شرعية هادي بين مأزق التطبيع وإقالة فهد بن تركي

اخترنا لك

بات واضحا للعلن أن السلام الذي يتخذ منه العالم شعار زور لم يكن سوى جزء يسير من مخططات لتمرير أهداف استراتيجية بحتة تخدم المصالح الأـمريكية الصهيونية  ويتم الترويج لها في كل زمان ومكان .
تلك المخططات كتبت وجهزت منذ عقود , ولكن اليوم تظهر تباعا كجزء للمخطط الذي أصبح إنكشاف تفاصيله أولوية
التحالفات الجديدة والعلنية مع العدو الصهيوني لم تكن مستغربة, لكن أن تخرج بكل هذه الوقاحة فهو المستغرب ليبدأ القطار مسيرته من الامارات وسيمر بالعديد من العواصم العربية .
هذه المتغيرات المفاجأة على الرغم من إحباط البعض منها كون الامل كان يحذو الكثير بوحدة عربية وتماسك هذه الأمة, الا انها في القالب الاخر تحمل إيجابية في أنها فضحت الوجه الحقيقي لتلك الدول المطبعة وعلى الاقل بتنا نعرف العدو الحقيقي من الصديق دون اقنعة ومن يحمل قضايا الامة وفي مقدمتها فلسطين ممن يبيعها بأبخس الاثمان .
في سياق ليس ببعيد وعلى طريق سكة قطار التطبيع فجأة تخرج السعودية بخبر اقالة الملك سلمان بن عبد العزيز عدد من الضباط في وزارة الدفاع واحالتهم الى التحقيق بتهم فساد وفي مقدمتهم فهد بن تركي قائد القوات المشتركة في التحالف الذي يقاد أمريكيا وبتنفيذ إماراتي سعودي على اليمن , في مشهد لا يختلف كثيرا عن حادثة اعتقال الأمراء في الفندق الشهير ريتز كارلتون والتي كانت في ظاهرها ضد الفساد إما باطنها فهي تسعى لتلميع محمد بن سلمان في إطار رؤيتة الاقتصادية للعام 2030, والدليل على ذلك ان تلك الاعتقالات خرجت بتسويات مالية قيمتها يزيد عن 20 مليار دولار أي بصفقة فساد اخرى .
اقالة فهد بن تركي الاخرى تحمل اهداف استراتيجية في نظرنا وهي كالتالي :
– يدرك الجميع أن السعودية فشلت وتفشل يوم بعد آخر في حربها على اليمن ولم يعد لديها وجه لتحفظ مائة وهي حقيقة دامغة , لم تعد تلتفت السعودية والإمارات كثيرا في مكان ما لحربها على اليمن فهي ليست سوى ورقة بأيدي قوى عالمية يتم استخدامها بين الحين والآخر .
لذلك اقالة فهد بن تركي وتعيين مطلق بن سالم الازيمع لن تغير شيء لأن النتيجة أصبحت محسومة لصالح اليمنيين لا محالة .
– اقالة قائد قوات التحالف قد تكون مقدمة لإقالة قيادات يمنية في حكومة هادي تحت نفس العنوان ( الفساد ) ولا نستبعد ان تخرج حكومة هادي في قادم الايام معلنة إقالة بعض الشخصيات الرئيسية (بأوامر ملكية سعودية ) في مسرحية الشرعية كعلى محسن الاحمر او حتى رئيس الحكومة  وهي بذلك تضرب عصفورين بحجر واحد … تستأثر نفوس اليمنيين المتحاملة على شرعية هادي وفي نفس الوقت تهيء أرضية خصبة لبعض القيادات التي تريد الإمارات والسعودية أن يتصدروا المشهد السياسي اليمني في قادم الايام وتحديدا تلك القيادات الجنوبية التي باركت التطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني أمثال هاني بن بريك وغيره في محاولة لضم الموقف اليمني وتحديدا الجنوبي الى هذا التحالف مع العدو الاسرائيلي وبتوصيف ادق اخراج هذا التحالف من السرية الى العلن .
– تحاول السعودية تحديدا إنقاذ نفسها من الفشل الذريع الذي حققته في اليمن واخراج هذا التحالف ومباركته وتحويله من السرية الى العلنية في جنوب اليمن تحديد هو القربان الذي تقدمة السعودية للأمريكي والصهيوني على حد سواء.
– الشارع الجنوبي بشكل خاص فوت على السعودية والامارات الفرصة وخرج ومازال يخرج في مسيرات واحتجاجات رفضا لكل أشكال التطبيع السرية منها والعلنية
الامارات والسعودية وحتى الامريكي والصهيوني لم يقرؤوا تاريخ اليمن جيدا ,لأنهم لو فعلوا لوجدوا فيه شعب ينبض قلبة بالوفاء والولاء للقضية الفلسطينية , اليمنيين رغم سنوات العدوان والحصار الذي يعيشونه منذ ست سنوات لم ينسوا الطفل محمد الدرة وضحايا غزة وحصار الخليل وجنين واستباحة الأقصى .
الغضب اليمني سيستمر ولن يقف عن حدود المحافظات الجنوبية بل كل شبر من ارض اليمن والسعودية والامارات يدخلان مجددا في مأزق جديد وقد تكون شرية هادي هي الضحية الكبرى هذه المرة.
والايام بيننا ,,,

اعلامية يمنية

 

نقلا عن صحيفة رأي اليوم

أحدث العناوين

أمريكا “الديمقراطية” تواجه المتظاهرين بالقناصة والمروحيات

أسقطت غزة ما تبقى من الشعارات الأمريكية حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والتي لطالما اتخذتها واشنطن ذريعة للتدخل في الشؤون...

مقالات ذات صلة