يتضور اليمن جوعا بينما الولايات المتحدة الأمريكية منهمكة بأكرانيا-ترجمة

اخترنا لك

تعهد بايدن بوقف دعم الحرب التي تقودها السعودية. بعد مرور عام، أصبحت الأزمة الإنسانية في اليمن أسوأ بكثير مما كانت عليه عندما كان ترامب رئيساً.

 شعيب المساوى-ذا انترسبت*-ترجمة الخبر اليمني:

تبلغ دولة من العمر 14 عامًا ولكن لها وجه امرأة عجوز. تبرز عظام وركها مثل أغصان الأشجار. على مدى السنوات الثلاث الماضية، جربت والدة دولة كل عيادة في محافظة ذمار وسط اليمن لعلاج سوء التغذية الحاد الشديد لدى ابنتها. حتى الطبيب المشعوذ هناك استسلم عندما رأى والدة دولة، فاكهة ناجي، تحمل الفتاة الهزيلة بين ذراعيها. طلب من السيدة فاكهة إعادتها مرة أخرى بمجرد تعافي ساقي دولة المتورمتين حتى يتمكن من تجربة سحره على هيكلها العظمي.

في الخريف الماضي، أصيبت دولة بقيء وإسهال شديد. أخيرًا، عند منتصف ليل 1 ديسمبر / كانون الأول، نقلتها السيدة فاكهة إلى مستشفى السبعين في صنعاء. في جناح سوء التغذية، تتلوى الفتاة الصغيرة على جانبها الأيمن مع ثني ركبتيها أثناء قيام الممرضات بتوصيلها إلى محاليل وريدية لحقن محلول معالجة الجفاف. في اللحظة التي خرجت فيها من الغيبوبة، تحركت ببطئ ونادت بصوت أجش وخافت: “أنا أتضور جوعاً”. كانت تزن 44 رطلاً، أي ما يعادل وزن طفل يبلغ من العمر 5 سنوات.

 

منذ عام 2015، تشن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بدعم من الولايات المتحدة، حربًا لا هوادة فيها ضد جارتها الفقيرة اليمن في محاولة لإعادة الحكومة الموالية للسعودية التي أطاحت بها انتفاضة شعبية. وأفسحت الاضطرابات المجال أمام ثورة مسلحة بقيادة الحوثيين الذين تتهمهم الرياض بأنهم جماعة تعمل بالوكالة عن إيران. لقد وصفت الأمم المتحدة اليمن بأنه أكبر كارثة إنسانية في العالم. ويقدر برنامج الغذاء العالمي أن نصف أطفال البلاد دون سن الخامسة، أي حوالي 2.3 مليون طفل، معرضون لخطر سوء التغذية الحاد، مع خطر وفاة 400000 إذا لم يتلقوا العلاج، وفقًا لمتحدث باسم المنظمة الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه حتى الأمم المتحدة تخشى عواقب انتقاد السعودية.

 

منذ عهد الرئيس باراك أوباما، قدمت الإدارات الأمريكية المتعاقبة دعمًا حاسمًا للسعودية لمواصلة حربها في اليمن. وعد جو بايدن بتغيير ذلك. وأثناء حملته الانتخابية، تعهد بوقف الصراع وإنهاء ما أسماه بــ”شيك دونالد ترامب على بياض لانتهاكات السعودية لحقوق الإنسان في الداخل والخارج”.

قال بايدن في أول خطاب له كرئيس: “يجب أن تنتهي هذه الحرب”، منوها إلى أن الصراع تسبب في “كارثة إنسانية واستراتيجية.” تعهد بوقف كل الدعم الأمريكي “للعمليات الهجومية” في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة. رحب التقدميون بالإعلان، ونالت الإدارة الجديدة وهج التغطية الصحفية الإيجابية. ومع ذلك، بعد أكثر من عام، أصبحت الأزمة الإنسانية في اليمن أسوأ بكثير مما كانت عليه عندما كان ترامب رئيساً.

 

في العام الماضي، شددت المملكة العربية السعودية من حصار الوقود المدمر الذي تستخدمه الرياض منذ فترة طويلة كتكتيك حرب. مع دخول بايدن البيت الأبيض، توقفت واردات الوقود التجاري إلى اليمن، مع عدم دخول الوقود إلى ميناء الحديدة اليمني لمدة 52 يومًا أمتدت من 28 يناير إلى 21 مارس 2021، وفقًا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وأشار التقرير إلى أن “هذا تطور مثير للقلق ، بالنظر إلى أن أكثر من نصف واردات اليمن التجارية من الوقود كانت تأتي عبر الحديدة في السنوات الأخيرة”، في إشارة إلى الميناء الذي تديره الحكومة التي يسيطر عليها الحوثيون والذي من خلاله تدخل ما نسبته 70 في المائة من واردات اليمن إلى البلاد. ووصفت الوكالة الإغلاق بأنه “سابقة لم نشهدها منذ بداية الصراع في عام 2015”.

 

في 4 فبراير 2021، عين بايدن تيم ليندركينغ مبعوثًا خاصًا إلى اليمن. بعد ذلك بوقت قصير، قام وزير الخارجية أنطوني بلينكين بإزالة الحوثيين من قائمة الإرهاب التي كان سلفه، مايك بومبيو، قد أصدرها في أيامه الأخيرة، والتي حذرت الأمم المتحدة والعديد من منظمات الإغاثة من أنها ستؤثر بشدة على ما يقرب من 24 مليون يمني يعيشون في المناطق الواقعة تحت سلطة الحوثيين. وأوضحت إدارة بايدن أن رفع التصنيف كان هدفه بشكل أساسي “تخفيف أو على الأقل عدم تفاقم معاناة المدنيين اليمنيين الذين يعيشون تحت سيطرة الحوثيين”.

 

بيد أن الأمور لم تؤل على ذلك النحو. في زيارة ميدانية لليمن في مارس من العام الماضي، دق المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي ناقوس الخطر، قائلاً إن الآثار الرهيبة لنقص الوقود تشمل انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في المستشفيات. وقال: “والآن، لمزيد من البؤس، يتعين على الأبرياء في اليمن التعامل مع حظر الوقود”. “شعب اليمن يستحق مساعدتنا. يجب رفع هذا الحصار كعمل إنساني. وإلا فسوف ينزلق ملايين أخرى إلى دوامة الأزمة “.

 

في وقت لاحق من ذلك الشهر، رفض الحوثيون اقتراح وقف إطلاق النار الجزئي الذي قدمته المملكة العربية السعودية، وطالبوا بدلاً من ذلك بوقف كامل للحصار والحملة الجوية.

 

لم تجلب الأشهر التي تلت أي انفراجة. ارتفعت أسعار المواد الغذائية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وفقًا لتقديرات أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة، وهو نظام تحذير للأمن الغذائي أنشأته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. يتعين أن تخضع واردات السلع عبر شمال اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيون لعملية تفتيش مطولة تديرها الأمم المتحدة وتُعرف باسم آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش للتأكد من عمليات محتملة لتهريب الأسلحة. ولكن حتى بعد أن تقوم آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) بتفتيش شحنات الغذاء والوقود، يتحكم التحالف الذي تقوده السعودية بمتى وما إذا كانت هذه البضائع يمكن أن تصل إلى اليمن. تقول شركة النفط اليمنية ومقرها صنعاء، والتي تشتري الوقود للقطاع الخاص والاستخدام العام، إنها تتكبد رسومًا قدرها 20 ألف دولار لليوم الواحد بسبب التأخير في إعطاء السماح للشحنات بالوصول من قبل التحالف الذي تقوده السعودية، والذي تنتقل أعبائه إلى المستهلكين.

 

يقول عصام المتوكل، المتحدث باسم شركة النفط اليمنية، إن إجمالي هذه الرسوم في عام 2020 بلغت أكثر من 91 مليون دولار. وأضاف المتوكل إن الرسوم كانت أقل في العام الماضي، حيث بلغت قرابة 54 مليون دولار، مما يشير إلى انخفاض حاد في كمية الوقود الواردة إلى البلاد. وقال المتوكل لموقع الإنترسب عبر الهاتف: “كان ترامب عدوًا واضحًا وصريحا. رغم كل شيئ، فقد كان يسمح بدخول منتجات الوقود. ينما إدارة بايدن تكذب وتعتمد على الترويج الإعلامي”.

 

لم يستجب ليندركنج لطلب الإنترسبت إجراء مقابلة بخصوص هذه القصة. بينما قال متحدث باسم وزارة الخارجية في ديسمبر/ كانون الأول إن الولايات المتحدة أثارت قضية الحصار مع الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، مشيرة إلى ما وصفته بــ”التقدم” في واردات الوقود التي وافقت عليها الحكومة اليمنية في المنفى. وقالت لقد كان هناك “ارتفاع في واردات الوقود عبر الموانئ الجنوبية، والتي ينتهي المطاف بمعظمها في شمال اليمن. ومع ذلك، هناك حاجة إلى المزيد.” هذا وقد اتبعت كل من وزارة الخارجية وليندركنج الخط السعودي القائل بأن الحوثيين يصادرون الوقود لاستخدامه في جهودهم الحربية. تقول المتحدثة باسم وزارة الخارجية: “هناك حاجة إلى حل أكثر ديمومة من شأنه أن يشجع المزيد من سفن الوقود على القدوم إلى الحديدة ومعالجة التلاعب الحوثي في الأسعار، والتخزين، والاستغلال في السوق السوداء لأسعار الوقود”.

 

لكن أرقام الأمم المتحدة تشير إلى أن فكرة تدخل الحوثيين هي إلى حد كبير بمثابة ذر الرماد على العيون. انخفضت واردات الوقود عبر ميناء الحديدة من يناير إلى أكتوبر 2021 بنسبة 70 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020، وفقًا لتحديث برنامج الغذاء العالمي في نوفمبر. تتراوح واردات الوقود المسموح بدخولها من قبل المملكة العربية السعودية شهريًا بمتوسط 45000 طن متري، أي أقل من عُشر احتياجات البلاد قبل الصراع، والتي قدر البنك الدولي بـ 544000 طن متري شهريا.

 

في غضون ذلك ، يبدو إصرار بايدن على التوصل إلى حل أوسع للصراع بدلاً من معالجة نقص الوقود أولاً كستار لدعم إدارته للمملكة العربية السعودية وحلفائها. بعد فترة وجيزة من تعيينه، قال ليندركينغ إن إنهاء الحصار يمفرده لن ينجح، ولكن فقط كجزء من هدنة أوسع تليها مفاوضات بين الأطراف المتحاربة، وهي مهمة أكثر تعقيدًا وصعوبة. وصرح ليندركينغ أمام اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ في أبريل / نيسان الماضي بالقول: “في الواقع ، طالما استمرت الحرب، ستستمر الأزمة الإنسانية في التفاقم. لا توجد حلول سريعة. فقط من خلال إنهاء دائم للصراع يمكننا أن نبدأ في عكس مسار هذه الأزمة. ”

هذا وقد دفع التقدميون في الكونجرس إلى نهج مختلف، حيث دعى النائب رو خانا، إلى جانب 78 من أعضاء مجلس النواب الآخرين، بايدن إلى إنهاء الحصار “بشكل مستقل عن المفاوضات”، وطالبت السناتور إليزابيث وارين بأن “توقف المملكة العربية السعودية على الفور ودون قيد أو شرط عن استخدام تكتيكات الحصار.” ووصف خانا تعهد بايدن بإنهاء الدعم الأمريكي للحرب في اليمن بأنه تاريخي لكنه قال “المهمة لم تنته”، مشيرًا إلى استمرار الدعم الأمريكي للسعودية. يقول خانا لموقع الإنترسبت في الخريف الماضي: “إن إنهاء هذا الدعم هو مفتاح لإنهاء تواطؤ الولايات المتحدة في الحرب وكذلك استخدام أفضل نفوذ لدينا لدفع السعوديين إلى رفع الحصار عن اليمن الذي يدفع عددًا لا يحصى من اليمنيين إلى الاقتراب من المجاعة”.

 

منذ ديسمبر / كانون الأول، صعد التحالف بقيادة السعودية من هجماته الجوية على العاصمة اليمنية بعد فترة هدوء طويلة، مستهدفًا مناطق سكنية ومطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة الحوثيين، ودمر محلات الميكانيكيين والجسور الرئيسية. سقطت غارة أخرى للتحالف بالقرب من مركز احتجاز لأسرى الحرب، والذي أخطأت السعودية في تعريفه لاحقًا على أنه مصنع للطائرات بدون طيار. استهدفت ضربات التحالف إدارة الجمارك بالمطار، وهنجر للخطوط الجوية اليمنية، ومبنى الحجر الصحي لفيروس كورونا، ومعهد للتدريب على الطيران. في 18 يناير / كانون الثاني، أصابت غارتان سعوديتان منازل شمال صنعاء، مما أسفر عن مقتل 14 وإصابة ثمانية، نصفهم تقريبا من النساء والأطفال. جاء الهجوم انتقاما واضحا لهجمات الحوثيين على منشآت نفطية إماراتية ومطارات في أبو ظبي ودبي.

 

في ليلة 21 يناير / كانون الثاني في محافظة صعدة، استهدفت غارات جوية للتحالف سجنًا احتياطيًا يضم أكثر من 1000 شخص، بمن فيهم مهاجرون أفارقة، مما أسفر عن مقتل 91 وإصابة 236. شجبت الأمم المتحدة وجماعات إغاثة أخرى الهجوم ودعت إلى إجراء تحقيق. وقال المتحدث باسم التحالف السعودي إن المنشأة لم تكن مدرجة في قائمة المنشآت الممنوع إستهدافها، ملقيا اللوم على الحوثيين لفشلهم في إخطار جماعات الإغاثة التي تنسق أماكن مثل هذه المواقع بغية عدم إستهدافها. لكن التحالف استهدف عددا من مراكز الاحتجاز على الرغم من كونها مدرجة في قائمة عدم الاستهداف. بينما وصف بلينكين أن الضربة كانت “مصدر قلق كبير للولايات المتحدة”، فإنه لم يصل حد إدانتها بشكل مباشر، ويبدو أنه يساويها بما وصفه بأنه “هجوم حوثي على المدنيين في أبو ظبي أسفر أيضًا عن سقوط العديد من الضحايا”.

 

منذ مارس / آذار 2015، استهدف التحالف السعودي مراكز الاحتجاز في جميع أنحاء اليمن، مما أسفر عن مقتل 417 سجينًا وإصابة 484، وفقًا للمركز القانوني للحقوق والتنمية، وهي منظمة حقوقية مقرها صنعاء توثق ضحايا ضربات التحالف، والتي قد حددت بلد المنشأ لمخلفات الأسلحة الملقاة والتي تعود لمصنعي الأسلحة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. وكان من بين القتلى نحو 144 أسير حرب متحالفين مع السعودية، كان معظمهم يدافعون عن المناطق الحدودية للسعودية مع اليمن، وفقًا لبيانات المركز القانوني للحقوق والتنمية التي تمت مشاركتها مع الإنترسبت. هذا وقد أشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أنها زارت أحد السجون قبل استهدافه في هجوم جوي عام 2019، ما يعني أن التحالف كان على علم بالفعل بإحداثيات المنشأة وكان ينبغي عليه تجنب ضربها.

 

وزعم التحالف أن المطار وميناء الحديدة يعتبران منصات إطلاق لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على المملكة. وبرر المتحدث باسم التحالف تركي المالكي قصف مطار صنعاء، قائلاً إن الحوثيين أساءوا استخدام وضعه الخاص بموجب القانون الإنساني الدولي كبنية تحتية مدنية وأن الضربات كانت قانونية. لكن هيئة الطيران اليمني نددت باتهامات التحالف ووصفتها بالكاذبة، قائلة إن السعودية سعت لعرقلة عمليات وكالات الإغاثة، وهي الكيانات الوحيدة التي تستخدم المطار. بعد انهيار محادثات السلام في أغسطس 2016، منع التحالف الرحلات الجوية التجارية من استخدام المطار. وفي نوفمبر 2017 ، قصف التحالف نظام الملاحة في المطار.

 

وعن ميناء الحديدة الذي تدخل من خلاله الغالبية العظمى من واردات اليمن إلى البلاد، قال التحالف إنه يُستخدم لتخزين وتجميع الصواريخ الباليستية “الإيرانية”. في يناير، عقد المالكي مؤتمرا صحفيا عرض فيه ما زعم أنه لقطات “حصرية” لصواريخ مزعومة داخل هنجر في الميناء. لم يكن هناك صوت في المقطع الذي عرضه المالكي، وقال المالكي إنه لا يستطيع الكشف عن الموقع المحدد الذي تم تصوير الفيديو فيه. وكشف لاحقا أن اللقطات كانت من فيلم أمريكي نشرعام 2009 وأن المكان الذي رفض المالكي الكشف عنه بدا أنه في العراق.

 

انتشرت الفضيحة على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واعترف المالكي لاحقًا بالخطأ، قائلاً إن المقطع “تم تمريره إلينا عن طريق الخطأ من قبل بعض مصادرنا.” أعتبر المالكي ذلك بالـ”خطأ الهامشي”، وقال إنها لا تنفي حقيقة أن الحوثيين يستخدمون الميناء ومناطق مدنية أخرى لأغراض عسكرية. في زيارة ميدانية، أشار فريق الأمم المتحدة المسؤول عن مراقبة موانئ الحديدة إلى أن الميناء “شريان حياة حاسم لملايين اليمنيين”.

YPC- خطوط الوقود بدون طيار

في غضون ذلك، وصل نقص الوقود إلى مستوى مخيف هذا الشتاء حيث شدد التحالف حصاره. لقد اصطفت طوابير طويلة من السيارات في عند من محطات الوقود الرسمية في شمال اليمن، وفي 1 مارس / آذار، أظهرت لقطات بطائرة بدون طيار خط طويل من السيارات التي بلغ طولها أكثر من 2.2 ميل عن محطة الوقود الرئيسية التابعة لشركة النفط اليمنية في صنعاء. يُسمح لكل مركبة بخمسة جالونات فقط بتكلفة 4 دولارات للجالون الواحد في إحدى المحطتين اللتين تديرهما شركة النقط اليمنية، ويمكن إعادة التزود بالوقود كل أربعة أيام فقط حتى نفاد المحطات من الوقود. أما المحطات الأخرى التي تحصل على وقودها من الجنوب فتكلف 7 دولارات للجالون الواحد. هذا وقد عاد وقود السوق السوداء، الذي كان قد اختفى إلى حد كبير في الأشهر الأخيرة، ليباع بسعر 13 دولارًا للجالون. كما قفز سعر غاز الطهي في السوق السوداء، والذي يستخدمه معظم سائقي سيارات الأجرة، من 4 دولارات إلى 8 دولارات للجالون منذ يناير، لكن لم يكن هناك شيء لشرائه خلال الأشهر الستة الماضية، مما أجبر السائقين على الاعتماد على وقود السوق السوداء. بداية من 3 مارس، وصلت تكلفة أجرة الحافلات إلى أعلى مستوى لها منذ بدء الحرب ، والذي عكس ارتفاع تكاليف غاز الطهي.

 

توزع الشركة اليمنية للنفط غاز الطهي المنزلي مقابل دولارين للغالون، بزيادة قدرها دولار واحد عن تكلفتها في أواخر العام الماضي. في 1 مارس ، أصدرت آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) شهادة تخليص لسفينة تسمى قيص، تحمل 32 ألف طن متري من الوقود، للرسو في ميناء الحديدة. ولكن كما هو الحال في العديد من الحالات الأخرى، أحتجز التحالف الذي تقوده السعودية سفينة قيصر في خليج عدن، كما يوضح ذلك “مارين ترافيك”، وهو موقع خدمات ملاحية عبر الإنترنت. وقدرت شهادة التخليص التي أصدرتها آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) في 1 مارس / آذار وصول قيصر إلى وجهتها في 2 مارس / آذار. ولا يزال اليمنيون ينتظرون.

 

كانت إدارة بايدن حريصة على إدانة هجمات الحوثيين على السعودية والإمارات بشكل خاص، والتي تأتي انتقاما من الحصار وغالبا ما لا تسفر عن وقوع إصابات. عندما سُئل بايدن في يناير كانون الثاني عما إذا كان سينظر في طلب الإمارات العربية المتحدة بإعادة تصنيف الحوثيين كمجموعة إرهابية، قال إن هذه الخطوة “قيد الدراسة”.

 

في 24 يناير، أطلق الحوثيون صاروخين على قاعدة الظفرة الجوية في أبو ظبي، حيث يتمركز حوالي 2000 جندي ومدني أمريكي. وصد الجيش الأمريكي الهجمات بنظام دفاع صاروخي ولم تقع إصابات. رداً على ذلك، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أنه سيرسل حاملة الطائرات الأمريكية يوإس إس كول “للقيام بدورية مشتركة مع البحرية الإماراتية وميناء أبو ظبي” ونشر طائرات مقاتلة “لمساعدة دولة الإمارات العربية المتحدة ضد التهديد الحالي وباعتبارها إشارة واضحة إلى أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الإمارات العربية المتحدة كشريك استراتيجي طويل الأمد “.

 

كان بايدن قد أشار إلى أن إنهاء الحرب في اليمن سيتطلب “مشاركة الطرفين للقيام بذلك. وسيكون الأمر صعبًا للغاية “. بريت ماكجورك، رجل بايدن الرئيسي في الشرق الأوسط، ذهب إلى أبعد من ذلك في حلقة نقاشية أقيمت في 27 يناير والذي استضافته مؤسسة كارنيجي، والتي قال فيها: “يتطلب الأمر شخصين للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب. والآن ، يقع العبء على عاتق الحوثيين الآن”.

رندة ، الطفلة اليمنية التي تعاني من سوء التغذية الحاد ، يحتجزها والدها في مخيم للنازحين الذين فروا من القتال بين المتمردين الحوثيين والحكومة المدعومة من السعودية ، في منطقة عبس بمحافظة حجة الشمالية الغربية (تصوير عيسى أحمد / وكالة الصحافة الفرنسية) ) (تصوير عيسى أحمد / وكالة الصحافة الفرنسية عبر غيتي إيماجز)

وصف بروس ريدل، زميل بارز في معهد بروكينجز، الحصار السعودي لليمن بأنه “أكثر الأعمال الهجومية” التي يقول بها السعوديون. يقول ريدل، الذي عمل محللًا في وكالة المخابرات المركزية ومستشارًا لقضايا الشرق الأوسط لأربعة رؤساء أمريكيين حتى تقاعده في عام 2006: “الحصار هو إعلان حرب ضد الشعب اليمني وهو مسؤول بشكل مباشر عن الكارثة الإنسانية الهائلة في اليمن، وخاصة سوء تغذية الأطفال”. يقول ريدل بأن بايدن “نكث بوعده بجعل السلام في اليمن أولوية قصوى”، مضيفًا أن الحصار “يجب أن يتم التحقيق فيه باعتباره جريمة حرب”. وفي مقابلة مع الإنترسبت، قال ريدل: “السعوديون غارقون في مستنقع باهظ الثمن. على الكونجرس أن يتدخل ويقطع كل المساعدات العسكرية عن الرياض.”

 

حتى يحدث ذلك، سيتم دفع المزيد من اليمنيين نحو المجاعة. فقد ازداد سوء التغذية الحاد بنسبة 284 في المائة بين الأطفال وبنسبة 374 في المائة بين النساء الحوامل منذ أكتوبر 2020، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة.

في الشهر الماضي، عاد بيسلي من برنامج الغذاء العالمي إلى اليمن، وأشار إلى أن “الوضع أسوأ مما قد يتخيله أي شخص”. وقال في ختام زيارة استغرقت يومين إلى صنعاء، وعدن، وعمران: “لقد عاد اليمن إلى نقطة البداية منذ عام 2018 عندما اضطررنا للقتال في طريق عودتنا من حافة المجاعة، لكن الخطر اليوم أكثر واقعية من أي وقت مضى. وفقط عندما تعتقد أنه لا يمكن أن يزداد الأمر سوءًا، يستيقظ العالم على صراع في أوكرانيا من المحتمل أن يتسبب في تدهور اقتصادي في جميع أنحاء العالم، وخاصة بالنسبة لدول مثل اليمن، التي تعتمد على واردات القمح من أوكرانيا وروسيا. سترتفع الأسعار، مما يفاقم الوضع الرهيب بالفعل.”

 

تقول فاكهة ناجي والدة الطفلة دولة إن فقدان سبل العيش وارتفاع أسعار المواد الغذائية “خانق” لإبنتها وبقية أفراد الأسرة. تعتاش الأسرة على اللبن والفول للبقاء على قيد الحياة، وعادة ما يتخطون وجبة العشاء. تقول السيدة فاكهة أنه عندما لا يكون هناك طعام، “لا يمكننا فعل شيء سوى الانتظار.”

 

https://theintercept.com/2022/03/16/yemen-war-biden-us-support-saudi-arabia/

 

20220205_120933

 

أحدث العناوين

وكالة أمريكية تكشف علاقة الاستحداثات الإماراتية في جزيرة يمنية بالحرب على غزة

كشفت وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية، اليوم الخميس، عن أعمال بناء واستحداثات في جزيرة عبدالكوري التابعة لجزيرة سقطرى اليمنية، مشيرة...

مقالات ذات صلة