وجهت صنعاء ، الاثنين، رسالة جديدة للإمارات، حملت في مضامينها اهداف ابعد من الرد على التصعيد في اليمن، فما فحوى الرسالة؟
خاص – الخبر اليمني:
في اللحظة التي وطأت فيه اقدام الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، الأراضي الإماراتية، هزت الانفجارات ارجاء البلد، بدء من معرض اكسبو دبي الذي كان مكتظا واستطاع ناشطون من كسر الحظر الاماراتي على مقاطع التفجيرات ، عبر توثيق لحظة الانفجارات بداخله وصولا إلى الاعتراف الاماراتي بالعملية..
هذه التفجيرات كانت جزء من عملية واسعة نفذتها قوات صنعاء، واطلق عليها متحدث قواتها العميد يحي سريع في وقت سابق اليوم ، “عملية إعصار اليمن الثالثة” وقد استهدفت مواقع استراتيجية وحساسة في ابوظبي ودبي ، واعترفت الإمارات بجزء يسير منها في محاولة لتهدئة المقيمين والمواطنين فيها ممن أقضت الانفجارات مضاجعهم ، وهذا الاعتراف لا يقتصر على تصريحات وزارة الدفاع حول الصواريخ البالستية التي اطلقت من محافظة الجوف اليمينة بل تشمل أيضا تسريب مقاطع لانفجارات خاصة بصواريخ الباتريوت الامريكية ..
مع أن العملية تعد الثالثة في اقل من شهر، وهي المدة التي بدأت فيها الامارات تصعيد عسكري في اليمن سواء بتكثيف الغارات أو بتحريك فصائلها جنوبا، ، إلا أن الأخيرة حملت من حيث التوقيت اهداف ابعاد من الرد على التصعيد الإمارات خصوصا تزامنها مع وصول الرئيس الإسرائيلي وحالة الرعب والقلق الذي رافقت سلطات دولة الاحتلال وبرزت بصورة واسعة في وسائل اعلامها الرسمية التي لا تزال تتحدث عن مخاوف من مغادرة الرئيس لدولة الامارات خشية استهداف طائرته ، في حين تتحدث أخرى عن قضائه الليلة الأولى له داخل ملجأ في ابوظبي.
كانت الرسالة واضحة بالنسبة للإمارات وإسرائيل على حد سواء، وقد افرد متحدث قوات صنعاء في بيانه الأخير مساحة لإيضاحها بالتأكيد على أن الامارات لن تكون امنة ومستقرة مادام و “أدوات الاحتلال الإسرائيلي” موجودة في ابوظبي ودبي وهو بذلك يشير إلى العائلات الحاكمة هناك ممن تحاول تعزيز علاقتها مع تل ابيب منذ اعلان التطبيع العام الماضي .
هذه الرسالة تضع الإمارات بين خيارين لا ثالث لهما إما قطع علاقتها بتل ابيب، العدو الأبرز للأمة الإسلامية والعربية، أو مواجهة المزيد من الهجمات الجوية ، اضف إلى ذلك التأكيد على أن تل ابيب بكافة امكانياتها لن تحمي الامارات وقد عجزت عن تأمين رحلة رئيسها ، وفوق ذلك إن استمرار “العدوان” على اليمن من قبل الإمارات سينظر له على انه في إطار مواجهة “إسرائيل” وهو ما قد يفتح باب واسع للهجمات التي تهدد قوات صنعاء بتنفيذها خلال الفترة المقبلة.
