ترتيبات لخوض اخر معارك “الشرعية” في اليمن – تقرير

اخترنا لك

من مأرب في الشرق  وحتى الساحل الغربي مرورا بالجنوب، تنهمك القوى اليمنية، المنخرطة في صفوف التحالف السعودي- الإماراتي بترتيب اوراقها عسكريا وسياسيا ، وقد دنت لحظة تقاسم تركة “الشرعية” لكن الخطر الأكبر أن يدفع اللهث وراء المكاسب نحو جولة صراع جديدة قد لا تتوقف عند حدود منطقة بعينها.

خاص- الخبر اليمني:

في مأرب، رغم اقتراب  قوات صنعاء من تحرير اخر مناطق “هادي” لا يزال الصراع يستعر بين الخصمان التقليديان ، جناح الإمارات في المؤتمر بقيادة صغير بن عزيز  والاصلاح المدعوم من تركيا، وهذا الصراع  ليس وليد اللحظة بل يمتد إلى اعوام سابقة  عندما غرس التحالف  بن عزيز  خنجرا في خاصرة الاصلاح  واهم معاقله..

نجح بن عزيز حتى الآن من تقليص مساحة نفوذ الإصلاح انطلاقا من نهم والجوف وصولا إلى مأرب حيث يواصل اجتثاث الاصلاح من المؤسسة العسكرية التابعة لهادي .

فعليا  انتهى ال‘صلاح شمالا مع قرب سقوط مأرب، لكن رغم جسارة الخسارة التي تسبب بها بن عزيز إلا أن الاصلاح استطاع الانتقام  في البيضاء بالقضاء على أي بؤر لبن عزيز  .

ربما لا يطمح بن عزيز لمكاسب في ظل تقدم قوات صنعاء أكثر من محاولاته  الانتقام وتفكيك شبكة الاصلاح خدمة لأجندة اماراتية قد تنعكس  ايجابا على حزبه جنوبا وغربا..

يتجلى هذا الأمر بوضوح جنوبا، حيث يقاتل طارق صالح في صفوف الانتقالي بابين،  وسط أنباء تتحدث عن طرح الانتقالي اسم طارق صالح، قائد فصائل المؤتمر، كوزير  للدفاع في الحكومة الجديدة.

خلافا للمؤتمر الذي يتشبث بقشة الانتقالي، وتحاول الإمارات نفخ  الروح فيه  من جديد، لا يزال الإصلاح  قادرا على المناورة .. عسكريا  يتحرك في شبوة بموازاة  التحركات في تعز  والهدف كما يقول الخبير الاماراتي خلفان الكعبي تحرير المحافظات الجنوبية والساحل الغربي أي توجيه ضربتين للإمارات بحجر واحد.

يستند الكعبي إلى معسكرات استحدثها الإصلاح  في شبوة والريف الجنوبي الغربي وجميع من نزلوا فيها تلقوا تدريبات  أشرف عليها خبراء أتراك ومن العناصر الأكثر ايدلوجية والتواقة للإنتقام من الإمارات وأن كان ذلك خدمة لأجندة تركية – قطرية وقد خصصت الاخيرة، كما تتحدث التقارير الاعلامية، ملياري دولار كموازنة للنيل من الامارات التي تقول قناة الجزيرة انها اجهضت مؤخرا اتفاق رعاه الرئيس الامريكي لفك الحصار عن قطر.

قد تكون استراتيجية الإصلاح حاليا كحليفه القديم المؤتمر  ذات أبعاد دولية تتمثل بالصراع بالوكالة وهذا إلى حد ما تؤكده التحركات الأخيرة، لكن رغم ذلك لم تفارق اعين هؤلاء  السلطة ، وكل المؤشرات تؤكد بأن الطرفان يريد كلا منهما كسر  الأذرع الخارجية للآخر بغية التفرد به داخليا..

وبعيدا عن الاصلاح والمؤتمر، أذناب السلطة بماضيها وحاضرها، برزت قوى جديدة على السطح وخارج منظومة الصراع الإقليمي والدولي ، تبحث عن موطئ قدم في السلطة وأولها تهامة بقواتها العسكرية التي تمردت على محاولات اللصق الإماراتية وتخوض منفردة صراعا للبقاء.

هذه القوى صعدت على الرأض خلال الايام الماضية وتحديدا في الخوخة بينما تداعت قبائلها للمطالبة بحصة في الحكومة الجديدة، لكن لا يبدو أن لها مفردة في قاموس “الشرعية” التي سارعت قواها  كجناح المؤتمر  بقيادة سلطان البركاني لاستقطابها تحت ابطها لتعزيز مكاسبها في الحكومة الجديدة، ومثلها العمالقة القوى التائهة في بحر الولاء للإمارات والسعودية وقد كشرت هذه القوة السلفية التي كانت الإمارات تريدها معطف اخر لطارق وطالبت هادي بوتيرة  الحكومة الجديدة ..

تتعدد القوى شرقا فيحضر الحراك وقواه التائهة  في  ظلمات استعادة الدولة، وقوى حضرموت المطالبة بإقليم خاض والمهرة و سقطرى، وجميعها بحسب مراقبين مجرد  قنابل موقوتة للانفجار وقد طرحت رؤيا مغايرة لما يتم تداوله في مفاوضات السعودية..

قد يكون المشهد العام جنوبا هادئ نوعا ما لكنه ليس أكثر من  هدوء تسبق العاصفة فكل المؤشرات على الأرض توحي بأن هذه المناطق التي لم تتعافى بعد من ويل 5 سنوات من الحرب والحصار في طريقها للانفجار الأكبر  في سياق تقاسم “الشرعية” تلك التي اتخذ التحالف منها يافطة  للحرب على اليمن وقد استهلكها مؤخرا بجني المكاسب شرقا وغربا تاركا  القوى المحلية تتصارع مع  المواطنين ممن تحيط بهم المجاعة بعد قطع الرواتب..

 

أحدث العناوين

كلمة مرتقبة لقائد الأنصار عند الـ 4 عصرا

من المتوقع أن يطلّ قائد حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي في كلمة عصر اليوم الخميس يتطرق من خلالها لآخر...

مقالات ذات صلة