الانتقالي ينعي مجلسه بعد 4 أعوام على تأسيسه

اخترنا لك

أخيرا أطل عيدروس الزبيدي، رئيس الانتقالي الموالي للإمارات بكلمته التي خلت من كل شيء ذي مغزى باستثناء وعود  جديدة تلقاها من السعودية و لوح بها كعادته، متسببا بصدمة جديدة للشارع الجنوبي وتحديدا أنصاره الذين فشل في حشدهم بذكرى مولد  المجلس التي لم يتجاوز الرابعة بعد، فهل كان فعلا ضحية السعودية إم انه تعمد خفض السقف خشية ردة فعلها؟

خاص – الخبر اليمني:

كان الشارع الجنوبي يترقب خطاب قوي جدا وقد اكتوى بنيران الفقر والحصار الذي تفرضه السعودية عليه رغم أن مناطقه تحت قبضتها، وكان الكثير من الناشطين يتوقعون أن يعلن الانتقالي على الأقل ولو شفهيا “فك الارتباط” أو تدشين معركة شبوة وحضرموت خصوصا في هذا الوقت الذي يحشد فيه العالم لمفاوضات في اليمن يبدو الانتقالي الطرف الأضعف فيها، لكن ما تم وصف بالمثل العربي “تمخض الجبل فولد فارا”.

صحيح بأن الانتقالي رفع في بداية الأسبوع سقف طموح الجنوبيين التواقين لرؤية حلم “استعادة الدولة”  واقعا يتحقق، سواء بعودة الزبيدي إلى عدن ولو تهريب عبر المخا، بمعية قيادات أخرى من فصائل المجلس المحكوم عليها سعوديا بالنفي في الخارج أو تلك التي احتجزتها الامارات نكاية بالسعودية،  أو بدفع بناصر الخبجي الذي وقع اتفاق الرياض لرفع اكبر علم لدولة ما كان يعرف بـ”جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” داخل القصر الرئاسي بعدن  في تلميح بإجهاض الاتفاق المبرم برعاية سعودية، وجميعها مؤشرات اعادت  للجنوبيين  روح الولاء رغم  رفضهم الاحتشاد مجددا في ساحة الانتقالي بعدن مع أنه تم تخصيص ما يقارب 4 مليون دولار للغرض ذاته وفق  تقارير إعلامية،  وصحيح أيضا  أن المجلس كان يتطلع لهذا اليوم بلهفة على الأقل لتحسين شروطه ولو بالحصول على موطئ قدم في وفد مفاوضات هادي وكانت تحركاته على الأرض تشير إلى أنه قادم على خطوات على الأقل بالعودة للإدارة الذاتية التي سلبته السعودية، غير أن الصدمة الحقيقة والغير متوقعة أن يصل انبطاح الانتقالي إلى مرحلة تغيير توقيت كلمة الزبيدي  رغبة لطلب سعودي، فالكلمة التي كانت بمناسبة مرور 4 أعوام على تأسيس  الانتقالي او ما يعرف بـ”اعلان عدن” كان من المفترض ان تبث التاسعة مساء الثلاثاء بحسب اعلان وسائل اعلام الانتقالي لكنها لم تتم إلا فجرا أي بعد مرور الذكرى وكان الهدف افراغها الذكرى من محتواها عبر الإيحاء لانصار المجلس بعدم جدوى الرهان عليه ، اضف إلى ذلك مضمون  الكلمة في  خطب ود عودة حكومة هادي  التي طردها أصلا انصار الانتقالي من  عدن  مع  عرض الانتقالي ذاته توريد العائدات إلى البنك المركزي بعد أن خاض صراعا لمنع هادي من الاستحواذ عليها ودعوته السعودية للضغط على الشرعية لاستكمال تنفيذ اتفاق الرياض الذي عارضه هو في وقت سابق لتضمنه بنود تسلب المجلس عاصمته ..

هذه التوليفة الجديدة من سياسة الانتقالي، أحرجت الكثير من قياداته التي وعدت الجنوبيين بسقف مرفوع، وقد دفعت بعضهم  وعلى راسهم القيادي في المجلس والسفير اليمني السابق  للحديث عن ضغوط دولية وسعودية  كانت سبب في  إعادة صياغة خطاب الزبيدي الذي  تضمن اعلان لفك الارتباط كما يقول،  لكن حتى وأن صحت هذه الرواية مع أنها مؤكدة نظرا لعدم رغبة الامارات التي زار ولي عهدها محمد بن زايد الرياض  لإعادة تقويم العلاقة  بالتصعيد اكثر لما لها من نتائج عكسية ،   فهذا قد لا يكفي لإقناع من راهنوا على المجلس في تغير واقع جديد جنوب اليمن  كما انها تعزز صعف المجلس وانسلاخ شعبيته وتجعله فريسة سهلة لخصومه سواء في الداخل أو الخارج.

عموما لم يكن الانتقالي سيد قراره  منذ البداية ، فتأسيسه كان لغرض اماراتي  لمواجهة المساعي السعودية تقليص نفوذ ابوظبي المتنامي في هذه المنطقة الاستراتيجية والثرية بالنفط والغاز ، وحتى تصعيده أو خفض التصعيد هو وفقا لرغبات إماراتية تحاول فرض وقائع على السعودية التي تتوق الان لعودة الامارات إلى حلفائها على الأقل بتخفيف عبئ الهزيمة المرة التي تدنو من تجرعها في مارب،  وجميعها مؤشرات على أن المجلس  رغم شطحاته كعرض التفاوض على صنعاء  لا يزال اسير المصالح الإقليمية وبيدق  بيدها.

أحدث العناوين

انفجارات في مدينة أصفهان الإيرانية..ماذا تقول الأخبار الأولية

تحديث: فوكس نيوز: مصدر أمريكي يؤكد الضربة الإسرائيلية داخل إيران، ويقول إن الولايات المتحدة لم تكن متورطة، وكان هناك إخطار...

مقالات ذات صلة