هل يغير الهجوم الأخير على السعودية مسار الحرب على اليمن؟

اخترنا لك

بتعرض منطقة راس تنورة الاستراتيجية في السعودية  لهجوم جوي تبنته قوات صنعاء، تكون الحرب على اليمن قد دخلت فعليا مرحلة جديدة، وفرضت قواعد مغايرة نقلت معها المعركة إلى عمق من كانوا بالأمس مهاجمين، فهل تشهد اليمن انفراجه قريبة وقد تغيرت موازين القوى في المنطقة لصالحها أم أن القمر السعودي سيأخذ المملكة إلى مدى أبعد؟

خاص – الخبر اليمني:

استهداف تنورة ، لم يكن الوحيد مع أنه الأهم، وكان في سياق أهداف عدة  في جيزان وعسير  طالتها قوات صنعاء، وفق المتحدث باسم قواتها العميد يحي سريع، بسرب من الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية ضمن عملية اطلق عليها سريع “مرحلة توازن الردع الاستراتيجي السادسة”.

ما يهم في  المرحلة الجديدة  التي دشنتها قوات صنعاء توا هو أنها كشفت النقاب عن الكثير من الأوراق التي لا تزال تحتفظ بها عكس التحالف الذي استنفذ  أوراقه وقائمة أهدافه ولم يعد في جعبته سوى قصف المقصوف وتدمير المدمر أصلا.

في هذه المرحلة ركزت صنعاء في عمليتها على  تسيير قرابة 14 طائرة مسيرة و8 صواريخ بالستية وهذا يعكس حجم المخزون الاستراتيجي الوفير  لصنعاء  وتحديدا في  مجال القدرات الجوية هذا من ناحية، أما من ناحية أخرى فاختيار راس تنورة التي تبعد  عن اليمن مسافة  قرابة 1800 كيلومتر ، يشير إلى أن صنعاء  التي اختارت نفس الأسماء  للصواريخ والطائرات المسيرة  التي استخدمتها في العمليات السابقة سواء الرابعة أو الخامسة،  تمكنت خلال  الفترة  من تطوير  فاعلية الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة بحيث تطير لمسافات أبعد وتحقق أهدافها بدقة لا متناهية وهو ما يشير إلى أن صنعاء تتحفظ عن تعرفة المنظومة الجديدة  التي  استخدمت في العملية الأخيرة.

اختيار تنورة التي تعد الأهم في خارطة الاقتصاد السعودي وقد وصفتها الدفاع السعودية بأنه استهداف لعصب المملكة الاقتصادي، وبما تحضى بها المنطقة من حماية ، كان اختبار صعب للسعودية  والامريكيين والبريطانيين على حد سواء بعد نشرهم منظومات من أحدث التقنية لحماية تلك المنشآت الاستراتيجية، ومثلت هزيمة ساحقة لاسيما للولايات المتحدة التي ما تنفك تتحدث عن التزامها بحماية السعودية وهي رسالة واضحة بأن ما من أحد قادر على حماية السعودية من غضب صنعاء، وباستهداف تنورة، بغض النظر عن حجم الأضرار، تكون الرسالة واضحة  وقد أصبحت المملكة ومنشاتها الاستراتيجية تحت رحمة الهجمات الجوية لصنعاء وهو ما يلقي الكرة في ملعب صنعاء لتحديد شروط اية مفاوضات قادمة يدفع بها المجتمع الدولي لإنهاء الحرب على اليمن وتحاول اطراف إقليمية ودولية  تحقيق مكاسب من خلاله لصالح ربان الحرب على اليمن.

ما كان لافتا في هجوم صنعاء الأخير، أنه جاء بعد ساعات قليلة فقط على إعلان التحالف عملية جوية استهدف خلالها العاصمة صنعاء ومدن يمنية أخرى وهو ما يشير إلى أن صنعاء التي سبق وأن وجهت تحذيرات للتحالف من مغبة أي استهداف للمواطنين في اليمن  جاهزة ومستعدة للرد السريع وبأقوى الهجمات ما يجعل التحالف يفكر مليئا قبل محاولة ارسال طائراته لاستهداف المدنيين مجددا في صنعاء.

على كلٍ، حتى الآن يبدو أن السعودية التي طرقت خلال الساعات الماضية باب الوساطات الإقليمية فهمت الدرس وتبحث عن مخرج مع وصول وزير خارجيتها إلى قطر  والاتصالات التي تتحدث أنباء عن اجرائها من قبل المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، والمتواجد حاليا في الرياض،  لكن ذلك لا يعني أنها تتجه قريبا لوقف حربها الدامية، مع أن الهجوم الأخير عرّاها محليا بكشف كذبة الدفاعات الجوية ودوليا بعدم حصولها على تعاطف سوى ممن تصفهم بخصومها كإيران وبقية المنخرطين في حضيرة الحرب التي تقودها في المنطقة وهو ما يجعل السعودية أمام اختبار صعب أسهله وقف الحرب وإنهاء الحصار والدخول في مفاوضات تقوم على حسن الجوار والاحترام المتبادل كما يعرضه المسؤولين في صنعاء أو حتى المراقبين والوسطاء الدوليين.

أحدث العناوين

انفجارات في مدينة أصفهان الإيرانية..ماذا تقول الأخبار الأولية

تحديث: فوكس نيوز: مصدر أمريكي يؤكد الضربة الإسرائيلية داخل إيران، ويقول إن الولايات المتحدة لم تكن متورطة، وكان هناك إخطار...

مقالات ذات صلة