ترتيبات إصلاحية لاعتزال العمل السياسي في اليمن

اخترنا لك

لأول مرة منذ تأسيس الجالية اليمنية في تركيا  في العام 2015، أي بعد أشهر على الحرب التي تقودها السعودية على اليمن،  يستحوذ الإصلاح – جناح الاخوان المسلمين في اليمن-  على   اهم مفاصلها بانتخابات  أرادها الحزب كسلم للسيطرة على هذه  الكتلة التي اصبح تكتظ بمئات الالاف اليمنيين ممن اجبرهم طواعية على الانتقال  إلى هناك، فهل يرتب الحزب لمرحلة ما  حقبته في اليمن؟

خاص – الخبر اليمني:

الإصلاح الذي ظل يزعم  رغبته بديمقراطية حقيقية في اليمن على مدى عقود من المعارضة او المشاركة في السلطة، كرس كل جهده للاستحواذ على الانتخابات التي أظهرت  رغبة جامحة للحزب بالسيطرة والنفوذ أكثر منها مسألة للتنافس الشريف، وقد اقصى العديد من المستقلين ممن أرادوا الانتخابات وفق القائمة الفردية التي تسمح لكل محدود الدخل المنافسة في وجه الة الحزب المالية والحزبية وسير الانتخابات وفق قائمته المغلقة  التي سمحت له بالتحكم بمجريات الانتخابات التي انتهت بالفعل مع اعلان لجنة الحزب المنظمة النتائج بفوز ساحق للتكتلات التي مولها حميد الأحمر، القيادي البارز في الحزب والذي خاض الانتخابات بنفسه على راس كم هائل من قيادات الحزب التي انتهى بها المطاف في إسطنبول تاركة عشرات الالاف المجندين من أبناء فقراء اليمن  كوقود لحربها العبثة  لخدمة اجندة إقليمية.

فعليا لم يكن شبق الأحمر للرئاسة وليد اللحظة فهو  يخوض منذ اكثر من عقد  حربا شعواء للوصول إلى كرسي الرئاسة ، وحتى جموح الحزب بتسلق الديمقراطية التي لا يعرف ابجدياتها  منذ خروجه من عباءة  التنظيم السري للإخوان، وفهمه القاصر لها ، لم يكن صادما بالنسبة لكثيرين راو بما دار في تركيا صورة أخرى لديمقراطية الحزب الهشة أو التي يتخذ منها غطاء لنشاطه السري او العلني، لكن مالم يدركه الكثيرين أن استماتة الإصلاح بالاستحواذ على الجالية اليمنية في تركيا لم يكن مبعثا  عن رغبة  في تجربة الديمقراطية مجددا، بل مسألة حياة  أو موت بالنسبة له وقد دنى مستقبله في اليمن على الانهيار مع اقتراب الحوثين من السيطرة على اخر معاقله شمال اليمن وتصعيد الامارات عبر ادواتها شرق وغرب البلاد، إضافة إلى الحديث في صنعاء عن توجهات لحظر  نشاط الحزب وربما قد يسرى  العمل بهذه الخطوة في مناطق “الشرعية” جنوب اليمن،  إضافة إلى التحركات السعودية لاستبداله بالد خصومه في نظام صالح.

ما يسعى الإصلاح لتحقيقه عبر انتخابات الجالية اليمنية في تركيا، رغم حالة المقاطعة الواسعة، ورضوخ البعض للمشاركة خشية الملاحقات الأمنية التي يتزعمها الإصلاح هناك وقد تسببت بمعانة للكثير من اليمنيين ممن غادروا السجون التركية بإصابات خطيرة جراء التعذيب، هو الحفاظ على مصالح قياداته التي نقلت كل أموالها إلى تركيا وضخت المليارات في سبيل الاستثمارات حتى بلغت اليمن  التي يدنوا شعبها من مجاعة وتعاني من إفلاس على قائمة أبرز الدول المستثمرة في المدن التركية، وهذا الهدف لم يكن جديد بالنسبة للإصلاح الذي جاهر القيادي فيه عبدالله صعتر ذات يوميا بطموح الحزب للحفاظ على مليون يمني واعدام بقية الـ30 مليونا حتى لا يأتي اليوم الذي يرى فيه هذا الشعب متحررا من عباءة التنظيم.. يدرك الإصلاح بان الوقت ليس في صالحه وقد استنفد  مقاتليه واستهلك إقليميا وتلاحق قياداته بعد نهبها لملايين الدولارات من عائدات الحرب التي  يمثل الحزب يافطتها، لذا كان كبار تجار الحرب على راس الانتخابات وابرزهم حميد الأحمر والحسن ابكر وقائمة طويلة من قيادات الحزب.

أيان تكون نتائج الانتخابات في تركيا  حيث يرى الإصلاح في الجالية اليمنية هناك ملك حصري لحميد الأحمر الذي سبق له وان نصب عليها صلاح باتيس رئيس فرع الحزب في حضرموت، فالمؤشرات تؤكد بان الحزب يتجه للابتعاد عن العمل السياسي مستقبلا وقد يعود للتنظيم السري في ظل المعطيات على اقصائه من المشهد ضمن خارطة تفكيك القوى التقليدية التي يقودها التحالف منذ بداية الحرب، خصوصا إذا ما تم ربط تشبث ا لاصلاح بانتخابات تركيا مع بدئه عملية ترتيب وضع قواعده شمال اليمن حيث يدفع لتقارب مع الحوثيين وفي تعز  مع طارق صالح.

أحدث العناوين

فصائل المقاومة الفلسطينية تواصل قصف مستوطنات الاحتلال

بثت قوات الشهيد عمر القاسم، اليوم الخميس، مشاهد من قصف مستوطنات غلاف غزة برشقات صاروخية من العيار الثقيل بالاشتراك...

مقالات ذات صلة