محاولة سعودية لاستثمار الخلافات التركية – الإيرانية لتعزيز كفتها في الحرب على اليمن

اخترنا لك

بدأت السعودية ، الاثنين، خطوات للتقارب مع تركيا في محاولة لجر الأخيرة  إلى مستنقع الحرب على اليمن  على الرغم من الخلافات المتشعبة بين قطبي العالم السني ، فهل تتمكن من استثمار الخلافات بين  تركيا وايران بشأن العراق لصالحها؟

خاص – الخبر اليمني:

المتحدث باسم الرئاسة التركية، وفق ما نقلت عنه قناة الجزيرة، قال إن بلاده تستعد لإعادة العلاقات مع مصر ودول خليجية في إشارة إلى السعودية.

يأتي ذلك عقب يوم على جلسة طارئة  عقدها البرلمان التركي  لمناقشة تداعيات  المقاطعة الشعبية في السعودية للمنتجات التركية، وقد بدا وزير الخارجية التركي داود تشاوش اوغلوا مرتاح خلال عملية الاستجواب وهو يتحدث عن إمكانية حل الخلافات مع المسؤولين السعوديين ببساطة   وعن لقاءات تطبيع العلاقات مع السعودية التي عقدها مع  نظيره السعودي على هامش اجتماعات دولية.

هذه التطورات جاءت في ظل صمت تركي عقب نشر الاستخبارات الامريكية تقرير  سري خاص بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي  داخل قنصلية بلاده في إسطنبول مع أن الأخيرة استثمرت الملف خلال الازمة الخليجية لتعزيز ورقة قطر في وجه  خصومها في المنطقة وهو ما يعكس نية الاتراك التقارب اكثر مع السعودية في ظل الوئام بين الدوحة والرياض وحالة الانسجام التي أعقبت قمة العلا.

فعليا يعد  حزب الإصلاح-  جناح الاخوان المسلمين في اليمن-  الرابط الأساسي بين تركيا وقطر والسعودية حاليا ، وهذا التحالف الذي تسعى السعودية  لتحقيقه يأتي لتحقيق هدف مشترك  يتعلق بمستقبل الحزب الذي ظل لعقود ذراع السعودية في اليمن ، على الأقل بإنقاذ معقله الأخير شمال اليمن وتحديدا مأرب، وقد تحدثت مصادر إعلامية عن تفاهم سعودي  مع الاتراك بشأن تدخل محدود لدعم العمليات السعودية لمنع سقوط مأرب  والانتشار في الحدود الجنوبية للسعودية والجوف، وتقول المصادر إن السعودية سمحت للأتراك بالتحرك بحرية على الرغم من حالة الحظر الذي فرضته عليهم على مدى السنوات الماضية.

على ارض الواضع ، عززت السعودية تحالفها بتركيا في وقت مبكر مع سماحها للأتراك بتزويد  فصائل الإصلاح في ابين بطائرات مسيرة ونجحت عبر ذلك من تغيير كفة الحرب لصالح اتباعها  في جماعة “الاخوان” ضد المقاتلين الانفصاليين المدعومين  اماراتيا، وقبل ذلك رفعت حالة الإقامة الجبرية التي فرضتها على  عددا من قيادات الحزب وسمحت للعديد منهم كعبدالمجيد الزنداني وعبدالوهاب الانسي للانتقال إلى إسطنبول، كما ان تركيا تشارك أساسا في الحرب الحالية في مأرب والجوف وقد أعلنت قوات صنعاء في وقت سابق هذا الأسبوع اسقاط طائرة تجسس تركية خلال تحليقها في سماء محافظة الجوف.

تعتقد السعودية إن دخول تركيا التي كانت جزء من تحالف الحرب على اليمن على خط المعركة  في هذا التوقيت  قد يكسبها زخم جديد  لالتقاط أنفاسها في الهزائم المتكررة منذ بدء الحرب قبل 6 سنوات،  والضغوط الدولية للدفع بحل سياسي  يحفظ ماء وجه الرياض، وأن الخلافات الأخيرة بين طهران وانقرة  بشان التوغل  التركي في العراق  قد يعزز نزعة الاتراك للدخول بحماسة على خط الحرب، لكن السعودية التي أصبحت  تدفع للاستغناء عن ابرز حلفائها في المنطقة ومن تكبدت خسائر كبيرة في العتاد والارواح خلال الحرب ، تخطئ مجددا فالأتراك اصبحوا يعرضون فاتورة ضخمة مقابل الدخول الرمزي فهم لا ينزرون لليمن الا من باب المكاسب  التي ستدفعها السعودية خلافا لبقية المناطق التي خاضوا فيها حرب بذات ابعاد تتعلق بالامن القومي، وقد برزت تلك  بما كشفته تقارير إعلامية عن وضع الاتراك شروط تتعلق بالسماح لهم بالتواجد عسكريا في الساحل الغربي والجنوبي لليمن  قبل كل شيء.

وهذه الخطوة التي بدأت ملامحها تتشكل  بتوغل فصائل حزب الإصلاح في تعز باتجاه معاقل الفصائل الموالية للإمارات في المخا بقيادة طارق صالح وخيارات حميد الأحمر الأخيرة والتي تعكس حصوله على ضوء سعودي للانتقام من خصومه في عائلة صالح ، قد تثير الامارات وتدفع  الحليفتين إلى مواجهة مباشرة  قد تدفع السعودية ثمنها ولطالما طمحت لها تركيا  التواقة لقيادة العالم السني بدلا عن السعودية.

 

أحدث العناوين

كلمة مرتقبة لقائد الأنصار عند الـ 4 عصرا

من المتوقع أن يطلّ قائد حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي في كلمة عصر اليوم الخميس يتطرق من خلالها لآخر...

مقالات ذات صلة