الأهداف الغير معلنة من المفاوضات في المنطقة

اخترنا لك

أحمد فوزي:

بات من المؤكد أن أهداف المفاوضات التي تقودها أمريكا الحليف الأول ل”اسرائيل” فليست وقف الحرب أو إعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة.

تسعى الولايات المتحدة إلى تقديم نفسها كوسيط واستغلت السطوة السياسية لفرض اتجاه واحد في مسار المفاوضات التي من المستحيل وصفها كونها مفاوضات ولكنها شروط إستسلام وضعتها على الطاولة لتمكين حكومة المتطرفين بقيادة “نتنياهو” من تحقيق “النصر”.

استمرت الدعاية الأمريكية على مدار أشهر في محاولة تصوير المقاومة وحركة حماس بأنها ترفض قبول الصفقة خاصة بعد انكشاف مدى التحيز الأمريكي وتشويه السمعة أمام العالم واستخدام حق النقض في مجلس الأمن لثلاث مرات ضد مشاريع قرارات تطالب بوقف حرب الإبادة والمجازر التي لا تقودها إسرائيل وحدها على قطاع غزة ولكنها حرب عالمية دولية واقليمية على غزة أرضاً وإنساناً.

أن الأهداف الغير مُعلنة من هذه المفاوضات إلى جانب إيجاد الوقت الكافي لتحقيق أهداف الحرب التي أعلنها “نتنياهو” وجيشه بعد الهزيمة التي مُنيت بها المنظومة الاسرائيلية جيش واستخبارات ومجتمع في 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023 فأول تلك الأهداف الغير معلنة ومن المستحيل استعادتها بأن “اسرائيل” تمتلك أقوى منظومة استخباراتية وجيش واقتصاد في الشرق الأوسط وهي الكذبة التي روج لها لعقود طويلة وأثبتت هذه الحرب بأنها ليست سوى قاعدة عسكرية وكيان وظيفي سرطاني يعتمد على أمريكا والغرب وحلفائهم في المنطقة.

أما عن ثاني الأهداف الغير مُعلنة من مساقات هذه المفاوضات وإطالتها سعي أجهزة المخابرات الامريكية والبريطانية والفرنسية ومعها دول عربية من بينها مصر والإمارات لتحديد أماكن تواجد قادة المقاومة داخل غزة للتمكن من تنفيذ عمليات اغتيال بالقصف المباغت ويكون ذلك بحجج منها التنسيق ومناقشة الترتيبات لمابعد وقف إطلاق النار ،او المباحثات مع قادة المقاومة لتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار واطلاق سراح الاسرى وتكمن الخطورة هنا أنه حتى عمليات ادخال وتوزيع المساعدات الاغاثية استخدمت كغطاء لذلك وهو ما حدث خلال مجزرة النصيرات في يونيو الماضي.

وثالث الأهداف الغير معلنة السعي الحثيث ومحاولة اخضاع قيادة المقاومة للقبول بالاستسلام مقابل الحصول على بعض المكاسب السياسية و إعطاء وعود غير مكتوبة وللمفاوض الفلسطيني تجربة مريرة مع حالة التدجين مثلما حدث مع منظمة التحرير الفلسطينية التي أفضت إلى اتفاق “أوسلو” وحولت حركة فتح والمنظمة إلى سلطة تنسيق أمني مع الاحتلال

ويتلخص الهدف الرابع والأهم استخدام أمريكا المفاوضات للهروب من الضغوط الدولية المتصاعدة التي تنتقد الابادة الجماعية وجرائم الحرب المرتكبة بحق المدنيين والرد على الاصوات المرتفعة بأن هناك عملية سياسية جارية للتوصل لاتفاق وقف اطلاق النار.

قد تكون أمريكا واسرائيل ونتنياهو المستفيد الاكبر من ذلك نجحوا في تحقيق بعض أهدافهم ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في اخضاع المقاومة على الاستسلام رغم استخدامهم جميع وسائل الحرب القذرة من ارتكاب المجازر بحق أسر وأقارب افراد المقاومة واستهداف الحاضنة الشعبية داخل غزة حتى وصل الأمر إلى استهداف كل من يتعاطف مع المقاومة بمنشور او اعجاب على وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدام سلاح الحصار والتجويع والتهجير لتجنيد العملاء الذين تضطرهم الحاجة للمال.

أخيراً.. ما يجب أن يدركه الجميع وبالأخص الشعوب أنه لولا صمود الشعب وفصائل المقاومة وحركة حماس في غزة لتم إسقاط المنطقة تحت الوصاية الغربية لمائة سنة قادمة والتي ستكون اسوأ وأنكى على الشعوب من مئوية وصاية سايكس بيكو .

المادة السابقة
المقالة القادمة

أحدث العناوين

The Yemeni missile flew over three Western battleships in the Red Sea

The Israeli occupation revealed, on Sunday, more details about the Yemeni missile that struck its deep earlier today.Exclusive -...

مقالات ذات صلة