وأكد النقيب أن عدن والمحافظات الجنوبية تعيش هذا الوضع ليس بسبب شحة الموارد وإنما يكمن الخلل في من يدير الجنوب ومن يتولى مسؤوليات حياة الناس فيه ومن ينبغي أن يوفر الخدمات والأمن والمرتبات وكافة متطلبات الحياة.
وأضاف النقيب: لدينا حكومة لها رئيس اسمه رئيس الوزراء ولدينا برلمان وله هيئة رئاسة ورئيس ولدينا مجلس رئاسي من 7 أعضاء ورئيس، فماذا ينقصنا ليكون لدينا كهرباء وماء ومستشفى ودواء ونظافة وغذاء ورواتب وتعليم وأمن وقضاء؟
لعلكم تلاحظون أن الحكومة مضى على تشكيلها ما يقارب ثلاث سنوات ولو سألنا رئيس الحكومة كم الأيام التي قضاها في عدن فيقيني أنها أقل من 200 يوم طوال السنوات الثلاث، لا بل إن هناك وزراء لم يدخلوا عدن منذ تعيينهم، وهم طبعاً لا يديرون أعمالهم عن بعد بواسطة الروبوتات، أحد مستشاري رئيس الوزراء قال إن مطالبة المواطنين الحكومة بتوفير الماء والكهرباء والمرتبات والخدمات الأخرى يعني أنهم ينظرون إلى الحكومة كصندوق معاشات، لكننا نقول له إن هذه الحكومة لا تقوم حتى بوظيفة صندوق المعاشات، ولدينا مجلس رئاسة يقوده دكتور في علم الاجتماع لكن هذا المجلس لم يستطع أن يضيف ساعة أو ساعتي كهرباء في عز الشتاء دعوكم من أشهر الصيف الجهنمية الحرارة، والمجلس إياه ورئيسه لم يوفرا راتب شهر لموظفي الحكومة والمتقاعدين ومثلهم المقاتلين في الجبهات وخطوط التماس.
وتابع النقيب: لدينا برلمان يرأسه شيخ من منطقة المعافر وهذه المعافر تقع تحت سيطرة الحوثيين، وهذا البرلمان لم يستطع أن يسائل وزيراً واحداً عن سبب تقصيره في القيام بواجباته وفشله في أداء مهماته.
وأشار النقيب إلى أن الرؤساء الثلاثة شماليون وينتمون إلى تعز،لكن هؤلاء الثلاثة لا يمكن أن يقدموا شيئاً لعدن وللجنوب طالما لم يقدموا شيئا لتعز.
وقد قال الحكماء الشعبيون “من لا ينفع أمه لا ينفع خالته”.
وقال النقيب:أنا هنا لا أستعدي أحداً على هؤلاء الرؤساء الثلاثة، لكنني أشفق عليهم، إذ كيف يورطون أنفسهم في مسؤوليات هم لا يقدرون على ما هو أقل منها؟
وأضاف: نصف أعضاء مجلس الوزراء هم قادمون من محافظات يسيطر عليها الحوثيون، ولن أتحدث عن مئات نواب الوزراء والوكلاء والوكلاء المساعدين الذين لا تصل نسبة الجنوبيين فيهم إلى 10% وهؤلاء ليسوا مكلفين بإدارة شؤون المحافظات التي أتوا منها فلديها من يدير شؤونها، أعني الجماعة الحوثية وأتباعها، بل إنهم أتوا ليديروا الجنوب.
وأكد النقيب أن تسليم زمام الأمور في عدن والجنوب لهؤلاء الذين لا ينظرون إلى الجنوب إلا على أنه منطقة أعداء لا يمكن أن يثمر إلّا ما نشاهده اليوم من ارتكاس وتراجع وخراب وحرب خدمات وتجويع وتدهور وانهيار في كل مجالات الحياة.
ومن ينتظر غير ذلك من منظومة حكم كهذه عليه أن يراجع طبيب الأمراض النفسية والعقلية.