لأول مرة منذ العام 2011، يتفق الد الخصوم في اليمن على تعميق ازماته فهل يمهد الاتفاق لانقلاب جديد ؟
خاص – الخبر اليمني:
بالتزامن مع حملة طارق صالح ضد الرئاسي، خرج حميد الأحمر القيادي البارز في حزب الإصلاح بهجوم مماثل من مقر اقامته بتركيا.
كان المشترك بحملتي الأحمر وطارق صالح هجومهما على أعضاء الرئاسي الاخرين على خلفية الاتفاق الأخير بين صنعاء والرياض، ولم يقتصر على توصيف أعضاء السلطة الموالية للتحالف جنوب اليمن بالارتزاق والمصالح الشخصية وو، بل وصل للتلويح بالانقلاب عسكريا .
ففي مأرب ، اعلن صغير بن عزيز رئيس الأركان للفصائل الموالية للتحالف وابرز المقربين من طارق رفع الجاهزية القتالية بعد أيام قليلة على إعادة الأحمر لشقيقه الأصغر هاشم إلى المدينة ، وبالتوازي المح المستشار الإعلامي لطارق صالح ، نبيل الصوفي، إلى إمكانية الانقلاب عسكريا على قرارات الرئاسي بالحديث عن ان العليمي لا يملك السيطرة على الفصائل الميدانية والا كان سحبها اليوم قبل الامس في إشارة إلى أن هذه الأطراف لا تزال تراهن على اجهاض الاتفاق الأخير عسكريا.
بالنسبة لهذا الاجماع ليس وليد اللحظة، فقبل أيام نظما الطرفان مظاهرات في معاقل احزابهما في المخا وتعز ومأرب دعما لقرارات التصعيد التي تبناها بالوكالة محافظ مركزي عدن احمد المعبقي.. وحتى التلويح بالإطاحة بالعليمي ليس جديد في ضوء الاجتماع الذي عقد مؤخرا في تركيا وضم قيادات من جناح صالح في المؤتمر برئاسة البركاني وحميد الأحمر إضافة إلى شخصيات مستقلة وكرس لمناقشة اتفاق مع “الحوثيين” بعيدا عن العليمي ورفاقه الجنوبيين، لكن لماذا يرفض الأحمر وطارق اتفاق العليمي في الوقت الذي يبحثان فيه منفذ للعودة إلى صنعاء؟
احد أسباب اجماع اركان النظام السابق على اعتراض اي تقارب يمني جديد يعيد مؤسسات الدولة إلى صنعاء مسقط راسيهما، وفق خبراء، يتمحور حول مصالحهما التي انتهت بالنسبة لهما في شمال اليمن بعد عقود من النفوذ ، ولم يعد بإمكانهما العودة إلى الزمن الجميل الذي كانا فيه يمخران عباب اليمن شمالا وجنوبا، وكل ما يملكانه الان هو مجموعة مكاسب ومصالح اكتسابها خلال سنوات الحرب سواء في مأرب او المخا واي تقارب بين القوى اليمنية من شانه انهاء تلك المكاسب وابعادهما من المشهد مستقبلا باعتبار ان اي اتفاق في اليمن قد يضمن توحيد الإيرادات وسطوة الدولة وغياب وجود الازمات في البلاد وهي ما لا يريدنها وعملا بكل قوة لإجهاض حضورها حتى في مناطق سيطرت ميليشياتهما حاليا، .. اما بالنسبة لمحاولة هؤلاء لفتح قنوات مع انصار الله فهي محاولة لاستعادة ولو القليل من مراكز النفوذ والثروة على امل ان يشفع ذلك لمستقبلهما ..
يتحمس الأحمر وطارق صالح لنقل كافة المؤسسات إلى عدن اكثر من قوى جنوبية مناديه بالانفصال، رغم مخاطرها المحدقة بشان الوحدة اليمنية وتداعيات ذلك على قاعدتهما الشعبية في الشمال معيشيا، وهما بذلك يقدمان مصالحهما على حساب المواطن البسيط ولا يستبعد ان يدفعان نحو الإطاحة بالعليمي وبقية أعضائه بغية استعادة نفوذهما مستقبلا.


