على إيقاع انتصارات البيضاء، وجهت صنعاء في ايجاز متحدث قواتها العديد من الرسائل للداخل والخارج، مضمونها بأنه بعد 7 سنوات من الحرب والحصار لا يمكن للتحالف تغيير خارطة الواقع الجديد الذي رسمته صنعاء بالتفاف شعبي وقدرات عسكرية متطورة، وأن ما عجزت على تحقيقه 17 دولة انضمت في مارس من العام 2015 إلى تحالف السعودية والامارات لن يستطيع التحالف تحقيقه بتحريك الفصائل الموالية له.
خاص – الخبر اليمني:
بالنسبة لصنعاء، فإن حسم معركة الزاهر والصومعة بتعقيداتها الجغرافية والايدلوجية نظرا لسيطرة القاعدة وداعش منذ سنوات، وفي غضون 72 ساعة تطور جديد في سير المعارك التي يراد منها تشتيت جهود حسم معركة مأرب، يعكس حجم ما وصلت اليه قواتها من قدرات قتالية عالية، وهي مؤشر على استعداد هذه القوات لحسم معارك أكثر تعقيدا، وربما قد تكون مدخلا لمأرب هذا من ناحية، أم من ناحية أخرى فإن صنعاء تؤكد مجددا بأنها تعرف تحركات الفصائل الإرهابية ومموليها والأطراف التي تدفع بها وعلى راسها الولايات المتحدة التي تحاول من خلال تحريك هذه الفصائل الضغط على صنعاء باتجاه قبول بأجندتها سياسيا.
وبعيدا عن الإنجازات التي حققتها صنعاء في معركة البيضاء الأخيرة وتداعياتها على خصومها التواقين لرؤيتها منكسرة، تضمن ايجاز العميد يحي سريع العديد من الرسائل ابرزها داخلية سواء بالاشادة بدور أبناء البيضاء وقبائلها في منع هذه المحافظة كما اريد لها مرتع للجماعات الإرهابية، أو برسائل للقاعدة وداعش عبر الحديث عن رصد قوات صنعاء وتتبع تحركات هذه العناصر سواء في البيضاء أو مارب وغيرها، لكن الأهم هو تجديد العميد سريع التأكيد لمن وصفهم بـ”شرفاء اليمن الاوفياء” على استمرار القوات المسلحة في تادية واجبها الديني والأخلاقي حتى “وقف العدوان ورفع الحصار” والتوعد بمنع إبقاء البيضاء حاضنة للقاعدة وداعش.
كما تضمن رسائل للتحالف بأن خياراته العسكرية والاقتصادية والأمنية بعد 7 سنوات لم تعد مجدية في ظل الصمود والتحدي اليمني، وأن ما فشل تحالف 17 دولة من تحقيقه رغم امكانياتها لن تستطيع تحقيقه بتحريك ما وصفها بـ”الجماعات الإرهابية، والأهم هو التلميح بحصول صنعاء على وثائق تؤكد تورط دول التحالف بما فيهم الولايات المتحدة التي تزعم مكافحة الإرهاب، بدعم التنظيمات الإرهابية وهذه قد تحمل مؤشرات على أن صنعاء قد تلجأ مستقبلا لملاحقة دول التحالف بهذا الخصوص عالميا.
