6 رسائل حملتها#عملية_توازن_الردع_الثالثة

اخترنا لك

جاءت عملية توازن الردع الثالثة التي استهدفت بها صنعاء يوم أمس منشأة أرامكو السعودية وأهداف حساسة أخرى في مدينة ينبع الصناعية ،مع وصول الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى السعودية، وزيارته إلى قاعدة الظهران الجوية التي هي بمثابة قاعدة عسكرية أمريكية، حيث أعلن من هناك تعزيز الدفاعات الجوية السعودية ضد أي هجمات مستقبلية

زكريا علي-الخبر اليمني:

كان بومبيو قد نشر صورة صواريخ زعم أن القوات الأمريكية ضبطتها وهي في طريقها إلى الحوثيين، مكررا بذلك بيان للبنتاغون الأمريكي حمل الكثير من التناقضات، إذ تم القول أن الصواريخ معظمها مضادة للدبابات وفيها صواريخ أرض جو، ثم الاستدلال بذلك على أن هذه الصواريخ تشبه الصواريخ التي تم استخدامها في الهجوم على أرامكو، رغم أن الصواريخ التي تم استخدامها في استهداف أرامكو هي صواريخ باليستية مجنحة وليس أرض جو، بالإضافة إلى طائرات مسيرة.

يبدو أن صنعاء أرادت أن توصل عددا من الرسائل من خلال عمليتها العسكرية التي أطلقت عليها اسم عملية توازن الردع الثالثة، أول هذه الرسائل الاستقلالية في اتخاذ القرار وأن عملية استهداف السعودية تأتي في إطار الرد المشروع على الحرب السعودية في اليمن وانتهاكات التحالف بحق المدنيين اليمنيين، فهذه العملية أتت بعد 5 أشهر من مبادرة قدمتها صنعاء بإيقاف الهجمات على السعودية مقابل أن تقوم الأخيرة بخطوة مماثلة، ورغم وصول الصراع الأمريكي الإيراني إلى الذروة في الآونة الماضية، ورغم أن السعودية لم تقم بخطوة مماثلة واستمرت في غاراتها إلا أن صنعاء ظلت ملتزمة بمبادرتها حتى صعدت السعودية في غاراتها الجوية وارتكبت جريمة في محافظة الجوف راح ضحيتها عشرات القتلى من المدنيين بينهم نساء وأطفال.

وفقا للمتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء العميد يحيى سريع فإن “عملية توازن الردع الثالثة أتت ردا على الجرائم”، ولو أن السعودية كانت استغلت فرصة المبادرة التي أطلقتها صنعاء في سبتمبر الماضي بعد عملية توازن الردع الثانية لما تعرضت لعملية أخرى.

رسالة ثانية يبدو أن عملية توازن الردع الثالثة قد حملتها إلى السعودية وهي أن التعويل على الأنظمة الدفاعية لن يمنع الضربات من تحقيق أهدافها فهذه الضربات لن تتوقف إلا بتوقفكم عن الحرب، وهي رسالة ثالثة إنما للأمريكيين وتعني أن أنظمتهم الدفاعية التي يسوقونها للرياض فاشلة.

في هذه العملية استخدمت صنعاء صاروخ يعلن عنه لأول مرة اسمه “ذو الفقار” وهو باليستي بعيد المدى، وفي ذلك رسالة  إلى واشنطن بعد مزاعمها المتكررة عن ضبط أسلحة كانت في طريقها إلى صنعاء، مفادها لدينا الكثير من الأسلحة التي ننتجها ونصنعها في اليمن، وهي تتطور بشكل مستمر، ولو أنها كانت إيرانية كما يزعم البنتاجون لكان التطور قد أتى مرة واحدة.

وإذ تأتي هذه العملية قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين في السعودية، فإن طبيعة  الأهداف التي استهدفتها صنعاء، وفي مقدمتها أرامكو العمود الفقري للاقتصاد السعودي، واختيار ينبع التي تعد المدينة الصناعية للسعودية، تحمل رسالة أن هذه القمة ستبوء بالفشل، مالم يكن هناك مسارعة جدية من قبل الرياض لانهاء الحرب.

رسالة أخرى حملتها العملية للسعودية، وهي أن كل ما تحدثت عنه صنعاء في وقت سابق من أن عدم استجابة السعودية لمبادرة المشاط، سيعني مرحلة جديدة اسمها مرحلة الوجع الكبير، ستتضمن ضربات أشد إيلاما من ضربة الرابع عشر من سبتمبر التي استهدفت معملي بقيق وخريص وعطلت نصف انتاج السعودية من النفط، هو حديث جدي، وفي هذه العملية تشييع لتلك المبادرة، ما يعني أن على الرياض أن تتدارك نفسها لأن العمليات ستكون في تصاعد كبير.

 

 

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة