عزز إعلان المصالحة الخليجية بين قطر وخصومها في الإقليم ، الثلاثاء، الانقسامات داخل الشارع اليمني الذي فاقمت الحرب، التي تقودها السعودية منذ 6 سنوات وكانت قطر جزء منها في بدايتها، معانته على مدى أكثر من نصف عقد من الحرب والحصار، لكن الهاجس الأكبر يتركز حول تداعيات هذه المصالحة على مستقبل البلد الذي تحولت مناطقه الساحلية الممتدة لأكثر من 2500 كيلومتر إلى ساحة موجهة مفتوحة بالوكالة بين الفرقاء الخليجيين، فكيف نظر الشارع اليمني لهذه التطورات؟
خاص – الخبر اليمني:
بالنسبة للقادة في صنعاء، المكسب الوحيد من المصالحة يكمن في أنها عرت بأن الحرب والحصار والتدخل في شؤون الاخرين، كما يقول رئيس الوفد للمفاوضات محمد عبدالسلام، لم تعد مجدية في رسم علاقات الدول التي ينبغي أن تبنى على حسن الجوار والاحترام المتبادل، لكن بغض النظر عن موقف صنعاء من الأزمة الخليجية كونها لم تكن ذي علاقة بهذه الأطراف أصلا وكانت هدفا لها منذ الوهلة الأولى للحرب، يبدو المشهد في مناطق سيطرة التحالف جنوب وشرق وغرب البلاد ضبابيا تماما وقد نجحت هذه الدول بتقسيم المجتمع اليمني في تلك المناطق بين الدوحة وأبو ظبي، فانصار الإمارات بدو أكثر أستياء وهم بذلك يستندون لموقف ولاة أمرهم في أبوظبي ممثلين بمحمد بن زايد الذي قاطع قمة العلا للمصالحة، في حين بدأ اتباع قطر منقسمين بين مبتهج يرى في المصالحة انتصار لقطر ويعكس صمود 3 سنوات أمام الحصار الرباعي ، وآخرين يرون فيها أضرار بطموحاتهم بتسيد المشهد التي بنتها قطر بدعم غير مسبوق وعلى راسهم وزير النقل السابق في حكومة هادي صالح الجبواني والذي اكتفى بتغريدة كتب فيها “خذلنا من الجميع” مع أنه كان حتى وقت قريب يتوعد بتغيير المشهد في الجنوب بعد اقصائه من المشهد.
المشهد في اليمن قد لا يتغير كثيرا في ضوء المصالحة الخليجية، فالحرب لا تزال مستمرة وكذلك الحصار هذه بالنسبة للشمال أما الجنوب فربما تكون المصالحة أسوأ كابوس ينتظر الأهالي هناك، وقد أصبحت قطر رسميا جزء من لعبة الصراع الإقليمي الذي تقوده في اليمن وهو ما ينذر بمعارك نفوذ جديدة بينها وخصمها اللدود في أبو ظبي وهذا ما بات يقلق الكثير من المحللين في صفوف هادي وعلى رأسهم عبدالناصر المودع الذي أكد بأن للمصالحة تداعيات سلبية قد تلقي بظلالها على تقاسم النفوذ والمكاسب في اليمن.
