أزمات تعصف بمناطق “الشرعية” – تقرير

اخترنا لك

في مشهد تراجيدي، تغرق المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف أو تلك التي يحكمها تحت يافطة  “الشرعية” في اليمن بالمزيد من الازمات، تاركا  سكانها يطاردون أشباح القوى المنبثقة عن “الشرعية” والتي تريد سلطة  بلا مسؤوليات فإلى متى؟

خاص- الخبر اليمني:

ربما قد يكون سكان عدن أو الكثير منهم لا يزالون يتذكرون وعود التحالف بتحويل المدينة العصرية إلى دبي أخرى،  كان ذلك قبل دخول عدن في العام 2015، وربما قد يكون الكثير منهم نسوا ذلك بفعل الأزمات المتراكمة، لكن المشهد البائس اليوم وبعد 6 سنوات  ، يشير بما لا يدع مجالا للشك أنه ما من  مخرب أتى ليبني، وأن التحالف يسير بالمدينة قرون إلى الوراء.

على مدى العقود  الـ5 الماضية، لم تعرف عدن انقطاع للمياه أو حتى ظهور للحمير كما هو الحال اليوم وقد تقدمت الحمير جموع متظاهرين في مدينة كريتر مع انقطاع المياه .. تكمن رمزية التظاهرة في كريتر في أنها في المدينة القديمة التي بنيت عدن الحديثة على أنقاضها، لكنها ليست الوحيدة التي تعاني من انقطاع للمياه منذ أيام فمديريات أخرى كالبريقة   شهدت ايضا تظاهرات مماثلة.. المشهد يتكرر في شبوة وحضرموت اللتان حضتا ببنية تحتية رمزية في الماضي وقد انهارات مع أنها لا تمثل نسبة 1% من عائدات  إنتاجها من النفط والغاز.

مشكلة المياه هي واحدة من أزمات كثيرة تعصف بالمحافظات الخاضعة للتحالف، فالكهرباء لا تزال العقبة الأكبر والمشكلة الأبرز  في عموم المحافظات الخاضعة لهادي، تليها الرواتب وارتفاع الأسعار وحتى اسعار الصرف، لكن الازمة الاكبر تكمن في الانهيار الاخلاقي مجتمعا مع تفشي المخدرات، وخطر الاخير يبدو أكبر نظرا لفداحة الجرائم التي بدأت تطفو للسطح كاغتصاب 3 مجندين في تعز لطفل لا يتعدى الثالثة من العمر وذبح شاب في عدن لعمته واثنتين من بناتها.

تتداخل الكثير من العوامل في هذه التوليفة  الخشنة  لاستهداف   مجتمعات كانت حتى وقت قريب توصف بالنخبة، فإلى جانب الفساد وصراع النفوذ داخل مكونات الشرعية، تحضر هناك مهمة التحالف القذرة في إغراق هذه المجتمعات بالفقر والفوضى وبما يمكنه من  التحكم بمستقبلها وتحويلها إلى غابة لنشر غايته، فالتحالف الذي يتلاعب بملف الخدمات  كأوراق ضغط على اتباعه لضبط ايقاع الولاء له ، استفاد من الفوضى وانهيار العملة وارتفاع الأسعار وما ترتب على ذلك من فقر ومجاعة فجند الشباب  لتنفيذ اجندة ضد بلادهم  في حين ترك الأطفال والنساء يواجهون وضع لا يقل   مأساوية عن وضع الشباب الذين يلقي بهم في غياهب المعارك دون أبسط الحقوق أو حتى تدريب.

ستظل الازمات تطوق اعناق اليمنيين في مناطق سيطرة التحالف حتى تنتهي الحرب، فالتحالف الذي ما يكاد يثري الصراعات شمالا وجنوبا دون استثناء لن يقبل باستقرار أو توفير ابسط الاحتياجات ليس لأنه لا يملك الموارد التي تنتجها مأرب وشبوة وحضرموت وحتى عدن وتعز وغيرها بل لأنه لن يهدأ له بال حتى يصل بهذا المجتمع إلى درجة من الفاقة،  ففي نهاية المطاف لا هدف للتحالف وداعميه الدوليين في الحرب على اليمن سوى  إغراق شعبه بمزيد من الصراعات والفقر وبما يسهل عملية تقسيم مناطقه جغرافيا ومذهبيا ومناطقيا خدمة لأجندة لم تعد خفية وقد برزت بسباق التحالف نفسه لتوطين قواته في مناطق حيوية واستراتيجية سواء على السواحل اليمنية أو في صحاريها العامرة بالموارد والثروات.

أحدث العناوين

انفجارات في مدينة أصفهان الإيرانية..ماذا تقول الأخبار الأولية

تحديث: فوكس نيوز: مصدر أمريكي يؤكد الضربة الإسرائيلية داخل إيران، ويقول إن الولايات المتحدة لم تكن متورطة، وكان هناك إخطار...

مقالات ذات صلة