ما وراء تجاهل صنعاء والمجتمع الدولي لأنين السعودية؟

اخترنا لك

أخفقت السعودية، الأحد، بحشد تعاطف دولي على الرغم من تعرضها لأكبر هجوم جوي في تاريخ الحرب التي تقودها على اليمن منذ 7 سنوات وسط تجاهل صنعاء الحديث عنه مع أنه يعد انجاز تاريخي لقواتها الحديثة وقد يشكل منعطف جديد في ملف اليمن، فما أبعاد هذه المتغيرات؟

خاص – الخبر اليمني:

حتى الآن تشير المعطيات، إلى أن الهجوم الذي تعرضت له السعودية خلال الـ24 ساعة الماضية يفوق الـ30 طائرة  مسيرة، إذ ما أخذ في الاعتبار  الـ17 طائرة التي زعم التحالف اعتراضها في الأجواء اليمنية، والـ10 الطائرات التي تحدثت تقارير إعلامية عن انفجار 8 منها في معسكر تدريبي يتخذه التحالف  قاعدة عمليات متقدمة في منفذ الوديعة على الحدود  السعودية ، ناهيك عن المعلومات التي أوردها ناشطون سعوديون وتحدثت عن انفجارات هزت نجران والطائف.

هذا الكم الهائل من الطائرات المسيرة والهجمات المتقاربة من حيث الوقت والتي ظلت وسائل إعلام سعودية تتناقل أخبارها على مدار الساعة، تشير إلى تطور  جديد في الحرب على اليمن، تبدو صنعاء فيها الطرف الأقوى والأكثر استعداد لعمليات واسعة، فالهجمات الأخيرة قد لا تبدو ذات هدف تدميري بل لإيصال رسائل من نوع ما  في هذا التوقيت الذي يشهد فيه اليمن مخاض عسير سياسيا في محاولة لإنهاء المعانة  التي تسبب بها الحرب والحصار  وسط تعنت اطراف الحرب وتحديدا السعودية، وقد يكون الهجوم حقق هدفه في ضوء تقارير تحدثت عن رسائل دولية بشأن القبول برؤية صنعاء للحل في اليمن، لكن ما وراء تكتم صنعاء حتى اللحظة عن الهجوم ؟

ثمة عدة سناريوهات محتملة، أبرزها إن العملية العسكرية الجوية لصنعاء في العمق السعودي  لا تزال مستمرة، وأن ثمة أهداف استراتيجية يتم التحضير لضربها إذا  ما أخذ في الاعتبار تصريحات قائد القوات المركزية الامريكية كينث ماكينزي الأخيرة والتي توقع فيها ما وصفه بـ”حدث فظيع” ، ليتم الإعلان عن نتائج هذا العملية مرة واحدة  وهذا سيناريو محتمل إذا ما أخذ في الاعتبار عمليات مماثلة أعلن عنها بعد تحقيقها أهدافها كاملة، ومن ناحية أخرى قد تكون ثمة اتصالات سرية من نوع ما لعدم  الافصاح عن العملية التي تتحدث تقارير  دولية عن اصابتها لمواقع استراتيجية في السعودية لاسيما في ظل أنباء تتحدث عن رسائل دولية  جديدة بشان السلام، وأيا تكون  الأهداف التي كانت وراء عدم افصاح صنعاء على العملية تاركة السعودية  تغرق في انينها وهي التي سبق وانكرت هجمات على المدن اليمنية بذريعة تهيئة الأجواء للسلام، تؤكد المعطيات بأن السعودية بالفعل تعرضت لهجوم لم يسبق له مثيل وقد يشير  مسرح الأهداف في المناطق الجنوبية بأن مصدر الهجمات اليمن، وحتى ادعاء السعودية التصدي لـ17 طائرة مسيرة وصاروخ بالستي، ليس إلا من باب القمار مع الولايات المتحدة التي أعلنت قبل الهجوم بساعات  سحب المزيد من المنظومات الدفاعية في السعودية في خطوة وصفها المحلل العسكري السعودي سلمان العقيلي ضوء اخضر  لمن وصفهم بـ”الحوثيين” لمهاجمة السعودية، فالرياض تحاول بكل قوة الحفاظ على تماسك جبهتها الداخلية من ناحية ومن ناحية أخرى تحاول اثارة المخاوف الامريكية بشأن حصولها على منظومات دفاعية اكثر تطورا أو ابتزاز واشنطن ، غير أن الأهم في هذا التطور هو الموقف الدولي  تجاه صراخ السعودية الأخير، وباستثناء حاشية السعودية كالبحرين والامارات والكويت لم يصدر أي موقف دولي متعاطف مع السعودية كالعادة خلال سنوات الحرب الأولى وهو ما يشير إلى أن السعودية لم تخسر الحرب فقط بل خسرت حضورها على المستوى الدولي بما فيها الدول التي كانت ترقص على إيقاع صفقات الأسلحة وهو ما يضع السعودية وحيدة في مواجهة صنعاء وبمعنى أدق  مواجهة مستقبل مجهول.

أحدث العناوين

إصابة 5 مواطنيين جراء قصف شنّته قوى التحالف بتعز

شنّت قوى التحالف في محافظة تعز قصفاً استهدف مديرية مقبنة في محافظة تعز ما أدّى إلى إصابة مواطنين بجراح...

مقالات ذات صلة