هادي يحاور قواته .. محاولة لإقصاء “شمال الشرعية” أم لخلط اواق السعودية؟- تقرير

اخترنا لك

يعم المشهد الضبابي الوضع  جنوب اليمن، وقد دخلت المنطقة الخاضعة لسيطرة التحالف عبر اذرع ما تسمي بـ”الشرعية” مرحلة اللاسلم واللا حرب، فهل  تشهد هذه المنطقة التي تعاني من استقطاب اقليمي دفع بالصراع إلى أبعد مدى مزيد من التصعيد أم تنتهي باتفاق عابر ؟

خاص- الخبر اليمني:

لا شيء واضح حتى اللحظة. وحده هادي سيد الفوضى. قواته في ابين تهدد باقتحام عدن وقواته في عدن تتوعد بالتصدي. وفي سقطرى قواته تنقلب ومن ثم تتراجع.

قد يبدو الأمر  صراع جنوبي من زاوية الاحداث التي وقعت في اغسطس الماضي بين ما كان يعرف بـ”الطغمة والزمرة” اللذان يمثلهما حاليا هادي والانتقالي، وقد تُقرأ الاحداث من زاوية الصراع بين الجنوب والشمال أو بالأحرى بين الاصلاح والتيارات الجنوبية في الشرعية، لكن المؤكد أن هادي وحده من يدير اللعبة حاليا..

في اغسطس الماضي، بلغ الصراع بين هادي ونائبه ذروته عقب احتدام المواجهات بين الطرفين في شبوة وتحديدا في العقلة، اهم منابع النفط، عندما نصب مسلحون قبليون يتبعون ابن ابين ونائب مدير مكتب هادي للشؤون الاقتصادية أحمد العيسي كمينا لقاطرات وقود تتبع رجل الاعمال المحسوب على محسن  ، الحثيلي،  اثر خلافات على امتيازات نقل النفط والحماية التي تدر ملايين الدولارات شهريا لمحسن، لكن محسن الذي يحتفظ بقوات كبيرة هناك حسم المعركة لصالحة واستعاد زمام الأمور بالقوة.

كانت هذه التطورات امتدادا لصراع طويل بين قطبي الشرعية  وتحديدا في مناطق النفط ، شرق اليمن، إذ سبقه هادي بمحاولة لنزع عائدات النفط من قبضة محسن بإيعاز لحكومته بربط مركزي مأرب بمركزي عدن بعد سنوات من رفض محافظ مأرب المحسوب ايضا على محسن من تحويل عائدات المحافظة  النفطية إلى عدن.

لم تكن المعركة في اغسطس بعدن إلا انفجارا للخلاف بين الطرفين، فهذه المعركة عرت الكثير من المؤامرات  داخل “الشرعية”  فقوات هادي المنتشرة في المحافظات الجنوبية لم تخض قتال بل واعلنت انضمامها إلى صفوف الانتقالي سواء عبر قياداتها التي كانت متواجدة في عدن كفضل حسن وقادة المحور التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة باستثناء تعز المحوب قاداتها على محسن، أو حتى قائد محور العند الذي كان يتواجد بالسعودية.

كان واضح أن المؤامرة تستهدف الفصائل الاكثر ولاء لعلي محسن وهي وحدها من ظلت تقاتل في عدن كاللواء الرابع الذي يقوده مهران القباطي ومعسكر النقل بقيادة امجد خالد وحتى معسكر عشرين بقيادة عبدالله الصبيحي واخرين، بينما بقت الالوية الاخرى اما تتفرج أو تقدم دعم للانتقالي باختراق صفوف خصومه المحسوبين على “الشرعية”.

كانت حوادث القتل للجرحى تكشف نفسية فصائل تتبع الشرعية وذات نزعة مناطقية وبرز ذلك في لودر الخاضعة لسيطرة هادي عندما اعدم مسلحون اسرى من مأرب، وبعدها بأيام اندلعت اعنف المعارك داخل معسكرات قوات هادي في شقرة والمحفد وخلفت قتلى وجرحى لذات الدوافع.

اليوم ومع اتساع الخلافات بين الطرفين تتكشف الكثير من الحقائق واولها أن هادي الذي تحدث ذات يوما، وفقا ما نقله عنه الصحفي فتحي بن لزرق، بانه سيحقق للجنوب مالم يحققه غيره ، وهو من يدير لعبة “الوحدة والانفصال”.

خلال الساعات الماضية قال قائد محور ابين المحسوب على محسن، عبدالله الصبيحي، أن هادي طلب من السعودية ايقاف  تقدم قواته في ابين. كان الصبيحي الذي تحدثت تقارير سابقة عن توجيهه برفض اوامر هادي باعتباره غير شرعي، يتهم بشكل غير مباشر هادي بالخيانة، مشيرا إلى أن قواته كانت جاهزة لـ”اعادة الشرعية” إلى عدن.

لا ند لهادي ، فحتى الوفد المفاوض حاليا عن قوات الانتقالي هم قادة وحدات موالية لهادي وكانت ضمن صفوفه وابرزهم قائد العسكرية الرابعة فضل حسن وثابت جواس قائد محور العند.

يريد هادي الآن تحقيق عدة مكاسب. اولها محاولة فرز “الشرعية” جنوب وشمال،  بدفع قاداته في عدن إلى المطالبة بطرد الكتائب التابعة لمحسن والتي ينتمي عناصرها إلى مأرب، في حين يطالب هو بطرد طارق صالح الذي تعسكر قواته في بئر احمد بحماية التحالف.

هذه الخطوة تتماشى مع التوجه السعودي المضمن  في اتفاق الرياض و الذي يقضي بتشكيل حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب، لكن في المقابل  لدى هادي هاجس كبير من خصومه التقليديين في الزمرة وتحديدا الانتقالي فهو يخشى أن يؤدي خروج محسن من اللعبة للانقضاض عليه  وانهاء تمثيله للجنوب الذي يحاول العودة من خلاله للسلطة خلال اية مفاوضات قادمة أو على الاقل يناور لتحقيق مكاسب او الحفاظ على منصبه، وهو ما يجعله يبقي على خيط رفيع لمحسن في الجنوب.

من ناحية اخرى يحاول هادي ذاته بعث  رسائل طمأنة  للانتقالي في عدن وذلك من خلال التقلبات لقياداته والتي كان ابرزها اعلان ناصر قيس ، اركان حرب اللواء الأول مشاة بحري في سقطرى، عودة كتائب اللواء للشرعية عقب يوم فقط من دعمه تمردها ضد هادي وهذا لم يعد تخليا بل كان ضمن حملة تستهدف ابن ابين ناصر قيس ويقودها مسؤولون في حكومة هادي محسوبين على محسن ابرزهم مختار الرحبي.

على الصعيد الاقليمي، يحاول هادي تسويق نفسه للسعودية  كبديل لعلي محسن في ضوء التحركات الدولية لإبرام اتفاق سلام قد يستدعي الاطاحة بهادي أو بنائبه إن لم يكن الاثنان معا، بينما يحاول تقديم نفسه بدلا عن الانتقالي للإمارات بعرض نفسه كقوي ومسيطر على الوضع في سقطرى  كما حدث مؤخرا لتحسين شروط التفاوض معها.

يحاول هادي اللعب على الحبلين “الشرعية والانفصال”، لكن جميع المؤشرات تؤكد الآن ان التحالف حسم امره بالنسبة لهادي بما فيها السعودية التي وعدت باستعادة “شرعيته” فالرياض بدأت تفكيك شبكة هادي الاقتصادية والتي يقودها نجله الأكبر ونائب مدير مكتبه للشؤون الاقتصادية  بدليل منع  سفنه من تفريغ الوقود في ميناء عدن واتهامه بالمتاجرة بالنفط الايراني  وغيرها من الاتهامات التي لطالما اتخذتها الرياض ورقة لاستهداف من   تراهم شوكة في حلقها ..أما على الصعيد المحلي ، فهادي فقد سيطرته على قواته وقد استبدل  محسن والاصلاح قياداتها سواء في ابين أو في شبوة، في حين يرتب الانتقالي بمعية طارق صالح  لتغير خارطة الوضع في عدن مستقبلا.

أحدث العناوين

UNRWA: Over a million people have lost their homes in Gaza

The United Nations Relief and Works Agency (UNRWA) stated that after 201 days into the war, destruction is everywhere...

مقالات ذات صلة