هل تنجح مناورات محسن في اليمن بإعادته إلى السلطة ؟ – تقرير

اخترنا لك

يعود الجنرال العجوز، علي محسن، مجددا للواجهة وقد طوق التحالف آخر معاقله في الرياض بتقسيم تركته ، كنائب للرئيس ومتحكم بالحكومة ، مناصفة بين الشمال والجنوب،  لكن التحركات على الأرض تشير إلى أنه  ليس مستعد بعد للخاتمة المخزية  بعد أكثر من نصف قرن في السلطة والخدمة المنقطعة النظير في بلاط   صاحبة الجلالة “المملكة”، فما هي خياراته؟

خاص- الخبر اليمني:

كان علي محسن كغيره من قيادات “الشرعية” قد غاب مؤخرا عن الظهور بفعل  الحظر السعودي. عزل عن الظهور الإعلامي أو حتى اصدار القرارات داخل أروقة دولته في الفندق.. ولم يذكر متى كان اخر ظهور له.

ربما كان ذلك بفعل الانتكاسات الاخيرة التي منيت بها سلطته باسم “الشرعية” شمالا وجنوبا  أو ربما ناتج عن تمهيد سعودي للإطاحة به.. على العموم لا يبدو محسن من النوع الذي يخجل وهو الذي ترك اقوى ألويته في صنعاء وخرج  بعقد على السفير السعودي الذي أمعن بإهانته وهو يصفه بـ”الزوجة الثانية ” وقد البسه كما تتحدث التقارير بالطو وبرقع، لكن يبدو الخيار الاخير الانسب وقد قصص التحالف أجنحته ولم يتبقى له ما يساعده على الطيران.

التحالف قرر الاطاحة بمحسن، وهذه ليست تحليلات فقط تستند إلى أكثر من نصف عقد من التدمير الممنهج والاستنزاف اليومي لقواته شمالا وجنوبا،  بل هذه المرة يأتي التأكيد  من اروقة وكواليس المفاوضات  التي ترعاها السعودية بين “الشرعية” والانتقالي، وقد أقر التحالف إنهاء هيمنته على “الحكومة” بفرض مرشح التحالف معين عبدالملك كرئيس لها وزاد على ذلك وضع منصب علي محسن ذاته في مزاد المناصفة بين الشمال والجنوب حيث تشير المعلومات الأولية إلى طرح سلطان العرادة كمرشح عن الشمال وأحمد عوض بن مبارك عن الجنوب، وهذه الطبخة  تعني منح محسن نصف منصب نظرا لعلاقة العرادة به ..

يدرك محسن بأنه الهدف من كل التحركات العسكرية والسياسية الاخيرة، بدءا من عدن عندما احرقت قواته على ابواب المدينة  في أغسطس الماضي وصولا إلى جزيرة سقطرى ومن ثم التحركات الحالية لخصومه في المهرة وحضرموت.. كان  التحالف قبل إسقاط محسن بالقوة ولو عبر “الانتقالي” وضع على علي محسن خطة عسكرية تقضي بسحب قواته من الجنوب وتحديد معاقل النفط في شبوة وحضرموت، وكانت تلك الخطة تقضي بتجميع ألويته في هذه المحافظات  ونقلها للقتال في مأرب.

كان حينها علي محسن يناور بجبهة نهم التي كانت قواته قد حققت تقدم محدود فيها وكذا الجوف المحاذية  للسعودية، وحتى التحالف كان يعرف حينها بان محسن يملك قوات جبارة في المحافظات الشرقية لذا كان من الصعب الدخول معه بمواجهة خصوصا في ظل ضعف الانتقالي وهذا وفق تصريح سابق للسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر والذي طالب الامارات بالتريث وهو يخبرها عن الوية محسن العشرة والاسلحة التي يحتفظ بها شرق البلاد.

اليوم تحاول السعودية الانقضاض على محسن وقد أصبح كسيح، وخالي من الاوراق، كما يتصور السعوديين، لكن ربما لم يعرف هؤلاء بأنه يعد لقلب الطاولة على التحالف.  لدى محسن العديد من الأوراق حاليا، كتفجير الوضع جنوب اليمن وقد اسند مهام قياداتها في أبين لصالح الجبواني المعروف بولائه لمحسن ويتلقى ايضا دعم من أطراف  مهد محسن نفسه الطريق إليها.. أضف إلى ذلك الفصائل التي يدين قادتها بالولاء له في تعز وقد تحركات صوب معاقل الإمارات في الريف الجنوبي الغربي، لكن الورقة التي قد تبدو قاصمة  ومرعبة للسعودية  هو تسليم مأرب لقوات صنعاء.

الارق السعودي من سقوط مأرب بيد صنعاء يبرز في كل مرة تحرك فيها  أسراب الطائرات لقصف صنعاء ومحيطها ردا على أي تقدم لقوات صنعاء في المحافظة النفطية والأهم في الحرب على اليمن. لا تريد السعودية ذهاب مأرب لصنعاء لأنها تدرك بأن تسلم صنعاء لهذه المحافظة يعني إنهاء حقبة الهيمنة السعودية على مقدرات البلاد. يتجلى  ذلك في اخر وثيقة وقعتها السعودية مع علي محسن  بشأن المثلث  الأسود، وكان واضحا بان محسن سرب الوثيقة ردا على  ضغوط السعودية لإقالته وربما يكون التسريب سبب اخر للسعودية لإسقاط ابرز قلاعها في اليمن.

لدى السعودية أجندة منذ القدم في هذا البلد الجار الذي تحرص على ابقائه في دائرة الفقر مع انه يمتلك مخزون غير محدود من النفط والغاز، وقد حافظت على إبقاء مناطقه الثرية بالنفط والغاز تحت أنظارها ومنع جميع الأنظمة السابقة من التصرف فيها وحتى اشترت ما تم استخراجه من قبل شركات بريطانية وامريكية  ليس فقط لأنها  تسعى للاستحواذ على ها المخزون بل ايضا لمنع نهوض البلد الواقع عن أهم نقاط بحرية على خط الملاحة العالمي.

يدرك محسن حجم ما تشكله مأرب  من مفصل في الازمة الحالية، ومع أنه لم يعد يسيطر على الكثير فيها باستثناء المدينة واجزا من المديريات المحيطة بها، إلا أنه يحاول الآن المناورة بتسليمها  لقوات صنعاء، وهذه الخطوة وأن لم تكن بشكل مباشر إلا أنها تبرز من خلال استدعائه لـ”الحوثيين” سواء  بالانسحاب تدريجيا من جبهات القتال أو الإمعان  باستهداف القبائل كما حدث مع ال سبيعان في وادي عبيدة وهو يعرف بأنها ستكون القشة لدخول مأرب على غرار ما حدث لأسرة في عمران في 2014 وتسبب بتقدم الحوثيون هناك والسيطرة على المحافظة،    أو حتى بافتعاله أزمة الوقود  في المحافظة عبر نهب ما تبقى من مخزون  احتياطي وترك القبائل هناك تواجه مصيرها ..

 

أحدث العناوين

كلمة مرتقبة لقائد الأنصار عند الـ 4 عصرا

من المتوقع أن يطلّ قائد حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي في كلمة عصر اليوم الخميس يتطرق من خلالها لآخر...

مقالات ذات صلة