هل حمل مقتل الحاضري رسالة لعلي محسن؟

اخترنا لك

أثار مقتل عبدالله الحاضري، رئيس النيابة العسكرية في قوات هادي، الأحد، جدل واسع في صفوف الناشطين حول من يقف وراء العملية والهدف وتداعياتها.

خاص   – الخبر اليمني:

والحاضري أعلن مقتله رسميا في مأرب في وقت سابق السبت، واكتفت وسائل إعلام الإصلاح بالحديث عن أن مقتله تم في جبهات القتال متجاهلة وضعه الصحي وكبر سنه اللذان لا يؤهلانه للمشاركة في جبهات القتال.

ومع أن الحاضري واحد من عشرات القادة، ذات الايدلوجية الاخوانية بحكم تربيته الدينية الممتدة لثمانينات القرن الماضي عندما بدأ الإصلاح تجنيد المقاتلين لصالح القاعدة في أفغانستان والتي شارك فيها الحاضري وشقيقه سيف الذي يعمل المسؤول الإعلامي لعلي محسن، إلا أن مهنته كنائب عام عسكري وتوقيت مقتله اثارت شكوك داخل الإصلاح ذاته الذي بات يرى وجود مخطط لتصفية قيادات الصف الأول في قواته بغية اضعافه.

وبغض النظر عن بقية القادة العسكريين المواليين للإصلاح  الذين لا تزال ملابسات مقتلهم غامضة واخرهم سيف الشدادي الذي شكلت لجنة للتحقيق في مقتله بعد تسجيل حالته كمتوفي بكورونا، ناهيك عن رتبه في قيادة وحدات عسكرية، تحمل حادثة مقتل الحاضري  أبعاد عدة أبرزها من حيث التوقيت  حيث يتزامن استهدافه مع تسريب وسائل إعلام الإصلاح انباء عن عودة علي محسن إلى مأرب  فهل كانت رسالة لمحسن بأن مصيره الموت واذا كانت كذلك فمن يقف ورائها؟

وفقا لخارطة التطورات الأخيرة في مأرب، تشير المعطيات إلى أن قتل الذارع الأيمن لمحسن هي بمثابة رسالة فعلية له، لكن وبعيدا عن رواية مقتله على أيدي قوات صنعاء والتي لم تخفي كما يقول البخيتي استهداف قيادات الصف الأول في قوات هادي بناء على معلومات من قيادات عسكرية متعاونة معها، ناهيك عن الدور الذي لعبه الحاضري في محاكماته الهزلية لقيادات صنعاء مؤخرا ، ثمة  رؤية تبدو قريبة للواقع واولها  المخاوف التي اثارتها وسائل اعلام الإصلاح من تداعيات عودة محسن إلى مأرب في هذا التوقيت الذي تكاد فيه المدينة توشك على السقوط بيد قوات صنعاء والأهم استباق السعودية رحلة محسن الأخيرة إلى مأرب  بتسريب وثائق عن  شرائه ولاءات ضباط سعوديين أو بالأحرى اختراق المؤسسة العسكرية السعودية ، ناهيك عن الخلافات المحتدمة بين الإصلاح والسعودية مؤخرا بشأن مأرب مع تمسك الإصلاح ببقاء ثروات المحافظة النفطية  تحت قبضة  زعمائه العسكريين والقبليين ورفضهم حتى مشاركة من هم أصلا جزء من “الشرعية” كالانتقالي وقوات طارق صالح إضافة إلى رفض الإصلاح سحب قواته من المحافظات الجنوبية والشرقية جميعها أبقت السعودية التي أعلنت مؤخرا مبادرة للحل في اليمن معلقة بين الاستنزاف العسكري في مأرب بعمليات باهضه التكاليف أو تجرع مرارة الهزيمة في ظل إعاقة الإصلاح مساعيها لإبرام اتفاق  يحفظ ماء وجهها في اليمن.

قد يكون  الحاضري قتل في الجبهات وهذا بحد ذاته يكشف حجم الاستنزاف لقوات الإصلاح في مأرب وهي رواية ضعيفة نظرا  لحجم القوات التي يحتفظ بها  في حضرموت وشبوة وابين والمهرة وحتى تعز مع أنها ليست مستبعدة، وقد يكون ضمن قائمة اهداف  خصوم الحزب الذين يعملون بلا كلل للحصول على موطئ قدم في مأرب ويضغطون بكل صقلهم العسكري والسياسي  لمشاركة الإصلاح  ثروة مأرب ،  لكن الرواية الأكثر  واقعية الأن إن السعودية تحاول إيصال رسائل علي محسن او على الأقل بإضعافه عبر استهداف حاشيته التي يرتكز عليها ويفرغ جيوب الرياض بها.

أحدث العناوين

شواهد على حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني

على مدى الستة أشهر الماضية من الحرب على قطاع غزة، تحولت المستشفيات والمدارس والطرقات إلى مقابر جماعية دفن فيها...

مقالات ذات صلة