أحمد فوزي:
مجدداً تنفضح البروباجندا والضغط الاعلامي الذي تمارسه الولايات المتحدة ومعها بريطانيا ضد المقاومة الفلسطينية في محاولة لكسب النقاط لحساب حكومة نتنياهو والكيان الصهيوني والبحث عن أي انتصار بعد منحه ضوء أخضر لاستمرار الأبادة الجماعية والقتل والتهجير بحق أبناء غزة.
وقفت أمريكا وبريطانيا والغرب منذ اليوم الأول لمعركة طوفان الأقصى مع ربيبتها اسرائيل لإنقاذها بعد الانتصار الكبير الذي حققه أبطال المقاومة وكسر شوكة جيش الاحتلال وأنظمته الأستخباراتية التي سقطت في 7 أكتوبر.
روجت المنظومة الإعلامية والسياسية الإمريكية للكذب وللروايات والسرديات التي أغرق بها الكيان الصهيوني وسائل الاعلام الغربية ؛ بدأ ذلك مع أكذوبة الـ”40″ طفل مقطوعي الرؤوس التي تحدث بها الرئيس الأمريكي “جو بايدن” بنفسه وتأثره بأنه “شاهد الصور” والتي تم نفيها من البيت الأبيض نفسه بعد ذلك.
لتظهر الولايات المتحدة مبررة لكل جريمة واستهداف في الأسبوع الأول بما فيها قطع المياه والكهرباء عن أهالي قطاع غزة المحاصر، ومنع دخول أي مساعدات من معبر رفح مع مصر المنفذ الوحيد للقطاع الى العالم.
بعد عشرة أيام من الهجوم الجوي العنيف والمجازر التي ارتكبها طيران جيش الاحتلال الصهيوني كان العالم على موعد مع صدمة في مساء يوم الثلاثاء 17 أكتوبر 2023 مجزرة قصف المستشفى المعمداني – المستشفى الاهلي العربي – وراح ضحية هذه الجريمة البشعة والمجزرة الكبيرة المئات من المدنيين بينهم أطفال ونساء ونازحين والتي نفذت بصاروخ وقصف من جيش الاحتلال.
وظهر وجه أمريكا الأقبح ظهر بعد قصف المستشفى المعمداني وتبريرها بإستماتة لتبني رواية جيش الاحتلال الذي نفذ الجريمة بطائرات أمريكية وبصواريخ أمريكية الصنع .
ناهيك عن التبريرات السخيفة التي يخرج بها الكتاب والصحفيون والاعلام الامريكي بأن المقاومة وحماس وجهاد يستخدمون المدنيين كدروع بشرية وبأن اسرائيل لديها الحق في قصف أي شيء في أي وقت دون رادع، وبدعم ومشاركة أمريكية، ولم يعد مستغرباً البربرية الاسرائيلية في قصف الأحياء والمربعات السكنية والمنازل المأهولة وهدمها على رؤوس المدنيين فالضوء الأخضر الأمريكي مفتوح.
وبعد 40 يوماً من الحرب والعدوان على غزة واستشهاد (11,320) بينهم (4,650) طفلاً، و(3,145) امرأة وأكثر من 29,000 جريح وإصابة و ارتكاب الاحتلال 1165 مجزرة بحق المدنيين – بحسب إحصاءات وزارة الصحة في غزة يوم الثلاثاء 14 نوفمبر 2023- ها هي أمريكا تبرر لجيش الاحتلال استهداف أكبر مستشفيات غزة مستشفى الشفاء المحاصر والذي تطوقه قوات الاحتلال وقصفت محيطه وتمنع خروج أو وصول أي من المنظمات الدولية إليه، ويأتي ذلك بعد أن قصف وحاصر الجيش الاسرائيلي العديد من المستشفيات كمستشفى الرنتيسي والأندونيسي والمستشفى التركي وغيرها في جرائم حرب وإبادة وتطهير عرقي بحق أبناء غزة .
تضحي اليوم أمريكا وإدارة بايدن بكل شيء حتى بأصوات الشعب الأمريكي من أجل أن تحقق حكومة بنيامين نتنياهو أي انتصار ينقذها ويطيل أمدها لتمرير مشاريعها في المنطقة والمؤسف أن ذلك كله يأتي بتواطؤ ودعم من دول عربية.
لن يجدوا في مستشفى الشفاء ما كانوا يطمحون لايجاده وما بررته وسائلهم الاستخباراتية لن يجدوا الا المزيد من خيبات الأمل والفشل العسكري والسقوط الامريكي الصهيوني ومعهم سقوط كل العالم والانسانية والمنظومة الدولية برمتها.
