عدن..سيول وظلام وتحالف

اخترنا لك

حلت الكارثة مجددا بأبناء عدن، منخفض جوي هو الأسوأ في تاريخ المدينة التي عرفت قديما بثغر اليمن الباسم، سيول تغرق المدينة، تغرق منازلها، تجرف سيارات أهلها، تجرف أطفالها، على مرأى ومسمع من الجميع.

عدن-الخبر اليمني:

يوم لم تشهد مثله عدن في تاريخها كان يوم الثلاثاء، امراءة في منزلها في حي القلوعة، رفعت صوتها للاستغاثة بأقصى طاقتها، ناشدت والسيل يحيط بها من كل مكان، لكن استغاثتها لم تجد صدى، وماتت.

طفل جرفته السيول في التواهي، طفل آخر في كريتر، أم وطفلتها في كريتر أيضا، 15 مواطنا بين امراءة وطفل وشاب ، قضوا جميعا بالسيول التي داهمت المدينة، وما كان هناك من أي إجراءات وقائية تصد عنهم الطوفان المميت، فكل الذين يتقاتلون أو يدعمون القتال للسيطرة على عدن، يقفون متفرجين على كارثة تحل بأهلها ولم يكلفوا أنفسهم بإجرءات الصيانة لعبارات السيول، بل حتى بعد أن أغرقت السيول المنازل، لم يكلف أي طرف نفسه أن يدفع بمعدات الدفاع المدني لشفط المياه من المنازل.

تبين المشاهد، حالات انتشال مؤلمة لأطفال رضع من الشوارع العامة، جرفتهم السيول، وقطعت بهم المسافات الطويلة.

الصورة

وفقا للإحصائيات الأولية بلغ عدد المتوفين بالسيول  أكثر من 15 شخص، بينهم 5 اطفال وثلاث نساء، فيما لم يتم إنقاذ المتضررين، ولا الذين تهدمت منازلهم،والذين هم مع عوائلهم حتى الآن في العراء.

كذلك واصلت الكهرباء انقطاعها، ولم تعد حتى وقت كتابة هذا التقرير، فيما انفجرت مياه الصرف الصحي واختلطت بمياه السيول التي أغرقت المنازل.

تخضع مدينة عدن لسيطرة التحالف منذ حوالي 5 أعوام، وبعيدا عن كل الشعارات التي رفعها التحالف وبثتها وسائل إعلامه، انكشف اليوم كما لم يحدث من قبل كل شيء، فالمدينة التي يسكنها كما يقول الناشط السياسي صالح الحنشي مليون نسمة، تعيش تعيش انعدام تام للماء والكهرباء. وتفتك الأوبئة بالاف سكانها، منذ أشهر
“حارات بكاملها موبؤة وسكانها جميعا مصابون بحميات قاتلة.وأعداد مرعبه لحالات الوفيات

ويأتي اليوم هطول الامطار ليضيف كارثه اخرى، ويضاعف الماساة، يقابل كل ذلك صمت تام من كل الاطراف، بما فيها التحالف”، إنها جرائم مكتملة الأركان.

وأمام كارثة كهذه، لم تكف الأطراف المتصارعة عن تبادل الاتهامات فيما بينها، وعن التوقف على مجرد الحديث أن ما حدث هو “كارثة”، فحكومة الشرعية، التي تتسلم الدعم باسم اليمن، وتعود إليها الإيرادات بمئات المليارات من النفط  والمنافذ، اقتصرت على إعلان عدن مدينة منكوبة، ودعت رغم ما سلف من مصادر دعمها ومواردها لاستجداء الدعم من المانحين، لتحول بذلك مأساة أبناء عدن إلى مادة للمتاجرة، أما الانتقالي الذي يفرض سلطة أمر واقع في المدينة، ويدعو إلى إعلان الدولة الجنوبية، حمل الشرعية التي انقلب عليها في اغسطس 2019م المسؤولية، وأكبر عمل له في مواجهة المأساة هو ما أعلنه ناطقه نزار هيثم عن اتصال احتاج لتكليف من رئيس المجلس عيدروس الزبيدي لثلاثة شباب أنقذوا مواطن كانت قد جرفته السيول.

كانت حكومة هادي قد أعلنت قبل أشهر أنها رصدت مليار ريال لمعالجة الأضرار التي تسببت بها الأمطار وتعويض المتضررين، لكن كما يقول رئيس تحرير صحيفة عدن الغد فتحي بن لزرق: من المليار ريال هذا لم يصل ريال واحد لمتضرر واحد ولم يتم إصلاح شارع واحد ، والأضرار لاتزال ماثلة، وما يخشى هو أن يكون هناك إعلان مماثل”

 

أما التحالف الذي يتحمل المسؤولية الاكبر كما يقول صالح الحنشي، فلم يحرك ساكنا، وقد أظهرت هذه الكارثة حقيقة وضع المدينة تحت سيطرته، سيطرته فقط وليست الأطراف الأخرى سوى قفازات

يقول الحنشي:

“دول التحالف هي المسؤولة عن كل هذه الجرائم التي شهدتها وتشهدها عدن..
اما الاطراف المحلية فهي مجرد ادوات رخيصة وتافهة. لهذا التحالف.
وقفازات قذرة يرتديها التحالف لاخفاء بصماته..

ملعون ابوه تحالف وعلى ابو كل ادواته الحقيره
بكل اشكالها والوانها..”

لقد تبين أن مشاريع التحالف التي ظل يزايد بها خمس سنوات، لم تكن سوى دورات في نقشة الحناء وفي فن الطبخ، بينما لا شيء لخدمة المواطنين، وللمدينة التي أعلنت عاصمة مؤقتة للشرعية، بل على العكس من ذلك صنع أطرافا لا يهمها سوى كيف تتسول باسم المواطنين.

 

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏أشخاص نائمون‏‏‏

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة