مآثر الحوثيون في تعرية التحالف باليمن – تقرير

اخترنا لك

لا يختلف اثنان في اليمن، اليوم، بمن فيهم أتباع السعودية والإمارات،  على وسم تحالف الحرب على اليمن  بـ”الاحتلال” وقد كشر الأخير عن أنيابه وبدأ يعض الأطراف التي فتحت الأبواب له، لكن  ما دام وقد توحدت الرؤى بصحوة المغررين بعاصفة “اعادة هادي”  فهل تشهد اليمن تطور في علاقة ابنائها أم تظل الدعوات القادمة هذه المرة من مناطق سيطرة التحالف مجرد ردة فعل لا اكثر تجني قوى سياسية بعينها مكاسبها؟

خاص- الخبر اليمني:

في الحقيقة، لم تكن الصحوة في اليمن ضد مؤامرات التحالف الذي ينفذ اصلا اجندة دولية، وليدة اللحظة، فالحوثيون ومعهم قوى يمنية أخرى ،اطلقوا هذه الصرخة منذ اللحظات الأولى لشن الحرب على اليمن في مارس من العام 2015، ويخوضون حتى اليوم اعنف المعارك واكثرها شراسة في تاريخ الحروب المعاصرة في سبيل التصدي لمطامعه، غير أن ما يميز الدعوة  الاخيرة لطرد التحالف أو بدء الكفاح المسلح ضد قواته أنها تأتي هذه المرة من عمق المناطق التي هللت ذات يوما  لسلمان وبن زايد، ورفعت صورهما كرموز تحرير في مبالغة لم تحسب عواقبها..

في تعز يتكرر مشهد رفع صور ملوك السعودية وأمراء الإمارات مجددا، لكن هذه المرة للمطالبة بمحاكمتهم بجرائم حرب وملاحقتهم دوليا بما ارتكبوه على مدى أكثر من نصف عقد من الحرب والحصار.. المشهد ذاته يتكرر في عدن وقد خرج المئات في تظاهرات مسائية رغم تشديد التحالف قبضته على المدينة، وهذه التظاهرات هي امتداد لفعاليات شهدتها المدينتين اللتين ظل التحالف بحربه يستند إلى مظلوميتهما ويعزز جبهاته بمخزونهما البشري،  وتلك الفعاليات اصبحت اليوم  تدشن في كافة ربوع اليمن من شماله حتى جنوبه ومن شرقه حتى غربه بتفاوت بين الكلمة والفعل.

فبينما تواصل صنعاء دك العمق السعودي والتنكيل بقواته في جبهات الحدود، بدأت بؤر انتفاضة تتشكل في الساحل الغربي ضد اتباع الإمارات لتمتد إلى سقطرى  والمهرة  وحضرموت وشبوة  وبقية المحافظة راسمة لوحة  من التلاحم الوطني في سبيل الدفاع عن وطن أراد التحالف تمزيقه مذهبيا ومناطقيا بغية الانقضاض عليه، وهاهو التحالف اليوم بإسقاطه سقطرى والمهرة ومساعيه لإسقاط حضرموت وشبوة  ينفذ ما كانت قيادات في صنعاء تحذر منه، فهل يكون هذا كافي لطرد التحالف؟

بغض النظر عن المزاج الشعبي في مناطق التحالف والذي أصبح أكثر يقينا من أن التحالف ليس اكثر من مجرد “احتلال اخر” في ظل فتكه بالناس في تلك المناطق سواء عبر إشعال حروب داخلية   أو الحصار وإرهاقهم اقتصاديا عبر التلاعب بالعملة، تظل فاعلية هذه الصيحات مرهونة  بالحامل السياسي، فصنعاء حصنت جبهتها الداخلية وتبدو هي الاكثر فاعلية الآن خلافا لقوى كالإصلاح الذي يحتجز قياداته في الرياض وباعتراف عضو مجلس شورى الحزب، توكل كرمان، والمؤتمر مرهون اصلا للإمارات التي تمسك بزمام رقبة عددا من قياداته، ولا سبيل  لهذه الأصوات التي تنادي بتحرير اليمن  سواء بالبحث عن عوامل قادرة على تركيع التحالف وإخضاعه لا أن تظل عصا بيده..

ربما تكون قيادات المقاومة الجديدة في المهرة السباقة في انتهاز الفرصة للبحث عن حامل قوي وقد دعا شيوخها للالتفاف حول صنعاء، ولم تغلق الاخيرة أبوابها مع أن التحالف قد وصل بالفوضى إلى تلك المناطق التي ظل يحتمي بها للتمويه على جرائمه بحق شعبها.

ربما القيادات القبلية و لجنة الاعتصام وبقية القوى التواقة للتحرر في المهرة  تدرك أكثر من غيرها ضعف قوى ما تسمى بـ”الشرعية” وغياب المشروع لدى قوى فيها باتت تتعلق اليوم بقشة تركيا مثلا في محاولة لجر اليمن نحو منزلق اخر، لكن حتى الدعوات الاخيرة لطرد التحالف  أو  الانخراط في الكفاح ضده  سواء تحت هذه القيادة أو تلك  تظل ذات اهمية في قاموس الدفاع عن الوطن على أن تترك خلافات الرأي والسلطة  للحوارات السياسية بين اليمنيين كما يؤكد القادة في صنعاء ويتفق معهم الكثيرين  في الداخل اليمني وخارجه.

 

أحدث العناوين

مقالات ذات صلة