا صورة لحزب الاصلاح او من يصفونهم بـ”الاخوان المسلمين”، فهل تراجع الانتقالي عن سقف استعادة الدولة أم أن لديه خطط اخرى؟

خاص- الخبر اليمني:

في الواقع لا يمكن لشخص عادي من مأرب أو محافظة شمالية أخرى دخول عدن، فكيف بضباط كانوا حتى وقت قريب يقودون الجحافل لاقتحام المدينة، ويكنون العداء للانتقالي ناهيك عن تحيزهم الفرصة للنيل من قواته..

ما كان لهؤلاء الدخول إلى عدن والتجوال في شوارعها لولا الضغوط السعودية على الانتقالي، وتلك الضغوط بدأت مع توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر الماضي، عقب رفض الانتقالي توجيهات سعودية بسحب قواته من المدينة، ويبدو انها تعيد الوضع إلى نقطة الصفر أو بالأحرى إلى ما قبل اغسطس مع بدء تنفيذ الاتفاق الذي يتوقع ان يستكمل في غضون ايام..

وبغض النظر عن موقف القيادات الميدانية لفصائل الحزام الامني وتباين ردود افعالها من التطورات الاخيرة، يبدو أن الانتقالي الذي يخوض عبر لجنة مفاوضات سياسية في الرياض قد وافق عليها وان عكست مساعي لتجريده من قواته التي ظل على مدى الـ5 السنوات الماضية من عمر الحرب على اليمن يسقط بها مدن هادي تباعا وكاد قاب قوسين من تحقيق طموحه كما يقول قاداته باستعادة الدولة من المهرة حتى باب المندب، لكن الان يبدو الوضع مستحيلا وقد سلمت السعودية رقاب عناصره للإخوان الذين رفضوا حتى اشراكه في حقيبتين من اصلا 34 يستحوذون عليها..

بالنسبة للسعودية وحتى الامارات هذه الخطوة تمهد لدمج قوات الطرفين، لكن الظاهر يؤكد بان ما من عملية دمج تتم كما يسوق قادة الانتقالي بقدر ما يجرى ضم فصائل الانتقالي إلى التشكيلات الموجود اصلا وتخضع لقيادات معروفة بولائها لحزب الاصلاح، فعملية الدمج لا تعني ضم والحاق بقدر ما تتضمن عملية هيكلة من اصغر جندي حتى اعلى قائد..

قد تبدو خطة التحالف بتنفيذ الرياض الذي قد تشمل خطوات أخرى خلال الساعات المقبلة، ابرزها تسليم السلطة المحلية في عدن للانتقالي، افتراضا، فهذه حتى أن حصلت لا تلبي شيء من طموح الانتقالي الذي سوق على مدى نصف عقد اوهام فك الارتباط لأنصاره ليصعد على سلم احلامهم، غير انها تخدم التحالف وحده الذي يريد اعادة تشكيل “الشرعية” على مستوى الحكومة والسلطة المحلية وبما يضمن توازن اماراتي- سعودي لا اكثر ..

فعليا خسر الانتقالي الحرب هذه المرة، فدخول قوات الحماية الرئاسية التي استعرضت لتوها قوات اللواء الثاني في عدن، واعلنت رفضها مشاريع المجلس، ضربة قاصمة له، ضربة قاصمة لمن تبقى من انصاره الذين انسلخ بعضهم خلال المفاوضات الاخيرة، والبعض ينتظر النتائج على امل تحقيق شيء مما حملته ادبيات المجلس الذي ظل يد الامارات في الجنوب..

على طريقة تنفيذ المبادرة الخليجية في 2011، تعيد السعودية والامارات ترتيب الوضع جنوبا وقد استنسخت مبادرة جديدة وان حملت اسم اتفاق الرياض، فالمعطيات تؤكد بأنه لا يختلف عن المبادرة الخليجية، والترتيبات العسكرية والامنية تشير إلى أن الجنوب قادم على مرحلة دموية على غرر ما حدث عقب دمج قوات علي محسن وعلي صالح عقب في 2012، عندما اصبحت صنعاء ساحة تصفيات داخل المعسكرات والعروض العسكرية ولعل ذكرى مقتل واصابة العشرات في ميدان السبعين ماثلة إلى اليوم، وقد تتكرر العشرات من امثالها في عدن.

خلافا للوضع السياسي والعسكري الذي كان في 2011، يبدو الان الوضع مختلف وقد اوغل هادي والانتقالي بالقتل والتعذيب والاختطافات والتصفية، وهذه العمليات سترسم الوضع مستقبلا خصوصا وأن كل طرف يتحيز الفرصة للانتقام من الاخر.

أحدث العناوين

شواهد على حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني

على مدى الستة أشهر الماضية من الحرب على قطاع غزة، تحولت المستشفيات والمدارس والطرقات إلى مقابر جماعية دفن فيها...

مقالات ذات صلة