اشتدت مخاوف سوء التقدير في أعقاب حادث لطائرة مقاتلة روسية وطائرة أمريكية بدون طيار فوق البحر الأسود، وتتهم الولايات المتحدة روسيا بأنها “غير آمنة وغير مهنية” لاعتراض طائرة بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper فوق المياه غرب شبه جزيرة القرم. وتنفي موسكو وقوع أي تصادم وتكهن بأن الطائرة الأمريكية تحطمت بسبب سوء تعامل المشغل. ويعترف الخبراء الغربيون بأن لروسيا الحق في إحباط المساعدة لخصمها.
وتواصل وسائل الإعلام الغربية مناقشة سقوط طائرة ريبر الأمريكية بدون طيار في البحر الأسود، والتي تلقي القيادة الأمريكية باللوم فيها على المقاتلة الروسية، التي يُزعم أنها قامت، وفقًا للجيش الأمريكي، باعتراض “غير آمن وغير مهني”.
وقالت القيادة الأوروبية الأمريكية في بيان إن الاصطدام وقع بعد الساعة السابعة صباح الثلاثاء بقليل، عندما حلقت طائرتان روسيتان مقاتلتان من طراز Su-27 باتجاه طائرة بدون طيار MQ9- Reaper فوق المياه الدولية غرب شبه جزيرة القرم. وقال البيان إن الطيارين الروس حاولوا التدخل في الطائرة الأمريكية المسيرة قبل الاصطدام.
وقال الجيش الأمريكي في بيان: “قبل الاصطدام عدة مرات، قامت طائرات Su-27 بإلقاء الوقود وحلقت أمام طائرات MQ-9 بطريقة متهورة وغير سليمة بيئيًا وغير مهنية”. “هذا الحادث يدل على نقص الكفاءة بالإضافة إلى كونها غير آمنة وغير مهنية.”
وقال المتحدث باسم البنتاغون البريجادير جنرال باتريك رايدر إن الطائرات الروسية كانت على مقربة شديدة من الطائرة المسيرة لنحو نصف ساعة.
أثار تحطم طائرة أمريكية بدون طيار بقيمة 32 مليون دولار سباقًا لاستعادة الحطام، حيث يحتوي على بعض من أكثر التقنيات الأمريكية تقدمًا.
وقال الجنرال رايدر بعد ظهر الثلاثاء: “على حد علمي، لم يحصل الروس على هذه الطائرة بعد”.
وحذر بيان صادر عن القيادة الأوروبية الأمريكية من أن “هذه الأعمال العدوانية من قبل الأطقم الجوية الروسية خطيرة ويمكن أن تؤدي إلى حسابات خاطئة وتصعيد غير مقصود”.
قال الجنرال جيمس هيكر، قائد القوات الجوية الأمريكية في أوروبا وأفريقيا: “كانت طائرات MQ-9 الخاصة بنا في عمليات روتينية في المجال الجوي الدولي عندما تم اعتراضها وإسقاطها من قبل طائرة روسية، مما أدى إلى تحطم الطائرة MQ-9 وفقدانها التام”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية بدورها إن المقاتلات الروسية لم تستخدم أسلحة محمولة جوا ولم تتلامس مع الطائرة الأمريكية المسيرة. وأفادت الإدارة العسكرية الروسية، أن مقاتلي قوات الدفاع الجوي رفعوا في الجو للتعرف على الطائرة المسيرة التي كانت متجهة نحو حدود دولة روسيا الاتحادية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية “نتيجة للمناورات الحادة في حوالي الساعة 9.30 (بتوقيت موسكو)، دخلت الطائرة بدون طيار MQ-9 في رحلة غير خاضعة للرقابة مع فقدان الارتفاع واصطدمت بسطح الماء”، مضيفة أن مقاتليها عادوا بأمان إلى قاعدتهم.
هذا هو أول اشتباك بين الطائرات الروسية وحلف شمال الأطلسي منذ بدء الصراع في أوكرانيا، لكنه سلط الضوء على خطر حدوث صدام يؤدي إلى تصعيد بسبب خطأ أو سوء تقدير حيث تنشر روسيا وقوات الناتو المزيد والمزيد من المعدات العسكرية حول أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي في البيت الأبيض يوم الثلاثاء: “هذا بالتأكيد ليس أول اعتراض في الأسابيع الأخيرة”. لكنه أضاف: “هذه هي المرة الأولى التي يؤدي فيها اعتراض إلى فقدان إحدى طائراتنا بدون طيار”.
وقال إن جو بايدن أطلع على الحادث، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس إن الولايات المتحدة استدعت السفير الروسي أناتولي أنتونوف “لنقل اعتراضاتنا القوية”.
وتأكدت واشنطن أن الطائرة المسيرة الأمريكية كانت تعمل فوق المياه الدولية وأن الاصطدام لن يمنع القوات الأمريكية من القيام بدوريات في البحر الأسود. وقال كيربي إن “الولايات المتحدة ستواصل العمل في المجال الجوي الدولي فوق المياه الدولية” “والبحر الأسود ليس ملكا لأحد”.
وفي وقت لاحق، قال متحدث روسي إن موسكو تعتبر الحادث “استفزازًا”، لكنه ذكر أن موسكو لا تريد مواجهة مع الولايات المتحدة.
وقالت دارا ماسيكوت، كبيرة باحثي السياسات في مؤسسة راند، إن الحادث كان مجرد أحدث حلقة في سلسلة طويلة من الحلقات على مدى سنوات ما وصفته بـ “الإنذارات القسرية” من قبل القوات الروسية.
لكن من الواضح أنهم أدركوا في واشنطن أن وصمة العار التي تلحق بالجيش الأمريكي قد تراجعت. وفقًا لصحيفة الغارديان، قالت ماري إلين أوكونيل، الأستاذة في كلية نوتردام للقانون والخبيرة في القانون الدولي واستخدام القوة، إن الولايات المتحدة لم تصف الاعتراض بأنه “غير قانوني”. “في جميع الاحتمالات ، أجرى ريبر المراقبة لمصالح أوكرانيا. وبموجب قوانين النزاع المسلح، يمكن لروسيا أن تحبط مثل هذه المساعدة “، يقول أوكونيل.
الكاتب: أندريه ياشلافسكي
صحيفة: موسكوفسكي كومسوموليتس
بتاريخ: 15 مارس 2023
رابط المقالة:
