عن مشاهير العرب ومواقفهم إزاء قضية فلسطين: النجومية بلا ضمير وطني، هي أسوأ قدوة للأجيال

اخترنا لك

أكرم عبدالفتاح:

من أهم أساليب التأثير النفسي والسلوكي التي تمارسها الرأسمالية على عقول وعواطف الشعوب  هي صناعة النجوم وتلميعهم كنماذج جديرة بالإعجاب والاقتداء، كي تستخدمهم في الترويج للسلع والأفكار والممارسات والتوجهات الثقافية والسياسية، بل وحتى لاستبدال المبادئ والقيم المجتمعية بقيم استهلاكية أو بقناعات ومعايير تطغى على قيم المجتمع الأصلية وتتنكر لقضاياه الوجودية بما يشتت أفراده بعيدا عن هويتهم وانتمائهم الوطني/ القومي. والأسوأ حين يتم توظيف النخب لاختلاق قضايا ثانوية و صراعات داخلية غايتها طمس معالم الصراع الحقيقي.

كجمهور عربي مؤمن بقضية فلسطين، يجدر بنا، أثناء الأحداث المصيرية على الأقل، استكشاف مواقف نجومنا الذين نعجب بهم وندعمهم، لمعرفة تموضعهم إزاء قضايانا الوطنية والقومية المصيرية.

أتحدث عن نخبة المجتمع من نجوم الفن والطرب، الرياضة، الأدب، الإعلام، “النضال” الحقوقي، الوعظ الديني، العمل الخيري… إلخ. وكل الوجوه المكرسة كشخصيات يتم تلميعها في وسائل الإعلام المسيطرة.

 

مثلا، ما موقف كل واحد منهم ودوره إزاء ما يجري في فلسطين الآن؟

هل أظهروا موقفا “عمليا” مؤثرا لدعم قضيتها ومظلومية أهلها تحت الاحتلال الاستيطاني  المشردين في المنافي؟

 

ليس المقصود هنا أن على هؤلاء إظهار التعاطف بكتابة “تغريدات” التأييد أو التبرع بالمال… فهذه هي حدود قدراتنا نحن كأفراد عاديين.

أما هم فالمفترض أن نرى منهم مساهمات تتناسب مع مزايا النجومية الإعلامية التي تتيح لهم التأثير الواسع في الآخرين. عبر اتخاذ مواقف عملية يوظفون فيها نجوميتهم وانتشارهم الإعلامي لصالح القضية، كمثل تنظيم حملات تبرع يشاركون في أنشطتها أيضا كواجهة دعائية، أو الترويج لمبادرات جماهيرية ضد التطبيع، ولمقاطعة بضائع الصهاينة وشركائهم بما في ذلك التواصل الشخصي مع كبار المستوردين لإحراجهم علنا. أو حتى بإقامة لقاءات مع الجمهور عبر البث المباشر كمنابر للتوعية و لمناقشة إمكانيات تفعيل الجهود الشعبية المختلفة لأجل فلسطين… إلخ.

 

ترى كم واحدا من نجومنا العرب قام بعمل حقيقي ملموس ومؤثر بهذا الصدد أو حتى حاول ذلك؟!

وهنا يبرز السؤال المرتبط بصوت الضمير ومصداقية الإنسان العربي:

هل يستحق هؤلاء النجوم أن نستمر في الإعجاب بهم ومتابعتهم ومنحهم القبول الجماهيري الذي يستثمرونه لجني الثروات من شركات الإعلانات، وليس لصالح قضايانا العادلة؟

بل أن بالبعض منهم يساهم أيضا في الترويج للتطبيع أو في حملات التضليل بمستوياته المتفاوتة لمصلحة المشاريع الصـهـيونـية، فهل من الصواب أن نستمر بمنحهم صفة القبول الشعبي والإعجاب الذي يكرسهم كقدوة لأجيالنا الناشئة؟

 

برأيي؛ أضعف الإيمان هو مقاطعة أعمال هؤلاء ومنتجاتهم وكل الوسائل الإعلامية التي يظهرون فيها، وذلك هو أقل ما يجب إن لم يكن من أجل فلسطين، فليكن لأجل حماية مجتمعاتنا من خطر اقتداء الصغار بهذه النماذج المفتقرة لأبسط مبادئ الأخلاق والإنسانية.

أحدث العناوين

قائد أنصار الله: آل سعود يزيحون الآيات القرآنية والأحاديث التي تغضب “إسرائيل” من المناهج

قال قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، السبت، إن السعودية قامت بتعديل مناهجها الدراسية بطريقة تقدم فيها "احترام...

مقالات ذات صلة