قالت صحيفة التليجراف البريطانية إن العنف المروع والفوضى التي اندلعت في العديد من المدن الفرنسية في الأيام الأخيرة يجب أن تكون نهاية الوهم خول صورة فرنسا، مشيرة إلى أن “ما بدأ كغضب من مقتل شاب مسلم على يد الشرطة تحول إلى شيء يقترب من الفوضى، مع انتشار أعمال الشغب والنهب والحرق العمد وتدمير المباني في جميع أنحاء البلاد.
متابعات-الخبر اليمني:
وبحسب الصحيفة: الخطر الكبير بالنسبة لفرنسا هو أن هذا ليس انفجارا لمرة واحدة من الغضب إزاء حادث معزول ، ولكنه نتيجة للفشل الذريع للنموذج الفرنسي.
وأوضحت الصحيفة جانبا من الواقع الذي تعيشه فرنسا التي لطالما قدمت كنموذج يتم الدعوة إلى الاحتذاء به.
وقالت الصحيفة: على مدى عقود ، بينما تساءل السياح عن الأعاجيب المعمارية والطهي لمدن البلاد ، تم التخلي عن العديد من الضواحي الشاهقة للفقر والإجرام وحرب العصابات. أنظمة الاندماج والهجرة في فرنسا معطلة. الجريمة والعنف مرتفعان بشكل مروع ، حتى في الأوقات العادية. لقد تدهور نظام التعليم ، الذي كان في يوم من الأيام من الطراز العالمي ، بشكل كبير وخذل أعدادا كبيرة من الشباب.
وفقا للصحيفة: اقترح البعض أن أيام الجمهورية الخامسة – التي تم إنشاؤها للجنرال ديغول في خمسينيات القرن العشرين كشكل من أشكال “الملكية الجمهورية” – قد تكون معدودة. إنه يعطي سلطة كبيرة للرئيس الفرنسي ، لكنه يترك النظام السياسي غير مستجيب بشكل خطير للمشاعر العامة. وتشير الأدلة إلى أن هذا الشعور يتحول إلى أقصى الحدود. ومن الممكن، بل وربما من المرجح، أن تشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة جولة إعادة بين مارين لوبان ومرشحة اليسار المتطرف. لقد تم تفريغ أحزاب المؤسسة.
وتساءلت الصحيفة: إلى أين تذهب فرنسا من هنا؟ إن أزماتها المتعددة مستعصية ومتطرفة لدرجة أنه سيكون من السخف أن نكون متفائلين. وقد تتم استعادة النظام في الأيام القليلة المقبلة، ولكن يبدو أن الإرادة السياسية لفعل أي شيء في التعامل مع الاستياء المتقيح، أو الافتقار إلى الفرص، أو النمو الاقتصادي المنخفض، أو المشاكل الحادة في نظام الهجرة والاندماج الذي يكمن وراء الكثير من الاضطرابات الحالية. في الواقع ، على المدى الطويل ، من المرجح أن يزداد الوضع سوءا.
