شبق الدبلوماسية

اخترنا لك

وسيم عبدالله حليف:

انطلاقا من أهدافهما القذرة واستنادا الی ما تقتضيه مصالحهما ومن باب حرصهما التاريخي على اضعاف وجعل اليمن تابعا مرتهن القرار والسيادة فقد عملتا السعودية والإمارات والی جانب القتل والتدمير والحصار علی صناعة التباينات والخلافات والكيانات المتصادمة والمتناحرة دون الاكتفاء بكونهم جميعا أدوات يؤدون نفس الوظيفة ويقاتلون جميعا تحت راية الدرهم والريال، لكن الخفي من تلك الأهداف التي شنوا حربهم من أجلها حتم عليهم إذكاء المناطقية هنا والعنصرية هناك مع الحرص أن يؤدي مختلف فرقاء العمل الارتزاقي ادوارهم الانبطاحية علی أكمل وجه مع إيهام كل طرف منهم بأن الأمور تسير في طريق تحقيق ما يسعى أو يلهث وراءه هذا الطرف أو ذاك سواءا حكومة الفنادق أو مجلس ضاحي خلفان الانتقالي أو التيار الثالث الذي يمثله أدوات الكابريهات وفنادق القاهرة وأبو ظبي والساحل الغربي .

الإمارات مثلا كان اعتمادها في السعي الی تنفيذ اجنداتها التوسعية الاحتلالية في مناطق جنوب اليمن علی الأطراف التي تسعی الی تحقيق الانفصال أو ما يسمونه فك الإرتباط وعملت علی استقطاب عدد من هذه العناصر وشكلت بهم ما سمي بالمجلس الانتقالي الجنوبي وقالت لهم انتم الحامل لقضية “شعب الجنوب” والممثلين له وحكامه في المستقبل وشكلت المليشيات المسلحة تحت مسميات عدة منها الأحزمة والنخب وجعلتها منظوية جميعها تحت قيادة هذا المجلس الذي أصبح يری في نفسه لاحقا دولة مكتملة الأركان تؤدي بشكل صوري جميع مهامها.

لكن المجلس الانتقالي الإماراتي المصطنع في عدن ظل يعاني من جفاف سياسي ونقص حاد في الهرمون المنظم للعمل الدبلوماسي والسبب في ذلك أن هؤلاء يرتأون في أنفسهم ممثلين لدولة الجنوب العربي الموجودة فقط في صالات اللقاءات الخاصة بالزبيدي وبن بريك وبقية أعضاء مجلس ضاحي خلفان الانتقالي طبعا .
وبما أن العالم لا يعلم أن هناك دولة أو من ينادي بدولة في اقصی جنوب جزيرة العرب اسمها الجنوب العربي مقتطعة من اليمن فإن هؤلاء يفشلون في جعل العالم يتخاطب معهم كممثلين لدولة بهذا الإسم.
لكنهم أي أصحاب الانتقالي هذا لا ييأسون فمحاولاتهم مستمرة في استجداء أي التفاته دولية أو حتى عربية اليهم والتعامل معهم بهذه الصفة ..
ملاحظة : كلمة عربية لا تشمل هنا هلافيت الرياض وأبو ظبي الذين يعملون جاهدين علی تفتيت وتقسيم اليمن والسيطرة عليه ونهب مقدراته واستغلال اراضيه وموقعه الجغرافي .
ومن محاولات الانتقالي هذه أن تجد إعلامهم يتحدث أحيانا عن العلاقات بين شعب الجنوب العربي وشعب جمهورية مدري من الصديقة أو الشقيقة وأحيانا ينقل إعلامهم الرسمي تهاني وتعازي المجلس لقيادة دولة كذا أو كذا بطريقة البرتوكولات الرسمية.
قبل كم يوم تحدثت الملكة إليزابيث ملكة بريطانيا عن كورونا والمجلس الانتقالي علی طول بعد الكلمة عبر عن ترحيبه لما ورد في خطاب الملكة وهو ما أثار موجة سخرية عارمة من حديث الانتقالي .. ويستمر الجفاف السياسي والشبق الدبلوماسي.

 

*تعبر المقالات المنشورة عن رأي كاتبها وليس بالضرورة عن سياسة الموقع

أحدث العناوين

“كتائب الأقصى” تستهدف تحصينات لقوات الاحتلال في “محور نتساريم” بالصواريخ

أعلنت "كتائب الأقصى"، اليوم الأربعاء، عن قصفها تحصينات لقوات الاحتلال المتموضعة في "محور نتساريم" جنوب مدينة غزة. متابعات - الخبر...

مقالات ذات صلة