الانتقالي يستنجد بالشمال بعد أن خذله الجنوب – تقرير

اخترنا لك

مع دخول اليوم الثاني من اعلان الانتقالي فرض الحكم الذاتي في جنوب اليمن، يبدو المجلس، المدعوم إماراتيا، وحيدا  وهو ما يجعل المجلس في ورطة كبيرة  قد  تعجل بزواله ..

خاص- الخبر اليمني:

لم يجد الانتقالي الذي يحكم قبضته على عدن منذ اغسطس الماضي أي تأييد، لا  على المستوى الشعبي ولا على مستوى السلطات المحلية حتى في المناطق الخاضعة لسيطرة بما فيها تلك التي تعد مسقط راسه، وهو ما جعل المجلس يستعين بالأوراق القديمة..

في عدن، التي يراها المجلس عاصمته المؤقتة،  لا شيء تغير.  ما زال الناس هناك منهمكين في كارثة السيول والخدمات المنهارة. وحتى التظاهرات  المطالبة برحيل الانتقالي وهادي والتحالف لم تتوقف رغم إعلان المجلس حالة الطوارئ.

كان من المفترض ان تخرج المدينة عن بكرة ابيها ترحيبا بالسلطة الجديدة أو بالأحرى القديمة المتجددة، لكن ما حدث العكس، الجميع انطوى على مشاكله بما فيهم  أولئك الذين كانوا حتى وقت قريب مؤيدين لانفصال الجنوب التي تزعمها الانتقالي حديث التأسيس.

على المستوى الرسمي لم يعلن احد انضمامه للانتقالي  باستثناء وكيل واحد، مع أن الانتقالي شرع بإجراءات الحكم فعليا عبر السيطرة على البنك المركزي  والمجمع الحكومي وكان من المفترض ان تحدث هذه الخطوات  تغيرا في رؤية المسؤولين المعروفين بالتقلب.

وبغض النظر عن عدن التي ربما جربت الانتقالي خلال اشهر معدودة من  وجوده كسلطة امر واقع، واكتوى الناس هناك بنيران واطماع قاداته وفصائله،  يبدو الوضع خارج المدينة بعيدا عن سيطرة الانتقالي، وقد اعلن محافظ لحج بيانا يرفض فيه  ما وصفه بـ”انقلاب” الانتقالي، ومثلها ابين التي تعد البوابة الشرقية لعدن حيث اعلنت تأييد هادي وصولا إلى شبوة التي يراها الانتقالي اخر حدوده المبرمة في اتفاق الرياض  أو على الأقل تصر الإمارات على أن تبقى من حصته لتمويل نشاطاته مستقبلا.

الوضع يختلف في الشرق، فالضبابية تخيم على مواقف المسؤولين في حضرموت التي تشكل ثلث مساحة اليمن واهم الحقول النفطية، وقد أصدر محافظها المحسوب على الامارات اصلا فرج البحسني بيان يعلن تأييده لهادي قبل أن يصدر نفي باسم مصدر مسؤول في المحافظة .. خلال الأيام الماضية تلقى البحسني ضغوط من طرفي الصراع برزت بإخراج الانتقالي تظاهرات في المكلا للمطالبة بالكهرباء المتوفرة أصلا، على الاقل حالها افضل بكثير من عاصمة الانتقالي، أعقبها اتصال من رئيس الجمعية الوطنية للانتقالي يشدد فيها على ضرورة طرد الاحتلال وهو بذلك لا يعني الإمارات التي تتخذ من الريان قاعدة لها ولا السعودية التي تسيطر على الهضبة النفطية بحضرموت بل قوات هادي التي يكاد نشاطها محصورا في مواقع معينة بوادي حضرموت.

كان الموقف الواضح للساسة في حضرموت أن تظل المحافظة التي تشكل نسبة كبيرة من الدخل القومي لليمن  مستقلة وفي دولة خاصة بها، وقد برزت هذه المطالب ببيان للشخصيات السياسية والاجتماعي  وكذا بيان حلف القبائل الذي طالب المحافظ باتخاذ إجراءات من شأنها الحفاظ على ثروة المحافظة لأبنائها وقطع صلتها بمركزي عدن أو مأرب.

السيناريو ذاته يتكرر في المهرة. فرغم إعلان محافظها تأييده لهادي كما ورد في بيان تتحدث مصادر إعلامية عن صياغته من قبل مكتب هادي إلا أن مواقف قواها السياسية كان واضح بشأن الدعوة لتشكيل ادارة ذاتية في المحافظة بعيدا عن الوصاية الحضرمية أو حتى هادي والانتقالي.

ثمة محافظات في الجنوب لم تعلن موقفها بعد وابرزها الضالع وقبائل يافع اللتان تشكلان قوام الانتقالي وهو ما يجعل المجلس أمام وضع صعب ربما كان الدافع للبحث عن تأييد شمالي ، حيث طالب القيادي والصحفي في المجلس صلاح بن لغبر قوى شمالية لم يحددها  بإعلان موقف واضح من بيانه حتى يكون المجلس داعما لها في حربها في الشمال وتلك رسالة واضحة للذراع الإماراتي الآخر في الساحل الغربي طارق صالح والذي  تربطه علاقة بالانتقالي وشهد خلال الساعات الماضية انقسامات تجلت بتصريحات صغير بن عزيز رئيس اركان هادي الذي طالب كافة اليمنيين باتخاذ موقف تجاه “الانفصال” وإعلاميو طارق الذين شرعوا بتبرير خطوة الانتقالي.

اعلان  الانتقالي تولي الحكم في عدن  يجعله أمام مسؤولية كبيرة   على الصعيد الشعبي والسياسي، لكن ومنذ اللحظة الاولى تؤكد المعطيات فشله ليس على مستوى توفير الخدمات للمواطنين التواقين للخروج من عنق الأزمات بفعل انعدام الموارد والحصار الذي تفرضه قوى الشرعية عليه،  بل حتى على المستوى السياسي فغياب التفاعل والتأييد تعكس تفرد المجلس الذي لطالما اتهم بالإقصاء ، بالتفرد بالقرار ونظرته العميقة للقوى الجنوبية كاتباع لا اكثر.

أحدث العناوين

تظاهرات حاشدة في إسبانيا دعماً لغزّة وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي

تظاهر الآلاف في العاصمة الإسبانية مدريد، تضامنا مع غزة ولمطالبة الدولة بقطع العلاقات مع كيان الاحتلال الاسرائيلي. متابعات-الخبر اليمني: ورفع المشاركون...

مقالات ذات صلة