مالذي تشكله منطقة راس تنورة في حياة الاقتصاد السعودي ؟

اخترنا لك

خلال الساعات الماضية  برزت منطقة راس تنورة الواقعة في أقصى الشرق السعودي  والتي تعرضت لهجوم تبنته قوات صنعاء، كأهم اهتمامات وأولويات  الرأي العام العالمي ، مع أن هذه المنطقة الاستراتيجية لم تكن من قبل معروفة لدى الكثيرين نظرا لأهميتها في حياة المملكة، فمالذي تشكله هذه المنطقة الاستراتيجية وما تداعيات الهجوم عليها؟

خاص – الخبر اليمني:

راس تنورة عبارة عن شبه جزيرة  تحيط بها مياه الخليج العربي من ثلاث جهات، وهي مدينة يقطنها قرابة 60 الف نسمة  غالبيتهم يعملون في قطاعات النفط والتعدين، وتمتد مساحتها لنحو  290  كيلومتر مربع وتبعد عن مدينة الدمام شرق المملكة نحو 70 كيلومتر مربع.

في هذه المنطقة الاستراتيجية يتواجد مينائين لشحن النفط إلى مختلف دول العالم  ، وتقدر طاقة التصدير اليومية من هذه الموانئ بنحو 90% من انتاج المملكة اليومي من النفط، إلى جانب  أكبر مصفاة نفط في الشرق الأوسط تعمل على تكرير ما يقارب 550 ألف برميل من النفط يوميا، ناهيك عن محطة الكهرباء البخارية التي تعد الأكبر في المنطقة وتغذي  مصانع راس تنورة والمدينة الصناعية  في الجبيل والدمام والظهران  والخبر والقطيف، إضافة إلى  معمل تجزئة الغاز الطبيعي  والذي يغذي مصانع البتروكيماويات في المملكة.

تشكل هذه المنطقة، وفق بيان وزارة الدفاع السعودي ، عصب الاقتصاد السعودي، واستهدافها  من قبل قوات صنعاء يشكل تطورا دراماتيكي في  العمليات الدفاعية لقوات صنعاء التي دشنتها بداية العام 2018 تحت مسمى “مراحل توازن  الردع الاستراتيجي” والذي دخل بالهجوم الأخير مرحلته السادسة وفق ما اعلنه ناطق قوات صنعاء العميد يحي سريع.

حتى الآن  يعد  الهجوم على راس تنورة الأكبر من نوعه في الحرب التي تقودها السعودية منذ مارس من العام 2015، وهو يشكل انتصارا فعليا للحوثيين ليس فقط على مسار وصولهم إلى أهداف مهمة  وبعيدة المدى   بل أيضا في توقيته الذي يأتي قبل أيام على دخول الحرب على اليمن التي انطلقت في الخامس والعشرين من مارس  بهجوم واسع على اليمن وسط توقعات باجتياح العاصمة اليمنية خلال أسبوع ، عامها السابع وسط قلب صنعاء للمعادلة العسكرية لصالحها.

قد  لا يكون الهدف من استهداف راس تنورة ذات أبعاد تدميرية بقدر ما يهدف  لإيصال رسالة للسعودية بأن صنعاء التي تتعرض للحرب والحصار أصبحت قادرة على إيذاء المملكة مثلما فعلت الأخيرة باليمن على مدى أكثر من نصف عقد من الخراب والتدمير والتجويع وقد يحمل رسائل أيضا تتعلق  بأن لدى صنعاء العديد من الأهداف عكس السعودية التي لم تعد تملك خارطة اهداف في اليمن بعد تدميرها البنى التحتية وكافة المنشأة الخاصة والعامة.

وبغض النظر عن الرسائل التي يراد ايصالها سيكون عهد ما بعد استهداف راس تنورة ليس كما قبلها فالمؤشرات تؤكد بان السعودية التي  خارت قواها في العام 2019 عندما تعرضت منشأت لأرامكو في البقيق وهجرة خريص لهجمات مماثلة مع أن تلك المنشأت أقل أهمية من راس تنورة  ستركع هذه المرة باحثة عن الأمان وبدون ضمانات حتى.

أحدث العناوين

رصد شامل لآخر تطورات حرب الإبادة الجماعية في غزّة

دخلت الحرب التدميرية والإبادة الجماعية التي يشنها جيش الإحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، يومها الـ195 تواليًا، وسط...

مقالات ذات صلة