تصفير عداد يناير في الجنوب أم إعادة إحياء مجازره ؟

اخترنا لك

يتصدر جنوب اليمن المشهد حاليا ، وقد صب التحالف مجمل تركيزه لاعادة ترتيب قواه هناك، في الوقت الذي تدفع فيه أطراف دولية  وإقليمية نحو سلام شامل في اليمن، لكن الأخطر في الأمر هو  إعادة صياغة النظام هناك وفقا لحقبة  يناير الدامي من ثمانينات القرن الماضي  فهل يدفع التحالف نحو إعادة تركيبة نظام الدولة الاشتراكية  الذي لم يصمد طويلا أم  لإعادة الاقتتال بالهوية إلى شوارع عدن؟

خاص – الخبر اليمني:

السيناريو الجديد بدا بتمكين عسكري  لقيادات ما كان يعرف في ثمانينات القرن الماضي بـ”الطغمة” التي تعرضت لهزيمة في حرب صيف 1994 على  يد ما عرف بـ”الزمرة” وهي قيادات أبرزها هادي ، وهذا التمكين على الأرض  لما يسمى حاليا بالمجلس الانتقالي بدأ كما لو انه إعادة اعتبار للأطراف المهزومة في التسعينات، كان  الانتقالي الذي أعيد تشكيله في العام 2016 بعيدا عن القوى الجنوبية التقليدية والمهترئة  يسيطر حتى وقت قريب على عدن لكن بشكل مفاجئ تم منحه ابين وشبوة  وهي مناطق عرفت تاريخيا بمعاقل لخصوم المجلس.

هذه المكاسب العسكرية التي لعب التحالف دورا مهما في إنجازها سواء عبر الضغط السياسي او العسكري ، تأتي بموازاة حراك سياسي   يقوده التحالف ذاته لإعادة  توحيد القوى الجنوبية على قاعدة الشراكة  لحقبة ما قبل الـ13 من يناير من العام 1986م،  وهذه التحركات بدأت تؤتي ثمارها إذا ما تم أخذ  التطورات على الأرض في الاعتبار إضافة إلى التقارير التي تتحدث عن تقارب سياسي بين هادي والانتقالي ومكونات جنوبية أخرى.

كل المعطيات على الأرض تؤكد بان التحالف الذي حيد كافة القوى اليمنية ذات الأصول الشمالية عن المشهد في الجنوب  يسعى لفرض واقع جديد فهناك وربما قد يمنح الانتقالي الذي شكل توا وفدين للتفاوض داخليا وخارجيا  باسم الجنوب  ضوء باستبعاد كافة القوى والشروع بتشكيل حكومة وربما إدارة مناطق جنوب اليمن منفردا أو عبر تحالفات يشكلها التحالف، لكن الأخطر في الأمر أن السلطة المرتقبة في عدن قد لا تتجاوز حدود المحافظات الجنوبية نظرا لحالة التقاسم الحاصل بين الامارات والسعودية في الهلال النفطي شرق البلاد والذي ابطأ مسيرة الانتقالي بالتقدم صوب حضرموت ومنح الامارات  وصاية على شبوة، وهو ما يعني بقاء الصراع جنوبا محتدما بين قوى الجنوب المتناحرة بثوبها الجديد والقديم.

قد يبدو المشهد في الجنوب ظاهريا إعادة  توحيد القوى الجنوبية ربما ضمن سيناريو  للتحالف للضغط خلال مفاوضات اليمن  لتحقيق مكاسب وتنازلات خصوصا من القوى اليمنية المناهضة له في صنعاء، لكن هذا التوحد في حال كتب له النجاح لن يدوم طويلا وقد ينتهي المطاف بشوارع عدن تغرق بدماء الأبرياء وبالهوية نظرا للتناقضات التي  يبديها كل طرف ومخاوف الآخر من الغدر والانقضاض على سلطة شكلية أراد من خلالها التحالف إبقاء القوى اليمنية سواء شمالا أو جنوبا  تحت تأثير الصراع على السلطة التي يمسك التحالف بزمام مقدراتها الاقتصادية وعواملها الجيوسياسية ويتحكم أيضا بمجرياتها العسكرية وفقا لحسابات تخدم نفوذه ورعاته الدوليين.

أحدث العناوين

كلمة مرتقبة لقائد الأنصار عند الـ 4 عصرا

من المتوقع أن يطلّ قائد حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي في كلمة عصر اليوم الخميس يتطرق من خلالها لآخر...

مقالات ذات صلة