عبدالله بن عامر:
في حرب 1973م قامت مصر بالتعاون اليمن (الشطرين) بإغلاق باب المندب امام السفن الاسرائيلية (المتجهة من والى ايلات) وخلال ايام الحرب (الايام الأولى) كان الاسرائيلي يُكابر ولا يتحدث عن اية اضرار حتى لا يمنح الطرف الآخر انجاز في حين ان اقتصاده كان يتكبد خسائر بشكل يومي لدرجة ان بعض المصانع توقفت ولم يكشف الاسرائيلي عن خطورة اغلاق باب المندب الا اثناء مفاوضات وقف الاشتباك او وقف اطلاق النار ولم يطرحها الاسرائيلي بنفسه بل الامريكي وكان كيسنجر يلح على الجانب المصري انهاء اغلاق باب المندب وهنا شعرت مصر بأنها اتخذت خطوة مهمة كان لها دور في اخضاع الاسرائيلي اثناء تلك المفاوضات لدرجة ان الاسرائيلي اشترط انهاء اغلاق باب المندب مقابل فك الحصار على الجيش المصري الثاني وهذه النقطة تحدث بها اكثر من كاتب مصري قبل أن تتكشف للعالم الخسائر في الاقتصاد الاسرائيلي ويمكن غداً نشر ما كتبه هيكل عن تلك المرحلة واهمية البحر الاحمر في المعركة
اتحدث بهذه المعلومات حتى لا يتأثر البعض بما سيقال غداً او بعد غد لأن هناك من لا عمل له الا التشكيك والاستخفاف ولهذا يجب ترك كل هؤلاء جانباً وقراءة الخطوة من زاويتها الاسترايتجية وتأثيراتها على المعركة في غزة لاسيما وقد بدأ بعض الخبراء المصريين يحذرون من تداعيات الخطوة اليمنية ويتخذونها دليلاً على ضرورة وقف اطلاق النار في غزة
ولهذا تجاهلوا أي حديث يقلل من شأن هذه الخطوة لأن السفن المتجهة من والى ايلات بدأت بالفعل تتخذ مسارات اخرى وهي مسارات مكلفة مادياً او توقفت عن المرور في البحر الاحمر اضافة الى القطع الحربية الاسرائيلية وبمعنى اشمل ان مثل هكذا خطوات تؤثر حتى لمجرد الاعلان فقط فكيف سيكون عليه الامر والقرار بات خاضعاً للتنفيذ العملي وسيدرك الجميع اهمية هذه الخطوة في الضغط ليس على الاسرائيلي فقط بل والامريكي والاوروبي والعربي ايضاً من أجل التوجه نحو وقف اطلاق النار واذا ما كان هناك وقفا لاطلاق النار فسوف يطرح الاسرائيلي شرطاً يتضمن انهاء الاجراءات اليمنية بمعنى اننا امام معادلة باتت حاضرة وقوية ومؤثرة.
من حساب الكاتب على تويتر