أرى ان تفعلوها !

اخترنا لك

منذ أن بدأت التباينات والخلافات بين الإمارات و هادي تطفوا على السطح حصلت العديد من الاضطرابات والمواجهات المسلحة بين القوات المحسوبة على هادي وحكومته والقوات التابعة لانتقالي الإمارات في عدن وابين وشبوة وسقطرى وغيرها وفي الوقت الذي بات فيه الموقف الإماراتي واضحا ومحدد المعالم كانت وما زالت السعودية تعيش حالة تخبط واضطراب في موقفها من هذه الصراعات ومن تلك الأطراف التي تدين جميعها بالولاء والطاعة لها.

تصريحات السعودية الرسمية وكذلك تناولات ابواقها ومنابرها الإعلامية ومغرديها المقربين من البلاط شهدت العديد من التناقضات وهو ما خلق حالة من عدم الرضى لدى شريحة واسعة من الموالين لهادي والإصلاح وحتى محل اعتراض لدى بعض مسؤلي حكومة الفنادق وان على استحياء مع التفاوت من مسؤل لآخر من جمهور المعترضين وان كانوا لا يتجاوزون عدد الأصابع .

سخرت الإمارات كل امكانياتها العسكرية والإعلامية وحتى السياسية بل والاقتصادية للعمل على أضعاف وانهاك هادي وحكومته وتصوير هادي والإصلاح على انهم شريك هزيل لا يفي بالتزاماته وغير جدير بما يقدمه التحالف من دعم وإسناد لوجستي وعسكري محاولة إقناع الرياض بأن لا صلاح لشرعية الفنادق التي جاءوا لاحتلال وتدمير اليمن تحت يافطة دعمها وارجاعها إلى صنعاء إلا بإبعاد الإصلاح عن المشهد والدفع بمحسوبين عليها وموالين لها اي للامارات إلى صدارة المشهد مع ضرورة الأزاحة التدريجية لهادي وكبار الرؤوس وكذلك حزب الإصلاح وإحلال شخصيات وكيانات تدعمها ابو ظبي بدلا عنهم .

عداء الإمارات لحزب الإصلاح الذي لطالما استماتت قياداته في محاولة إقناع الإمارات بأنهم خير مطيعين وخير شركاء وكذلك انكارهم المتكرر لأي صلة تربطهم بجماعة الإخوان المسلمين المحاربة من قبل ابو ظبي دون جدوى ، هذا العداء الإماراتي تجاه الإصلاح نعم خلط الأوراق ، نعم اسهم في خلق شرخ كبير داخل الكتلة الواحدة التي حاربت سويا من تحالف وأدوات داخلية لكنه لا ينم إطلاقا عن حسن نية او نوايا طيبة من ابو ظبي تجاه اليمن ولا يعتبر حتى تصحيح موقف او خطأ رغم تراجعها في الكثير من الجوانب المتعلقة بمشاركتها في العدوان على اليمن بحسب ما تعلنه واعلنته سابقا رغم عد ثقتنا في كل ما أُعلن من سحب قوات وكذلك إعلانها التحول من استراتيجية الحرب إلى داعمة لمسار السلام ، لكنها بالأصح حاولت وتحاول اتباع تكتيك جديد من شأنه اظفاء شيء من الغموض حول موقفها وتحركاتها ودعمها لادواتها في الساحل الغربي ومحافظات الجنوب عبر خطط بعيدة المدى مع تحين للفرص وانتظار ما ستنتج عنه المواجهات في الجبهات التي يهمها والتي ترغب في استمرار اشتعالها كجبهتي مأرب والجوف التي ترى الإمارات ان استمرار المواجهات فيها من أولويات مصلحتها ومصالح أدواتها.

ما ينبغي التعريج عليه أيضا هو انه وعلى الرغم من انفراد الامارت بالعديد من الخطوات كما أوضحنا سالفا إلا أنه لا يغيب التنسيق مع السعودية في العديد من الملفات منها المتعلقة بمصالحهما واطماعهما التوسعية وتقاسم السيطرة على محافظات جنوب الوطن وحتى ملفي هادي والإصلاح فليستا على خلاف كامل حولهما ولا ننسى عدم الرضى الكامل من قبل السعودية عن الإصلاح باعتباره بالنسبة لها فرع الإخوان المسلمين في اليمن والكل يعلم موقف السعودية من الإخوان ونظرتها اليهم .

اجمالاً غير خفي ومعلوم للجميع ان الامارت ما زالت مراهنة على أوراقها في اليمن وما زالت تقدم كل الدعم لادواتها خصوصا في الساحل الغربي ولم تكف عن الأذى على الإطلاق وكذلك من المؤكد والجلي أن مما ما زالت الامارت ترمي إليه وتسعى إلى تحقيقه هو الوصول إلى يمن يقوده السفير المدلل احمد علي عبدالله صالح الذي لم يكون ابعاده عن ميادين الصراع بشكل مباشر إلا أحد الدلالات على وجود هذا المسعى لجعله آخر الأوراق وتقديمه كمنقذ في نهاية المطاف.

رغم أن هذا المخطط قديم وتم إفشال إسقاطه على المشهد اليمني في العام 2014 بعد دخول انصار الله صنعاء إلا أنه ما زال قائم وان اصبح الرهان عليه اشبه بملاحقة سراب.

مع كل ذلك ومع تقديرنا لحسابات قد لا نعلمها حالت دون إستهداف الإمارات بالقوة الصاروخية والطيران المسير خلال الفترات السابقة ومع تفهمنا لذلك إلا أنه وبناءاً على بعض ما ذكر أعلاه وكذلك وهو الأهم التصعيد الاخير لادواتها في الساحل الغربي نرى انه قد بات من الضروري وان بشكل تحذيري اذا كانت بعض الحسابات تقتضي ذلك اسماع بن زايد صوت الصاروخية والمسير في سماء ابو ظبي ومعانقة إحدى قواعدها العسكرية او اي من مواقعها الحيوية مع الاستعداد للمزيد حتى توقف الامارت تماديها الحاصل حاليا ولا يبدو من الحكمة في الوقت الحالي من وجهة نظري الانتظار وتأجيل عمل ذلك لأن ردع الامارت حاليا مهم جدا للكثير من الاعتبارات حتى وان كان يرى المعنيين في صنعاء ان الوضع في مختلف الجبهات ما زال مطمئن وان الأمور تحت السيطرة .. أرى أن تفعلوها

 

المقالات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن سياسة الموقع

أحدث العناوين

صنعاء| كيف كان المشهد في ميدان السبعين في أول مسيرة جماهيرية بعد رمضان

تحت الأمطار الغزيرة، خرجت مسيرات حاشدة في العاصمة صنعاء وعدة محافظات يمنية أخرى، تأكيدا لاستمرار الدعم اليمني للشعب الفلسطيني،...

مقالات ذات صلة