في يوم الحادي والعشرين من أغسطس من عام ألفٍ وتسعمئةٍ وتسعةٍ وستين أقدم العدو الصهيوني على إحراق المسجد الأقصى المبارك حدث ذلك في لحظة خنوعٍ عربي تشابه لحظة الخنوع هذه والتي دفعت العدو لمزيد من التمادي.
صلاح الدين بن علي – الخبر اليمني:
اليوم وبعد 55 عاماً على هذه الذكرى الأليمة يتعرضّ المسجد الأقصى للتدنيس اليومي من قبل المستوطنين الإسرائيليين وسط مساعٍ إسرائيلية لهدمه فمن صمت حال الحرق سيصمت حال الهدم وتلك قناعة الإسرائيلي اليوم.
قصة إحراق الأقصى تبدأ حينما اقتحم “دينيس مايكل روهان” المتطرف اليهودي للمسجد الأقصى من باب الغوانمة وأقدم على إشعال النار في المسجد بدعم من المخابرات الإسرائيلية، حدث ذلك في يوم الحادي والعشرين من أغسطس من عام ألفٍ وتسعمئةٍ وتسعةٍ وستين ميلادية.
أدّى إضرام الحريق في المسجد إلى اشتعال المصلى القبلي واحتراقه تحت أنظار المستوطنين الصهاينة وجاء إحراق الأقصى عامةً في إطار سلسلة من الإجراءات التي قام بها العدو الصهيوني منذ عام 1948 بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس.
سريعاً شبّ الحريق في الجناح الشرقي للمصلى الواقع في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى كما وأتت النيران على واجهات المسجد وسقفه وسجاده وزخارفه النادرة وكلّ محتوياته من المصاحف والأثاث، وتضرر البناء بشكل كبير مما تطلب سنوات لترميمه وإعادة زخارفه كما كانت.
كما وأدّت جريمة إحراق الأقصى إلى احتراق منبر المسجد التاريخي الذي أحضره البطل المسلم صلاح الدين الأيوبي من مدينة حلب، وذلك عندما استعاد المسلمون بيت المقدس عام 1187م، وقد كانت لهذا المنبر الجميل مكانة خاصة، حيث إن السلطان نور الدين زنكي هو الذي أمر بإعداده ليوم تحرير الأقصى.
وقتئذ أثارت جريمة أحراق المسجد الأقصى استنكارا دوليا كبيراً فاجتمع مجلس الأمن الدولي وأصدر قراره رقم 271 لسنة 1969 بأغلبية 11 عضواً وهو القرار الذي أدان العدو الإسرائيلي ودعاه إلى إلغاء جميع التدابير التي من شأنها تغيير وضع القدس.
حاول العدو الإسرائيلي الانكار والتنصل عن الجريمة مدعياً أن الحريق كان بفعل تماس كهربائي لكن وبعد أن أثبتت التحقيقات أنه تم بفعل فاعل حاول إلصاق التهمة بالمتطرف “دينيس روهان” رغم انفضاح وقوف المخابرات الإسرائيلية وراء الجريمة التي هزّت مشاعر الشعوب المسلمة في عموم الأرض.
وعن تلك الجريمة كانت قد علقت رئيسة وزراء الاحتلال في حينه غولدا مائير على الموقف العربي المتخاذل قائلة “عندما حُرق الأقصى لم أنم تلك الليلة، واعتقدت أن إسرائيل ستُسحق، لكن عندما حلَّ الصباح أدركت أن العرب في سبات عميق”.