كلب الاستعمار المسعور

اخترنا لك

هيثم خزعل:
توأمة ميناء غوادر الباكستاني مع ميناء جابهار الإيراني، خط ترانزيت الإمارات إيران تركيا، تفعيل خط سكك حديد إسلام اباد طهران اسطنبول، وقبلها شراكة إيران الاستراتيجية مع الصين، واقتراح تفعيل ممر شمال_جنوب الرابط لطاقات شرق آسيا الإنتاجية بأوروبا… هذا بعض ما ينسج في شرق آسيا. هناك تحاك معالم العالم القادم قيد التشكل.
إلى جانب دورها المحوري كواسطة عقد في هذه المشروعات الضخمة بحكم الجغرافيا، تثبت إيران موقعها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب عبر حلفها مع اليمن وفي شواطئ المتوسط عبر حلفائها في سوريا ولبنان.
لا يوازي جغرافيا إيران أهمية في ما يحاك على صعيد جغرافيا العالم الاقتصادية إلا جغرافيا تركيا ومصر.
هذه الدول الثلاث الوازنة حاول الأميركي تهميشها عبر تلزيم المنطقة لقطيع من كلابه الجرباء.
حاول الأميركي ربط المنطقة بإسرائيل والخليج في تجاوز كاريكاتوري لحقائق التاريخ، ليعود اليوم ويسعى لتلزيم فرنسا وبريطانيا أدوارا في المنطقة.
تدرك إسرائيل المهددة عسكريا بأخطار تصفها بالوجودية أن العالم القادم الذي تحتل فيه إيران وتركيا موقعا أساسيا في ربط شرق آسيا بأوروبا لا مكان لها فيه، كما تدرك أنه إذا ما أرادت مصر أن تحوز موقعا في هذا العالم يوازي موقع تركيا وإيران عليها أن تقطع بشكل كلي مع كامب دايفد وتفرعاتها.
هذا مكمن القلق الإسرائيلي الفعلي.
يعيد التكاتف الغربي الأميركي في المنطقة تعريف إسرائيل كقاعدة عسكرية متقدمة للغرب ذات وظيفة ردعية وجيوسياسية. هذا الكيان الذي طبلت قياداته خلال الأسبوع الماضي لاحتمال قصفها مفاعلات إيران النووية، إنتهى أمر سلاح جوه بقصف حاويات ميناء اللاذقية متلطيا خلف طائرات عسكرية روسية.
إسرائيل الخائفة اليوم من التحولات الجارية في العالم تتصرف ككلب مسعور.

أحدث العناوين

America reveals the construction of the largest bomber base on the Yemeni side of the Indian Ocean

On Thursday, the US revealed the construction of the largest military base on the Yemeni side of the Indian...

مقالات ذات صلة